استضافت أوزبكستان الثلاثاء، النسخة السابعة من حفل تكريم الفائزين بـ"جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد"، والتي تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم في مجال مكافحة الفساد.
وشهد أمير قطر الشيخ تميم حفل تكريم الفائزين الذي أقيم في مركز المؤتمرات اليوم في طشقند، بحضور رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف. وكان أمير قطر ورئيس جمهورية أوزبكستان قد قاما بإزاحة الستار في وقت سابق عن النسخة السابعة من نصب الجائزة في حديقة مدينة طشقند.
وأكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حرص الجائزة الدولية للتميز في مكافحة الفساد على رعاية ودعم جهود الأفراد والمؤسسات للقضاء على هذه الظاهرة. وقال، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "كرمت اليوم مع رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف كوكبة جديدة من الفائزين بالجائزة الدولية للتميز في مكافحة الفساد"، مضيفا: "هي فعالية نحرص سنويا على رعايتها لدعم جهود الأفراد والمؤسسات للقضاء على هذه الظاهرة المعقدة، التي تقوض التطور وتثبط التنمية المستدامة".
وأشاد رئيس جمهورية أوزبكستان بالجهود العالمية التي يبذلها أمير قطر لمشاركة شعوب العالم في محاربة الفساد، مشددا على أن قطر باتت دولة رائدة في مجالي النزاهة والشفافية، وأهم الداعمين لهما عالميا. وأشار إلى أن تأسيس جائزة عالمية في مجال مكافحة الفساد وإقرارها في كل القارات يستحق تقديرا عالميا.
وتتوج الجائزة جهود دولة قطر محليا ودوليا وإقليميا في تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة، إذ تُعتبر الجائزة مبادرة عالمية الأهداف والأبعاد، ترسخ الحكم الرشيد والشفافية، وتطلق يد العدالة لاجتثاث آفة الفساد التي تشكل خطورة بالغة على مستقبل الأمم وتقدمها ورفاهية شعوبها.
وتكمن أهمية "جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد" الأولى، التي تعد دولة قطر صاحبة السبق العالمي في إطلاقها، في أنها تهدف إلى محاربة الفساد ودعم قضايا التنمية في كافة دول العالم وتشجيع الذين أخذوا على عاتقهم مهمة مكافحة الفساد لتحقيق التنمية والازدهار في كل مكان، فضلا عن تكريس قيم دولة قطر والوفاء بالتزاماتها محليا ودوليا والعمل من أجل تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة والمساءلة.
الاحتفاء بمحاربي الفساد
وتسلط الجائزة الضوء على الإجراءات المثالية والجديرة بالملاحظة والممارسات الجيدة على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى تقدير النماذج المكافحة للفساد من جميع أنحاء العالم وتعزيزها وجمعها ونشرها، فضلا عن زيادة الوعي والدعم والتضامن وتشجيع أي مبادرات عالمية نحو إقامة مجتمعات خالية من الفساد.
ولا تسعى الجائزة إلى تعزيز صورة من يحاربون الفساد فحسب، بل أن يتم الاحتفاء بهم في جميع أنحاء العالم، كما تأمل تحفيز الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والإعلام والمجتمع المدني على تبني مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وفهمها والتعاون من أجل تنفيذها.
وترتبط أهداف الجائزة بالمعايير الدولية وبأفضل الممارسات المعتمدة في مجال الحكم الرشيد ومكافحة الفساد، إسهاما منها في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وخاصة هدف التشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يهمش فيها أحد، من أجل تحقيق التنمية المستدامة وإتاحة إمكانية وصول الجميع إلى العدالة وبناء مؤسسات فعالة خاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على كافة المستويات.
وتحظى الجائزة باهتمام عالمي وأممي واسع نظرا لدورها في خلق بيئة بحثية وأدبية وعلمية في مجال محاربة الفساد وسيادة القانون، لا سيما وأنها تعد بمثابة تتويج للجهود الدولية والإقليمية وحتى الفردية في هذا المجال، من خلال حرصها على الاحتفاء بكل الذين يعملون على مكافحة الفساد في مجتمعاتهم ودولهم.
وتسعى "جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد" في فئة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد، إلى مكافحة الفساد من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، بينها البحث والتعليم، إذ يمكن مكافحة الفساد بطريقة أكثر فاعلية من خلال معرفة ودراسة الأسباب والعوامل التي تخلق الفساد وتنشره فقط.
أما فئة الجائزة في إبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، فتركز على أهمية إشراك الأجيال الصغيرة من شباب وطلاب جامعات وموظفين صغار في جهود مكافحة الفساد، لا سيما وأن مكافحة الفساد ليست عملا يجب القيام به في الوقت الحاضر فحسب، ولكنه أيضا أمر يجب التفكير بشأنه في المستقبل.
وتتطلع فئة الجائزة في الابتكار أو الصحافة الاستقصائية لمكافحة الفساد، إلى مكافأة الذين ابتكروا وطوروا الأدوات اللازمة للمساعدة على محاربة الفساد، إذ إن مكافحة الفساد لا تحتاج فقط إلى إرادة عدد من الأفراد أو المنظمات، لكنها تتطلب أيضا أدوات لمكافحتها، ويشمل ذلك وضع الحلول والنهج المبتكرة لإجراءات مكافحة الفساد واستخدامها وإذكاء الوعي، وقد تنطوي هذه الحلول على منهجيات مبتكرة تساعد أولئك الذين يرغبون في مكافحة الفساد بكل طريقة ممكنة.
