أطلق 24 من الخبراء ومؤسسي الشركات التكنولوجية في بريطانيا جملة من المطالب لتطوير صناعة التشفير والويب 3 والبلوك تشاين، متحدثين عن جملة من التحديات التي تواجه مستقبل هذا القطاع في المملكة المتحدة والعالم.
وأكدت البارونة مانزيلا أودين، التي استضافت الحدث في مجلس اللوردات في لندن، أهمية التطويرات التي تطاول التكنولوجيا، مركزة على القوانين والتشريعات الداعمة لنمو هذه الصناعة في بريطانيا، فيما شرح رئيس مركز الابتكار الدولي في المملكة المتحدة (UKIIC) البروفيسور يو شيونغ مسار التطور الذي يطاول التقنيات التكنولوجية حول العالم.
وتحدثت خبيرة استراتيجيات الأعمال والباحثة في مجال حقوق الإنسان الدكتورة نداء صباغ، لـ"العربي الجديد"، عن تفاعل دول الشرق الأوسط مع الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي والتقني، لافتة إلى أن نمو هذه الصناعة يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، في حين أن مكاسب الإنتاجية الهائلة التي ستحققها تقنية blockchain والذكاء الاصطناعي تفيد جميع الاقتصادات، الناشئة والمتقدمة على حد سواء. إلا أنها شددت على أن انتشار التقنيات الحديثة يرتبط بمستوى التنمية الاقتصادية في البلدان، ما يحدث تفاوتاً في حصد الفوائد.
توظيف التقنيات الحديثة
وشددت صباغ، في كلمتها في المؤتمر، على أن البلوك تشاين يجب أن يجرى توظيفها لفائدة الفئات الضعيفة، دمج الأشخاص ذوي الإعاقة مثلاً، إضافة إلى تعزيز اللامركزية والشفافية وسلامة البيانات.
وشرحت عن أهم التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي وصناعة العالم الافتراضي على الاقتصادات الدولية، وأهمها التأثيرات على النظم التعليمية، واختفاء الوظائف، وزيادة معدلات الخمول الإنتاجي، ما يفرض تحديات على الصناعة لتطوير تقنياتها بما فيه مصلحة المجتمعات والاقتصادات في آن.
ودعت صباغ إلى زيادة الاستثمار في التعليم وتشديد القوانين المتعلقة بالأمن السيبراني، وحماية المجتمعات من التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي، وتوظيف التقنيات الحديثة لحماية البيئة، وتعزيز الإنتاجية.
وشددت على ضرورة أن تُستخدم تقنيات الويب 3 والذكاء الاصطناعي والعالم الافتراضي من أجل تعزيز الحقوق الأساسية للناس، منها الحق في الحصول على مياه نظيفة، التعليم المجاني، الدواء المجاني، توفير التغذية والسكن.
وأشارت إلى ضرورة خوض المزيد من النقاشات حول هذه التقنيات في البرلمان البريطاني، وتنظيم تأثيراتها على مستقبل الصناعة التكنولوجية والمجتمع ككل، خاصة في ما يتعلق بحماية البيانات، وحماية أمن النظام وكذلك سلامة المستخدم، وكذا إصدار قوانين وتشريعات لوضع حد لعمليات الاحتيال المتزايدة.
المزيد من الابتكارات
وقال أبهيشيك راجبوروهيت، وهو شريك مؤسس في Voice of Crypto، إلى أن تقنيات العالم الافتراضي بحاجة اليوم إلى قابلية التشغيل البيني وابتكار محركات بحث تساعد المستخدمين في الوصول إلى المعلومات بسلاسة.
ولفت سيد الرحمن، وهو مستشار تقني ومستثمر دولي ومحاضر، إلى أن الاستثمار التقني يجب أن يجرى توجيهه نحو تعزيز مناهج التعليم، فيما الذكاء الاصطناعي يوفر ملايين الدولارات، معتبراً أن المشكلة الأساسية ترتبط بالبروتوكول القياسي، لافتاً إلى تطوير بروتوكول مفتوح المصدر يمكن المهندسين في جميع أنحاء العالم من التعاون.
وشددت زي ويست، وهي تعمل في مجال التكنولوجيا ومؤسسة لعدد من البرامج والمواقع، إن التطور التقني يدعم الشركات الناشئة، في حين أن التكنولوجيا المالية تساعد على تعزيز الرفاهية، كما يؤسس الذكاء الاصطناعي لقواعد إيجابية لمساعدة الناس في مستقبل يقوم على نمو الصناعة التكنولوجية دولياً.
وأكد طه كوبورن كاتي، رئيس مجلس الأعمال البريطاني الآسيوي، ضرورة توظيف تقنيات الويب 3 لتسهيل العمل مع الشركات في آسيا وأفريقيا والهند، داعياً إلى إطلاق هيئة تنظيمية لـWeb3 وصناعة العالم الافتراضي، بما يحمي المسارات الديمقراطية ويعزز وصول المواطنين إلى المعلومات من دون شوائب.
واعتبرت ديفيا براشانث، الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لشركة HQNFTs، أن التقنيات الحديثة يجب أن تدور حول محو الأمية، وهناك الكثير الذي يجب القيام به لزيادة تطوير هذه الصناعة والانفتاح على تطوير منصات جديدة تخدم المجتمعات.
ورفع جوني سيمور، المستثمر في القطاع التكنولوجي، الصوت حول المجهولين الذي يعملون وراء الكواليس ويستخدمون البيانات، وكذا الخوارزميات التي تتابع وتتعقب، والتي يحتمل أن تكون خطرة في صناعة العالم الافتراضي، ما يستدعي تدخل الحكومة لتنظيم القطاع.