يؤمن حمدي الطباع الذي يرأس اتحاد رجال الأعمال العرب منذ العام 1997 أن التعاون الاقتصادي بين الدول العربية محفوف بالكثير من العقبات الناتجة عن الظروف الداخلية لكل بلد عربي، ورفض الغرب إقامة شراكات اقتصادية عربية حقيقية تفضي إلى تحقيق التكامل لأن ذلك يضر بمصالحها في المنطقة العربية ويجعل من العالم العربي قوة اقتصادية ذات تأثير كبير في المحافل الدولية.
ويرى الطباع الذي يرأس أيضا جمعية رجال الأعمال الأردنيين أن مواجهة تلك التحديات يجب أن تقوم على أساس إزالة المعوقات التي تواجه المستثمرين ورجال الأعمال العرب وتحفيزهم بالشكل الذي يمكنهم من تشكيل رافعة حقيقية للتعاون الاقتصادي العربي – العربي، وصولا إلى تحقيق التكامل في قطاعات أساسية في ضوء الفرص والإمكانات الطبيعية والبشرية المتاحة.
الطباع المولود في العاصمة الأردنية عمّان عام 1939، تخرج من الجامعة الأميركية في بيروت بتخصص إدارة الأعمال، وربطته علاقة شخصية بالملك الراحل حسين بن طلال منذ فترة المدرسة، يؤكد أن ما يشهده العالم العربي حاليا من اضطرابات تقف وراءه قوى الغرب التي لا تريد للمنطقة النهوض وتسعى لتدمير اقتصاداتها وتبديد ثرواتها وجعل كل بلد ينشغل بمشاكله الداخلية.
وبالرغم من وجود اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية، يقول الطباع إن التجارة العربية البينية وحجم الاستثمارات لا يزالان متواضعين جداً ودون المستوى الذي يجب أن يكونا عليه، ناهيك عن حجم الودائع العربية الضخمة في المصارف الأميركية والأوروبية ما يحرم البلاد العربية الاستفادة من عوائدها التي من الممكن أن تتعاظم في حال توظيفها باستثمارات في القطاعات المختلفة.
وتتزاوج الخبرات الطويلة للطباع ما بين الحكومي والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وتتعدى إطار العمل داخل حدود وطنه الأردن من خلال رئاسته لاتحاد رجال الأعمال العرب لفترة تزيد حتى الآن عن 24 عاما. وكان قد شغل منصب وزير التموين في الأردن عام 1988 ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء إضافة إلى عضويته لمدة أربع سنوات في مجلس الأعيان "الشق الثاني للبرلمان"، وكذلك رئاسة غرفة تجارة عمّان واتحاد الغرفة التجارية.
كما تولى رئاسة وعضوية مجالس إدارات عدد من الشركات الأردنية ورئاسة مجلس أمناء جامعة جرش الأهلية الواقعة شمال العاصمة الأردنية، إلى جانب رئاسته لجمعية الفيحاء الخيرية التي تضم فروعا في عدد من المدن الأردنية وتضم في عضويتها الأردنيين من أصول "شامية - سورية" والقنصل الفخري لجمهورية جيبوتي.
ويحمل الطباع وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى ووسام الاستقلال من الدرجة الثالثة ووساما برتبة فارس من الحكومة الفرنسية ووساما إيطاليا.
وفي إطار سعيه لخدمة قطاعات الأعمال في البلدان العربية، دائما ما يطالب الطباع بصفته رئيسا لاتحاد رجال الأعمال وجمعية رجال الأعمال الأردنيين، بضرورة إصدار جواز سفر خاص لرجال الأعمال العرب وإعفائهم من الحصول على التأشيرات لدخول البلاد العربية، ومنحهم الحوافز والامتيازات اللازمة لإقامة المشاريع الاستثمارية وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة.
وعلى الصعيد المحلي الأردني، ينتقد الطباع دائما ضعف الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، ويعتبرها مجرد شكلية وغالبا ما تتجاهل الحكومة القطاع الخاص لدى اصدار التشريعات الاقتصادية واتخاذ القرارات. كما يرى الطباع الذي كان من أوائل الداعين لتوفير بيئة استثمار مناسبة، بتشريعات منافسة على مستوى المنطقة حيث الحكومات المتعاقبة لم تفلح حتى الآن في إيجاد كيان تشريعي متكامل لتحفيز الاستثمارات وإزالة المعوقات التي تواجه رجال الأعمال، وبالتالي لم يستفد الأردن من هجرة المستثمرين العرب من بلدانهم، فكانت الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا وغيرها وجهاتهم المفضلة.
ويأمل الطباع أن يعود الاستقرار للبلاد العربية، وعندها يمكن الحديث مجددا وبقوة عن فرص تحقيق التكامل الاقتصادي العربي.