استمع إلى الملخص
- بارديلا يعد بتحسين القدرة الشرائية، الخروج من السوق الأوروبية للكهرباء، وخفض الضغط الجبائي، لكن يواجه انتقادات لرغبته في الإبقاء على إصلاحات ماكرون للتقاعد، مما يعكس تفضيله لمصالح رجال الأعمال.
- بارديلا يسعى لجذب الشباب بوعود مثل خفض ضريبة منتجات الوقود وزيادة الأجور بنسبة 10%، مشيرًا إلى برنامج حزبي يحمل طابعاً يسارياً في بعض الجوانب، رغم الضغوطات للتراجع عن الوعود الاقتصادية.
تتوقع استطلاعات رأي في فرنسا أن يحقق التجمّع الوطني اليميني المتطرف فوزاً كبيراً في الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 30 يونيو/حزيران و7 يوليو/تموز. دفع ذلك الكثير من المعلقين إلى ترشيح جوردان بارديلا، رئيس ذلك الحزب، لتولي منصب رئيس الوزراء، وهو ما جعل البعض يتساءل حول ما إذا كان سيبقى وفيا للالتزامات الاقتصادية التي يواظب الحزب بواسطتها إلى استمالة الأنصار والناخبين.
وقد رأى البعض أنه يريد أن يبدو أكثر عقلانية على الصعيد الاقتصادي في حال الفوز في الانتخابات التشريعية، هو الذي كان حزبه يلوّح بالخروج من العملة الأوروبية الموحدة والعودة بسن التقاعد إلى 60 عاما عوضا عن 64 عاما الذي سنته الحكومة بدعم من الرئيس ماكرون.
ولم تغب تصريحات جوردان بارديلا عن المراقبين بعد الإعلان عن موعد الانتخابات. ففي جواب على سؤال يوم 11 يونيو حول احتمال العودة عن إصلاح سن التقاعد الذي أجراه الرئيس، أجاب "يجب القيام باختيارات"، لافتاً إلى وضعية الموازنة الصعبة المتمثلة في عجز في حدود 5% والمديونية العالية. وقال "في الجانب الاقتصادي أنا عقلاني"، وأكد أن الأولوية في المجال الاقتصادي تتمثل في تعزيز القدرة الشرائية، والخروج من السوق الأوروبية للكهرباء، وخفض الضغط الجبائي بالنسبة للأسر.
وقد علقت مانون أوبري، النائبة الأوروبية عن حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي، قائلة: "جوردان بارديلا يريد الإبقاء على الإصلاح الماكروني للتقاعد، بما يتناقض مع رأي 7 من بين 10 فرنسيين". تلك نائبة سبق لها أن اتهمته في مواجهة تلفزيونية بمناسبة حملة الانتخابات الأوروبية بالولاء لرجال الأعمال.
وتابعت: "لقد اخترتم رؤساء الشركات عوض الفرنسيين عندما عارضتهم فرض ضرائب على الأرباح المرتفعة وزيادة الحد الأدنى للأجور". انتخب جوردان بارديلا على رأس الحزب المتطرف في 2022 خلفا لمارين لوبان، حيث اعتبر أول زعيم للحزب من خارج أسرة جان ماري لوبن الذي أسس الجبهة الوطنية في 1972 التي أضحت بقيادة ابنته. ولد في عام 1995، وقد أضحى ابن المهاجر الإيطالي نجم اليمين المتطرف في فرنسا، هو الذي دخل السياسة عن سن 17 عاماً، حيث غادر عامين بعد ذلك لدراسة الجغرافيا كي يكرس وقته بعدها للسياسة، ويقود لائحة التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية في 2019.
جوردان بارديلا النائب الشبح
يُعرف عنه تواصله الدؤوب عبر وسائط التواصل الاجتماعي، حيث يتوفر على أكثر من مليون متابع على تيك توك، ويراهن الحزب المتطرف عليه كي يجذب الشباب أكثر، هو الذي كان قاد حملة من أجل الحد من الهجرة.
عندما كان في الولاية السابقة عضوا في البرلمان الأوروبي، كان دائم الغياب ولم يكن يواظب على حضور الاجتماعات، ما دفع منتقديه إلى التأكيد على أنه يحرص أكثر على تلميع صورته كزعيم لليمين المتطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل إنه وصف بـ"البرلماني الشبح".
يعِد الحزب الذي يقوده بخفض الضريبة على القيمة المضافة على منتجات الوقود، ودفع الشركات إلى زيادة الأجور 10%، وتوفير دعم مالي للأسر الفرنسية، والدفاع عن المزارعين الفرنسيين، وإطلاق مخطط عاجل للصحة بـ20 مليار يورو، وتسهيل الولوج للملكية والسكن للفرنسيين، وإعادة المجد للصناعة في فرنسا، وزيادة موازنة الدفاع. ورغم وصف برنامج الحزب بأنه ذو طابع يساري، إلا أن القيادي في الحزب الاشتراكي، بوريس فالو، اعتبر أن "اليمين المتطرف الذي يقوده جوردان بارديلا بمعية الجمهوريين، حلفاء موضوعيين لليبرالي ماكرون".
وحتى في حال سعي بارديلا للالتزام بوعود حزبه، فإن جمعية رجال الأعمال تضغط من أجل العودة عنها، معتبرة أن برنامجه سيفضي إلى تدهور المالية العامة، علما أن خصوم الحزب يعبرون عن الخوف من أن تفضي وعود الحزب إلى تعميق عجز الموازنة في ظل الديون المتصاعدة.