بدأت العمالة المساعدة في المهن الحرفية في التراجع شيئاً فشيئًا في مصر منذ ظهور ناقلات "توكتوك" في 2005، الأمر الذي يؤثر على مستقبل الصناعات الصغيرة في البلاد. إذ إن أكثر من 3 ملايين شاب وفق الإحصاءات الرسمية يفضلون التفرغ لقيادة التوكتوك عن العمل في العمالة المساعدة، بسبب الراحة والدخل المرتفع والحرية التي تتوفر لهم في دوام العمل.
ووفقًا للإحصائيات الصادرة عن مجلس الوزراء المصري، فإن أعداد التوكتوك في مصر تعدت مليوني مركبة بنهاية 2019، في حين قدرت مصادر برلمانية ارتفاع أعداد التوكتوك خلال العام 2020 إلى 3 ملايين مركبة، وسط توقعات بازدياد أعدادها خلال الفترة المقبلة. يقول عمر علي، الذي يمتهن أعمال البناء، إن انتشار ظاهرة التوتوك أدت إلى اختفاء العمالة المساعدة في عدد كبير من الحرف المهنية، فأحيانًا كثيرة يضطر"الصنايعي" للتوقف عن بعض الأعمال المتفق على تنفيذها بسبب عدم وجود من يساعده، وقد تضطره الظروف في بعض الأحيان للعمل بنفسه.
ويحذر هيثم أحمد، سباك، من انقراض "الصنايعية" في مختلف المهن الحرفية، لعدم وجود أجيال جديدة تتعلم "الصنعة" في الوقت الراهن، نتيجة عدة أسباب منها انتشار التوكتوك. فيما يلفت سامي، وهو سائق توكتوك، إلى أن أحد المظاهر الإيجابية التي استفاد منها المجتمع من جراء انتشار التوكتوك أنها استوعبت الملايين من العاطلين عن العمل، حتى من أصحاب الشهادات الذين لا يجدون وظيفة تستوعبهم في سوق تزيد ضيقاً.
ويؤكد الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب، الباحث في الشؤون الاقتصادية، أن ظاهرة انتشار التوكتوك أدت إلى حرمان الصناعة والمصانع من العمالة المحترفة، بل وقضى على أمل وجود تلمذة صناعية أو حرفية، وكذلك ساهمت في اختفاء العمالة الزراعية.
ويُرجع الأسباب إلى أن العمل على التوكتوك مريح، ويولد دخلًا لمن يعمل به أضعاف ما يحصل عليه العامل في المصنع، أو في الزراعة. وينبه عبد المطلب إلى أنه في حال استمرار الحال على هذه الأوضاع دون تنظيمها، ستتضرر الصناعة المصرية والاقتصاد ككل بشكل عام، وخاصة بعد أن أصبحت مهنة "سائق توكتوك" منتشرة على نطاق واسع وتستوعب الملايين من الشباب.