ما علاقة قرار إلهام شاهين حلق شعرها وتهاوي أسعار النفط عالميا ليقل سعر برميل النفط عن 50 دولار؟
بالطبع، لا توجد أي علاقة بين الأمرين، فحلق الشعر من عدمه قرار شخصي يخص الفنانة المصرية، وتهاوي أسعار النفط أمر يخص العرض والطلب في أسواق النفط العالمية والحرب التي تقودها دول كبرى منتجة للنفط، في مقدمتها الولايات المتحدة لإسقاط روسيا وتركيعها عقابا لها على موقفها من الأزمة الأوكرانية.
طيب، ما علاقة قرار الفنانة، التي قادت المظاهرات قبل 30 يونيو / حزيران 2013 لإسقاط أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، وعجز الموازنة المصرية والذي تجاوز 250 مليار جنيه " ما يعادل 35.6 مليار دولار" في العام المالي الأخير؟
بالطبع، لا توجد علاقة، ذلك لأن عجز الموازنة جاء بسبب نقص الإيرادات الحكومية من ضرائب وجمارك وأنشطة اقتصادية وغيرها، ونتيجة مباشرة أيضاً للمعاناة التي يعيشها الاقتصاد وأنشطة السياحة والاستثمارات المحلية والأجنبية، اللهم إذا اعتبرنا تهرب كبار الفنانين من سداد الضرائب المستحقة عليهم يؤثر سلباً على إيرادات الموازنة العامة.
طيب، وما العلاقة بين نشر أخبار في وسائل الاعلام عن الشذوذ والجنس والملحدين وإبرازها فى الصفحات الأولي وبرامج التوك شو، والأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها مصر؟ وما علاقة خناقات ومعارك مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك مع الجميع والتي لا تتوقف، وارتفاع الأسعار في مصر؟
قد يقول كثيرون إنه لا توجد علاقة بين هذه الأمور، لكن تعالوا نتأمل المشهد معاً ونسأل هذا السؤال المهم: ما معنى أن يكون تركيز وسائل الإعلام الأول على قرار حلق شعر الفنانة المصرية من أجل فيلم تجسد فيه دور امرأة مصابة بالسرطان أو على الأقل يكون الخبر من أبرز أولوياته، لدرجة أن أحد الصحافيين هاتفني بلهفة قائلا "الحق إلهام شاهين حلقت شعرها".
هناك أزمة اقتصادية تعيشها مصر منذ سنوات وزادت حدتها عقب ثورة 25 يناير، وهذه الأزمة تؤثر سلبا على المواطن العادي الذي لا يستطيع التعامل معها في ظل محدودية قدراته المالدية وانعدامها في أحيان كثيرة، ورغم الأرقام التي تحاول أن تروجها الحكومة من وقت لآخر حول تحسن أحوال الاقتصاد وحدوث قفزة في معدلات النمو الاقتصادى وتوفير فرص عمل وأنشطة السياحة، لكن المواطن لا يلحظ أي تحسن على مستوى الأمور المعيشية والحياتية اليومية مثل الصحة والتعليم ورغيف الخبز وأنبوبة البوتاجاز، أو علي مستوي تخفيف حدة الارتفاعات القياسية في الأسعار والتي لسعت الجميع بما فيها الطبقة المتوسطة.
وبدلاً من أن يسأل المواطن المصري عن سر ارتفاعات أسعار المشتقات البترولية من بنزين وسولار وبوتاجاز وغيرها رغم تهاويها عالميا، وعن مصير الوفر المالي الذي تحقق في الموازنة بسبب تهاوي أسعار النفط وتراجعها بنسبة تزيد عن 60% والمساعدات الخليجية، راح الاعلام يشغل هذا المواطن بأخبار الشواذ والملحدين وتقليعات الفنانين.