وتهدف "جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد" في فئة حماية الرياضة من الفساد، إلى تقدير الأفراد والكيانات الذين عملوا على حماية الرياضة من الفساد محليا وإقليميا وكان لهم أثر ملموس للحد من مخاطر الفساد التي تحدث في رياضة معينة أو الرياضة بشكل عام، أو الذين أجروا بحوثا تتعلق بأثر الفساد على الرياضة أو كافحوا للحد من تأثير الفساد القائم في الرياضة، خاصة أن قطاع الرياضة لطالما كان هدفا جذابا للساعين للاستفادة من الفساد.
الفائزون بجائزة الشيخ تميم لمكافحة الفساد
وأكدت الدكتورة سونتشانا روكسانديتش، من كرواتيا، الفائزة بالجائزة في فئة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد، أن هذه الجائزة ستجعلها أكثر قوة في مسيرتها البحثية والتعليمية لمكافحة الفساد في المستقبل، معربة عن فخرها بالفوز بمثل هذه الجائزة الدولية التي ستشجعها على مواصلة التميز الأكاديمي والبحثي.
ونوهت بجهود دولة قطر الإقليمية والدولية لاجتثاث تلك الآفة التي تحدث الفرقة داخل المجتمعات وتعرقل مسيرة تقدم الأمم ورفاهية شعوبها، مشيرة إلى أن الجائزة تعمل على تعزيز وعي المجتمع الدولي بأهمية مكافحة الفساد وتدعم قضايا التنمية حول العالم.
بدوره، قال خوسيه أوغاز، من بيرو، الفائز بالجائزة عن فئة إنجاز العمر أو الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد، إن جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد تسلط الضوء على المعركة ضد الفساد في مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الفساد يهدد استقرار المجتمعات ويعرقل مسيرة التنمية ويضر بموارد ومقدرات الشعوب.
وأعرب شانتانا غوهو راي، من الهند، الفائز بالجائزة في فئة حماية الرياضة من الفساد، عن فخره بالحصول على هذه الجائزة المرموقة دوليا، والتي أكد أنها ستسهل مهمته في كشف الفساد.
أما وايهيغا موارا، صحافي مقيم في كينيا وفائز كذلك بالجائزة في فئة حماية الرياضة من الفساد، فقال: "يسعدني أن أكون ضمن الأشخاص الذين فعلوا أشياء عظيمة في مجال الفساد.. أنا أتعلم الكثير.. وأتطلع إلى القيام بأشياء أكبر في المستقبل.. إنه لأمر رائع التتويج بالجائزة.. أنا أمام تحد شخصي للقيام بعمل أفضل مستقبلا في ما يتعلق بمكافحة الفساد من خلال الصحافة الاستقصائية".
من جانبه، نوه فيل ماسون من المملكة المتحدة، الفائز بجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد في فئة الابتكار أو الصحافة الاستقصائية لمكافحة الفساد، بجهود دولة قطر في دعم أصحاب المبادرات والناشطين في مجال مكافحة الفساد حول العالم.
بدورها، عبرت كلير ريوكاسل براون، من المملكة المتحدة الفائزة هي الأخرى بالجائزة في فئة الابتكار أو الصحافة الاستقصائية لمكافحة الفساد، عن شعورها بالفخر والامتنان للفوز بهذه الجائزة المرموقة رفيعة المستوى تقديرا لجهودها في مكافحة الفساد.
وأكدت داماريس أسوا، من كينيا، الفائزة بالجائزة في فئة إبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، أن الجائزة تشكل مصدر إلهام للشباب وقادة المجتمع المحلي في مواصلة جهودهم لمكافحة الفساد في مختلف أنحاء العالم.
وأعربت ممثلة منظمة الجميع من أجل النزاهة، الفائزة بالجائزة عن فئة إبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، عن سعادتها بالحصول على الجائزة التي تشكل دافعا لأصحاب المبادرات المتميزة في جهود مكافحة الفساد حول العالم.
كلمات في المناسبة
وقال عبدالعزيز كاميلوف، الممثل الخاص لرئيس جمهورية أوزبكستان للشؤون الخارجية، إن جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، التي تستضيفها أوزبكستان، حدث مهم بالنسبة للعلاقات الثنائية وللتعاون في هذا المجال، لافتا إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات القطرية في هذا المجال.
وأكد الدكتور علي بن فطيس المري المحامي الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الفساد، أن "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد" تحقق واحداً من أهم أهداف الأمم المتحدة من أجل التنمية المستدامة وهو الهدف السادس عشر. وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية مستدامة في العالم في ظل وجود الفساد، مؤكدا أن الفساد هو العدو الأول للتنمية.
وأشاد لزيز كودراتوف وزير الاستثمار والصناعة والتجارة في جمهورية أوزبكستان، بدعم دولة قطر لجهود بلاده الرامية إلى جعلها وجهة جاذبة للاستثمار تحت قيادة فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف، خاصة في ظل تحقيق أوزبكستان نتائج هامة في هذا المجال، بفضل الإصلاحات العديدة التي شهدتها مختلف القطاعات، بما في ذلك مكافحة الفساد.
وأكد المدير العام لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أحمد بن سعيد الرميحي والمدير العام لوكالة الأنباء الوطنية الأوزبكية عبدالسعيد كوتشيموف أهمية "جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد" في تشجيع وتكريم الجهود المبذولة لمكافحة الفساد على المستوى العالمي، وبناء شبكة دولية من الشركاء والمؤسسات الملتزمة بمكافحة الفساد، بما يعزز التعاون والتبادل المعرفي والخبرات لتحقيق نتائج إيجابية في هذا الصدد.
وقال أكمل برهانوف رئيس هيئة مكافحة الفساد في أوزبكستان، إن دولة قطر تولي أهمية كبيرة لمكافحة الفساد، معربا عن خالص تقديره لجهود الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مجال مكافحة الفساد، والتي أفضت إلى إطلاق "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد".