جانيت يلين تحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على النظام المالي

05 يونيو 2024
جانيت يلين وزيرة الخزانة الأميركية، واشنطن 14 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، تناقش الفرص والمخاطر للذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، محذرة من مخاطره على النظام المالي.
- يلين تشدد على استخدامات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ، إدارة المحافظ، مكافحة الاحتيال، وتحسين خدمة العملاء، مع التأكيد على ضرورة موازنة بين الفرص والمخاطر.
- تخطط لتسليط الضوء على التحديات مثل التعقيد والعتامة في نماذج الذكاء الاصطناعي، مؤكدة على أهمية فهم المنظمين لهذه التكنولوجيا لضمان الاستقرار المالي.

قالت شبكة "سي أن أن" الإخبارية إنّ من المتوقع أن تحذر وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين المصرفيين والمديرين التنفيذيين لشركات التكنولوجيا الكبرى غداً الخميس من أنه في حين أنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفتح الباب أمام تطورات إيجابية ضخمة للنظام المالي، فإنّ التكنولوجيا نفسها تهدد أيضاً بإدخال مخاطر جديدة، وفقاً لمقتطفات من الخطاب تمت مشاركتها مع الشبكة.

وسيكون خطاب يلين المنتظر في مؤتمر حول الاستقرار المالي هو الأكثر شمولاً حتى الآن حول الذكاء الاصطناعي. ويأتي ذلك في الوقت الذي يتدافع فيه المستثمرون للحصول على جزء من كعكة التكنولوجيا الناشئة، وبدء عمالقة التكنولوجيا في سباق التسلّح به، مع تزايد قلق المنظمين بشأن الأخطاء التي يمكن أن تحدث.

وأشارت "سي أن أن" إلى أنّ مقتطفات من الملاحظات المعدة سلفاً، التي ستتناولها يلين في المؤتمر يوم الخميس في وزارة الخزانة الأميركية، ويوم الجمعة في معهد بروكينغز، أكدت أن "الفرص الهائلة والمخاطر الكبيرة المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل المؤسسات المالية نقلت هذه القضية نحو قمة جداول أعمال المنظمين الماليين".

ومن ناحية الفرص، ستشير يلين إلى الكيفية التي يحصل بها بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل المستثمرين لدعم التنبؤ وإدارة المحافظ، ومن قبل البنوك لمحاربة الاحتيال ودعم خدمة العملاء، وفقاً للملاحظات المعدة. ومن المتوقع أن تقول يلين إن "التطور السريع" للذكاء الاصطناعي يمكن أن يمهد الطريق لجعل الخدمات المالية أرخص وأسهل في الوصول إليها، مع الإشارة على وجه التحديد إلى التقدم في معالجة اللغة الطبيعية والتعرف إلى الصور والذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأسرت روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك "تشات جي بي تي" من شركة أوبن إيه آي و"جيميني" من "غوغل"، المستخدمين بقدراتها، حيث يمكن لأحدث أدواتها استحضار الصور على الفور تقريباً، ونطق كلمات الأغاني، ويمكن لبعضها أيضاً إنشاء مقاطع فيديو بجودة الأفلام.

وجربت يلين بنفسها روبوتات الدردشة المدعمة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، حسبما قال مسؤول في وزارة الخزانة لشبكة "سي أن أن". وقالت يلين في تصريحاتها المعدة: "أعلم أنكم جميعاً هنا تدركون أيضاً أن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل المؤسسات المالية يأتي مصحوباً بمخاطر إلى جانب هذه الفرص".

