تونس: توقيفات لشبهات فساد في أكبر غابة حكومية لإنتاج الزيتون

02 نوفمبر 2024
رجل الأعمال ورئيس النادي الصفاقسي عبد العزيز المخلوفي (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تم توقيف عبد العزيز المخلوفي للتحقيق في شبهات فساد تتعلق بإدارة "هنشير الشعال"، بعد زيارة الرئيس قيس سعيد للموقع.
- "هنشير الشعال" يواجه تحديات في إنتاج الزيتون وتربية المواشي بسبب نقص الأمطار وتهرم الأشجار، مما أثار قلق السلطات.
- قطاع زيت الزيتون مهم للاقتصاد التونسي، حيث شهدت صادراته نمواً ملحوظاً، وتواصل السلطات حملتها ضد الفساد في هذا القطاع.

أعلنت الصفحة الرسمية للنادي الرياضي الصفاقسي اليوم السبت عن توقيف رجل الأعمال ورئيس النادي عبد العزيز المخلوفي الذي يصنف واحداً من الفاعلين الاقتصاديين الناشطين في قطاع إنتاج وتصدير زيت الزيتون في تونس.

وخضع المخلوفي منذ أمس الأول الخميس للتحقيق لدى النيابة العامة عقب زيارة أداها الرئيس التونسي قيس سعيد الأربعاء الماضي إلى "هنشير الشعّال" الذي يصنف بوصفه أكبر ضيعة فلاحية حكومية منتجة في تونس وفي العالم. وقال جوهر العذار، الناطق الرسمي باسم هيئة الدفاع عن رئيس النادي عبد العزيز المخلوفي، في تصريح لإذاعة موزاييك المحلية إن "المخلوفي مثل أمام الفرقة الأمنية المتعهدة بالبحث منذ عشية أمس الأول الخميس".

وأكّد العذار أن "الأبحاث لها علاقة بملف "هنشير الشعال" وبإذن صادر عن النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس وأن الأبحاث تشمل أعواناً وإطارات من المركب الذي يدير ضيعة الزيتون". ولم يكشف المتحدث باسم هيئة الدفاع عن تفاصيل علاقة المخلوفي بملف الفساد في ضيعة "الشعال".

ويعد عبد العزيز المخلوفي من أبرز المستثمرين في قطاع إنتاج وتصدير زيت الزيتون في تونس، ويدير أصولاً وممتلكات مهمة في القطاع الزراعي، كما يرأس النادي الرياضي الصفاقسي.

وباشر القضاء التونسي تحقيقات في شبهات فساد في الإدارة والتصرف في "هنشير الشعال" بمحافظة صفاقس جنوب شرق البلاد، وهو ثاني أكبر غابة زيتون في العالم من حيث المساحة البعلية، وفيه حوالي 400 ألف أصل زيتون، ويزيد عدد العاملين فيه بشكل قار عن 430 عوناً، فضلاً عن العمال العرضيين.

كذلك يحتوي المركب فروعاً لتربية الأبقار والأغنام والدواجن، وبلغ معدل إنتاج أنشطته خلال السنوات الخمس الماضية حوالي 3500 طن زيتون زيت و1.1 مليون لتر من الحليب. غير أن المركب الفلاحي والصناعي "الشعال" سجّل تراجعاً على مستوى الإنتاج السنوي لزيت الزيتون بسبب نقص التساقطات وتهرّم نحو 73% من أصول الزيتون التي فاق عمرها 90 عاماً، وفق بيانات رسمية كشف عنها المدير العام لديوان الأراضي الدولية طارق الشاوش في يوليو/تموز الماضي.

وقال الرئيس سعيد خلال زيارته الأربعاء الماضي إلى "هنشير الشعال" إنه "لن يتم التفريط في هذا المركب كما يدبر لذلك، مضيفاً أنه لا بد من محاسبة المسؤولين عن عملية هدر أموال الدولة والشعب". واعتبر سعيد أن "الوضع في "هنشير الشعال" غير طبيعي، لافتاً إلى أن هناك فساداً مالياً وإدارياً يتعلق بقطع الغيار ومناقصات بيع عدد من المعدات، وعدم جهر الآبار، ما أدى الى تراجع إنتاج الزيتون وأعداد قطيع الأبقار والأغنام، وفق مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على "فيسبوك".

ويستأثر قطاع زيت الزيتون بجزء مهم من الاستثمارات الفلاحية والتمويلات المصرفية العامة للقطاع الزراعي، نظراً إلى مردوديته الاقتصادية ومساهمته في توفير إيرادات العملة الصعبة لفائدة خزينة البنك المركزي. وتقود سلطات تونس حملة واسعة النطاق على الفساد، حيث شملت التوقيفات عدداً من رجال الأعمال من بينهم متعاملون في قطاع إنتاج زيت الزيتون وتصديره.

وهذا العام حققت صادرات زيت الزيتون التونسي نمواً ملحوظاً خلال الأشهر العشرة الأولى من الموسم الزراعي الحالي، لتبلغ قيمتها 4804 ملايين دينار تونسي (1.6 مليار دولار) بنمو 61.7% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، وفقاً لأرقام المرصد الوطني للفلاحة.

وسجل حجم صادرات زيت الزيتون زيادة بنسبة 3.2% مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى 181.3 ألف طن.

المساهمون