أعلن مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق اتفاق دولي وُقِّع لتصدير الحبوب الأوكرانية، عدم تسجيل أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود، اليوم الأحد.
وقال المركز في بيان نُشر ليلاً بعدما أعلنت موسكو تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي وُقِّع في 22 تموز/يوليو الماضي في إسطنبول، متحججة بهجوم مسيَّرات على سفنها: "تعذّر التوصل إلى اتفاق في مركز التنسيق المشترك بشأن حركة خروج سفن الشحن ودخولها في 30 تشرين الأول/أكتوبر".
وأوضح المركز، الذي يضم مندوبين عن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في إسطنبول، أنه تبلغ من روسيا "قلقها على أمن سفن الشحن"، وقد نقل هذه المخاوف إلى الوفدين التركي والأوكراني.
وأضاف: "منسق الأمم المتحدة لمبادرة الحبوب في البحر الأسود أمير عبد الله، تبلغ اليوم (29 تشرين الأول/اكتوبر) من الوفد الروسي لدى مركز التنسيق المشترك مخاوفه بشأن أمن تحرك السفن التجارية".
وتابع يقول: "نقل عبد الله (هذه المخاوف) إلى الوفدين التركي والأوكراني في مركز التنسيق المشترك". ولم يصدر أي موقف رسمي تركي بعد على هذا الإعلان.
وكان مصدر أمني قد أكد لوكالة "فرانس برس"، مساء السبت، أن "تركيا لم تتبلغ رسمياً" الانسحاب الروسي. وأضاف: "يدرس مركز التنسيق المشترك المستجدات الأخيرة، ويقيّم تأثيرها بعملياته ويناقش المراحل المقبلة".
وتمكنت تسع سفن شحن السبت من استخدام الممر البحري في البحر الأسود "وثمة أكثر من عشر (سفن) أخرى" جاهزة لذلك في الاتجاهين، بحسب المركز الذي يسهر على تطبيق الاتفاق.
وينص هذا الاتفاق خصوصاً على تفتيش سفن الشحن التي تسلك البوسفور في الاتجاهين، سواء كانت فارغة أو محملة من قبل خمسة فرق مؤلفة من مفتشين اثنين لكل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.
ومنذ مطلع الشهر الحالي، انتقدت أوكرانيا بطء عمليات التفتيش، متهمة روسيا بعرقلة العملية. وقدر المركز خلال الأسبوع الحالي بأكثر من 170 عدد سفن الشحن الجاهزة للتفتيش قبالة إسطنبول.
وسمح الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ في الأول من آب/أغسطس بتصدير أكثر من تسعة ملايين طن من الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى من المرافئ الأوكرانية، وفقاً للمركز.
وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنطونيو بلينكن، عن أسفه إزاء تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق الحبوب مع أوكرانيا. ودعا في بيان، الأحد، "جميع الأطراف إلى مواصلة هذه المبادرة" التي وصفها بأنها ذات أهمية وجودية ومنقذة للحياة.
وأشار إلى أن الاتفاق المذكور ساهم في نقل أكثر من 9 ملايين طن من المواد الغذائية، وفي تخفيض الأسعار التي تعد بالغة الأهمية بالنسبة إلى الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بحسب تعبيره.
وأوضح أن تعليق روسيا مشاركتها في الاتفاق المذكور، سيسبب زيادة العائلات حول العالم من مصاريفها للمواد الغذائية، والأكثر من ذلك ربما في بقائها جوعى.
واتهم بلينكن روسيا باستخدام الغذاء كسلاح تجاه الأطراف الأخرى، محذراً من أن يؤدي هذا الأمر إلى تعميق أزمة الأمن الغذائي. وجدد بلينكن دعوته الرئاسة الروسية (الكرملين) للعودة إلى المشاركة في اتفاق الحبوب والامتثال لبنوده بشكل كامل.
(فرانس برس، الأناضول)