ما أن أعلنت شركات النفط الأميركية العملاقة نتائج أعمالها عن الربع الثالث من العام، والتي أظهرت تحقيق أرباح فصلية بمليارات الدولارات، حتى احتدم الجدل في واشنطن بين من رأوا ضرورة فرض ضريبة استثنائية على تلك الشركات، وآخرين اعتبروا أن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
ويوم الإثنين، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن شركات النفط قد تتعرض لفرض ضرائب أعلى على أرباحها، إن لم تعمل على تخفيض أسعار وقود السيارات للمستهلكين.
ويحاول الرئيس الأميركي كسب رضاء الناخب الأميركي، قبل نحو أسبوع من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي يدخلها الديمقراطيون في وقت تراجعت فيه نسبة الرضاء عن الأداء الاقتصادي للرئيس المنتمي لحزبهم بصورة واضحة.
وفي حين يعاني المستهلك الأميركي من ارتفاع أسعار الوقود، ومعدل تضخم مازال راسخاً فوق 8%، أعلنت شركات النفط الأميركية العملاقة الأسبوع الماضي عن أرباح قياسية، خلال الربع المنتهي.
وأعلنت شركة إكسون موبيل تحقيق صافي ربح قياسي خلال الربع، اقترب لأول مرة في تاريخ الشركة الممتد لأكثر من قرن ونصف من 19 مليار دولار، بارتفاع 177% مقارنة بأرباح نفس الفترة من العام الماضي، بينما تجاوزت الأرباح الفصلية لشركة شيفرون 11 مليار دولار، حققت بها الشركة ثاني أفضل نتيجة ربعية في تاريخها، كما سجلت شركة شل أرباحاً فصلية تقترب من 10 مليارات دولار.
وقال بايدن إن الأرباح التي حققتها شركات النفط العملاقة لم تأت كنتيجة لابتكارات قامت بها تلك الشركات، وإنما هي من تبعات الحرب الروسية على أوكرانيا.
ودفعت إدارة بايدن، في إطار دعمها لاقتراح فرض الضرائب الإضافية، بأن الشركات لا تعيد استثمار أرباحها، من أجل زيادة قدرتها الإنتاجية، بهدف زيادة الإنتاج لخفض الأسعار، وإنما تقوم بتوزيع أرباحها على المستثمرين.
ويوم الثلاثاء، عارض لاري سومرز، وزير الخزانة في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، توجه الديمقراطيين نحو فرض الضريبة الجديدة، رغم انتمائه للحزب الديمقراطي.
وقال الاقتصادي الشهير، الذي يُدَرس في جامعة هارفارد العريقة، في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الإجتماعي تويتر "لست متأكدًا من فهم الحجة لفرض ضريبة أرباح غير متوقعة على شركات الطاقة، فتقليل الربحية سيقلل الاستثمار في صناعة النفط، وهو عكس هدفنا."
I’m not sure understand the argument for a windfall profits tax on energy companies. If you reduce profitability, you will discourage investment which is the opposite of our objective.
— Lawrence H. Summers (@LHSummers) November 1, 2022
ودافع سومرز عن شركات النفط الكبرى بعد الأرباح الضخمة التي حققتها خلال العام الحالي، مذكراً الجميع بتخلف تلك الشركات عن ركب الرابحين خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وتراجع سعر سهم شركة مثل إكسون موبيل مقارنة بسوق الأسهم بصفة عامة.
وانضم مايك سومرز، رئيس معهد النفط الأميركي، الذي يعد بمثابة نقابة للعاملين بقطاع النفط والغاز الطبيعي، لطابور منتقدي ضريبة بايدن المقترحة، حيث أصدر بياناً يوم الإثنين قال فيه "بدلاً من ادعاء البطولة عند انخفاض الأسعار، وإلقاء اللوم عند ارتفاعها، يتعين على إدارة الرئيس بايدن أن تأخذ الأمور بجدية، وتعالج مشكلة عدم توازن العرض والطلب على النفط".
وطرح عدد من كبار من يعرفون باسم "التقدميين"، ومنهم السناتور بيرني ساندرز من فيرمونت، وإليزابيث وارين من ماساتشوستس، الفكرة في السابق، إلا ان جماعات الضغط الموالية لشركات النفط كانت لهم بالمرصاد.
ويتطلب فرض أي ضرائب جديدة على أرباح النفط إلى موافقة الكونغرس، الأمر الذي قد يكون صعبًا خلال الفترة القادمة، حيث تشير أغلب التوقعات إلى فقدان الديمقراطيين السيطرة على أحد المجلسين، إن لم يكن كليهما.
وفي أكثر من مناسبة، نفى بايدن عن نفسه "تهمة" انتمائه للفكر الاشتراكي، مؤكداً أنه رأسمالي حتى النخاع، لقطع الطريق على مؤيدي الحزب الجمهوري، الذي يطلقون تلك "الاتهامات" مع كل اقتراح بفرض ضرائب جديدة.