وقال مسؤول بوزارة الخزانة، لشبكة "سي أن أن"، إنّ من المتوقع أن يضم المؤتمر مزيجاً من المنظمين والمديرين التنفيذيين لشركات التكنولوجيا ومديري الأصول وشركات التأمين والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني والبنوك الصغيرة والكبيرة. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حذر فريق من كبار المنظمين الأميركيين بقيادة يلين لأول مرة من أنّ الذكاء الاصطناعي يشكل خطراً على النظام المالي. وقام مجلس مراقبة الاستقرار المالي FSOC، وهو فريق من المنظمين شُكِّل بعد الأزمة المالية في عام 2008، بتصنيف الذكاء الاصطناعي رسمياً باعتباره "نقطة ضعف ناشئة".

وتخطط يلين في خطابها لتوضيح ما يمكن أن يحدث من خطأ في الأسواق المالية، حيث أشارت، على سبيل المثال، إلى أن "التعقيد والعتامة" في نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسببا مشاكل. وأوضحت أن المشاكل تكمن في أن العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي تعمل بمثابة "صندوق أسود"، ما يعني أن أعمالها الداخلية لا يمكن للغرباء اختراقها.

ولو استمرت شركات وول ستريت في الاندفاع نحو استخدام نماذج غامضة للذكاء الاصطناعي، فسيواجه المنظمون صعوبة في فهم مدى أمان أنظمتهم بصورة واضحة. ولذلك، تخطط يلين أيضاً للإشارة إلى "أطر إدارة المخاطر غير الكافية" في ما يتعلق بالتكنولوجيا الجديدة، و"الترابط الذي ظهر مراراً، حيث يعتمد العديد من المشاركين في السوق على البيانات والنماذج نفسها".

وعلى نحو مماثل، ستقول يلين إن هناك مخاطر خاصة بـ"التركز"، وهي ترتبط بحقيقة أن هناك عدداً قليلاً فقط من الشركات التي تقدم نماذج الذكاء الاصطناعي. وهذا يعني أنه إذا انخفض سعر السهم، فقد تتأثر العديد من شركات وول ستريت. ويمكن أيضاً لنماذج الذكاء الاصطناعي أن تنتج في بعض الأحيان نتائج متحيزة، وهو ما قد يمثل مشكلة كبيرة في العالم الحقيقي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات مالية، كتلك المتعلقة بتحديد الأشخاص المستحقين للحصول على الائتمان.

وستقول يلين، وفقاً للتصريحات المعدة سلفاً: "إن البيانات غير الكافية أو الخاطئة يمكن أن تؤدي أيضاً إلى إدامة أو تقديم تحيزات جديدة في عملية صنع القرار المالي". ومن المتوقع أن تؤكد يلين أن المنظمين يخططون لمواصلة مراقبة تأثير الذكاء الاصطناعي بالاستقرار المالي.

ونظراً لمدى سرعة تطور الذكاء الاصطناعي، ستقول يلين إن الهيئات التنظيمية والصناعة قادرة على استخدام تحليل السيناريوهات لفهم "نقاط الضعف المستقبلية" بشكل أفضل وما يمكن القيام به "لتعزيز المرونة". وصرّح مسؤول بوزارة الخزانة، لشبكة "سي أن أن"، بأن "مجلس مراقبة الاستقرار المالي" يسعى لاستكشاف الكيفية التي يمكن أن يشكل بها الذكاء الاصطناعي تهديدًا للنظام المالي، بما في ذلك من خلال تكثيف الجهود لمراقبة كيفية استخدامه بالفعل.

وبطبيعة الحال، يعتمد المسؤولون الأميركيون أنفسهم على الذكاء الاصطناعي للقيام بعملهم، حيث أعلنت مصلحة الضرائب الأميركية، في سبتمبر/ أيلول الماضي، أنها بدأت باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي للكشف عن الغش الضريبي، في واحد من أبرز الأمثلة في هذا الخصوص. وفي فبراير/ شباط، كشفت وزارة الخزانة أنها استخدمت بهدوء تطبيقات الذكاء الاصطناعي للقبض على الأشرار الذين يحاولون سرقة أموال دافعي الضرائب. وتخطط وزارة الخزانة لفعل المزيد مع الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

المساهمون