التقت زوجة رئيس النظام أسماء الأسد اليوم الأحد، الجمعيات الخيرية والمنظمات الأهلية، في مسعى لسد ثغرات العجز وتأمين بعض متطلبات السوريين الغذائية خلال شهر رمضان المقبل.
وقالت "رئاسة الجمهورية العربية السورية" في بيان حول اللقاء إن "شهر رمضان المبارك يأتي هذا العام مختلفاً عن السنوات السابقة، حيث الأوضاع المعيشية التي نمر بها في سورية أكثر صعوبة، والظروف الإقليمية، والدولية التي يشهدها العالم تؤثر علينا وعلى عمل الخير مباشرة، وخاصة في شهر الخير".
وهذه التحديات، بحسب البيان، "كانت في صلب حوار السيدة الأولى أسماء الأسد مع مجموعة من ممثلي الجمعيات والمنظمات الأهلية الإنسانية والخيرية في سورية"، والتي "ثمّنت دور المجتمع الأهلي وقدرته في سورية، الذي كان بارزاً في الأزمات والملمات، وكان حاضراً وبصمت، يلبي سؤال المحتاج ويغيث حاجة الملهوف".
بدورهم، طرح ممثلو الجمعيات تصوراتهم للعمل الخيري في رمضان لهذا العام وأولويات المساعدة، سواء على مستوى الشرائح الاجتماعية، أو لناحية نوع المساعدات ومجالاتها، وبُحثَت أبرز التحديات التي تؤثر في عمل الجمعيات الخيرية خلال الشهر الفضيل وبقية أشهُر العام.
دليل إفلاس
من جانبه، يرى الاقتصادي علي الشامي "اسم مستعار" من دمشق أن لقاء أسماء بممثلي الجمعيات "دليل إفلاس وشحّ وعجز الدولة عن تقديم أبسط مسؤولياتها، وهي كفاية الشعب، ورمي تلك المسؤوليات على عاتق التجار والجمعيات الخيرية"، لتقدم برأيه "فتات للبقاء على قيد الحياة".
وحول أبرز الجمعيات التي التقت ممثليها الأسد، يكشف الشامي خلال اتصال لـ"العربي الجديد" أن "الدعوة الإلزامية تمت لاتحاد غرف التجارة والصناعة ليحضر بعض أعضائها المنضوين بتلك الجمعيات، وإلزامهم بحسب مصادر بالتبرع بنسبة مرتفعة خلال شهر رمضان، على أن تُقدَّم تسهيلات لهم ويُدعموا من خلال منصة التصدير".
وكشف أن أهم الجمعيات التي التقتها الأسد هي "نور تجار دمشق، جمعية الشباب، نور الإغاثية وجميعة ساعد".
وتوقعت مصادر متطابقة من العاصمة السورية دمشق، أن تكون المساعدات "وجبات طعام وسلل غذائية لمواد استهلاكية، إضافة إلى إقامة وجبات إفطار ضمن المساجد أو الساحات العامة بدمشق".
واستبعدت المصادر "تقديم مبالغ مالية شهرية لإسعاف السوريين الذين لا يزيد دخلهم على 250 ألف ليرة، في حين تزيد النفقات على 12 مليون ليرة شهرياً".
وتضيف المصادر أن "ارتفاعات الأسعار قبل شهر رمضان، بدأت تظهر على بعض السلع الرمضانية، من تمور، واللحوم التي قفز سعرها بنحو 10% خلال الأيام الأخيرة، ليصل سعر كيلو الفروج إلى 35 ألف ليرة، وكيلو لحم الخروف إلى 200 ألف ليرة، وهبرة الخروف إلى 250 ألف ليرة، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والخضر والفواكه بشكل كبير.
أحوال معيشية صعبة قبل رمضان
وتتفاقم أحوال السوريين الاقتصادية مع قدوم شهر الصوم الذي يشهد زيادة بالاستهلاك وارتفاعاً بالأسعار، لتزيد نسبة الجوع وسوء التغذية التي قدرها "المسح التغذوي الأسري" بثلاثة أضعاف ما كان عليه عام 2019.
وتشير وزارة الصحة بحكومة الأسد التي نشرت نتائج المسح قبل يومين، إلى انتشار حالات سوء التغذية العام بمعدل 3 أضعاف مقارنة بنتائج 2019 حيث بلغت النسبة4.8% مقابل 1.7 في 2019.
في حين بلغ معدل انتشار نقص الوزن 8.1% بمعدل زيادة نحو الضعف مقابل 4.9%، وبلغت نسبة التقزّم 16.9% مقابل 12.6% من قبل، بينما غاب مؤشر فقر الدم واليود.
ويرى مراقبون أن معاناة السوريين ستزيد بعد إعلان برنامج الغذاء العالمي إنهاء برنامج مساعداته في جميع أنحاء سورية مطلع العام الجاري لنقص التمويل.
وكان البرنامج يقدم المساعدات الغذائية والعينية لـ 5.5 ملايين شخص يتوزعون على جميع المحافظات السورية، ما سيرفع نسبة الفقر والجوع بين السكان، إن بمناطق سيطرة نظام الأسد أو المناطق المحررة، شمال غربيّ سورية.
ووفقاً لأحدث تقارير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن "نحو 12.1 مليون سوري، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي".
(الدولار= 13400 ليرة رسمياً)