يشكك خبراء الاقتصاد في سورية في الاتفاق ما بين وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري بسام طعمة، مع وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، على "تسريع الوصول إلى توقيع عقد استيراد الغاز نظراً لامتلاك الجزائر كميات كبيرة من الغاز المنزلي"، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "الوطن" السورية اليوم الخميس، لافتة إلى دعوة الوزير الجزائري "وفداً حكومياً سورياً" لـ"إنهاء الموضوع بسرعة".
ويأتي هذا الاتفاق، الذي حصل خلال اجتماع على هامش منتدى "أسبوع الطاقة الروسي" في العاصمة الروسية موسكو، في وقت تعاني فيه سورية من نقص حاد في مادة الغاز، بعد سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على معامل إنتاج الغاز "كونكور، سويدية، معمل غاز عمر"، وخروج مناطق الإنتاج عن سيطرة النظام.
ولا يزيد إنتاج الغاز الطبيعي في سورية سنوياً، بحسب بيانات وزارة النفط والثروة المعدنية، عن 4.5 مليارات متر مكعب بمعدل إنتاج يومي بلغ 12.5 مليون متر مكعب، منه 12 مليون متر مكعب يومياً من الغاز النظيف، كما تزيد معاناة السوريين بالحصول على الغاز المنزلي، بعد تحويل تسليمه وفق "البطاقة الذكية".
وقلل الخبير في قطاع الطاقة، سمير سعيفان، من أهمية هذا الاتفاق، معتبراً أنه "استعراضي ليس إلا"، لأن "نقل الغاز من الجزائر إلى سورية أمر صعب".
ويضيف سعيفان، لـ"العربي الجديد"، أن "الجزائر ملتزمة بتوريد الغاز للقارة الأوروبية، بل وزيادة الكمية بعد وقف تدفق الغاز الروسي. كما أن أوروبا تدفع "كاش"، في حين نظام الأسد مفلس ويستجر النفط من إيران وفق خط الائتمان".
ويشرح الخبير في قطاع الطاقة أن "افتقار البلدين لخط نقل الغاز هو المعيق الأول"، وأما الإعاقة الثانية تأتي من "افتقار سورية لمنشآت تسييل الغاز ليتم نقل الغاز الجزائري عبر السفن إلى ميناء بانياس السوري".
ويضيف أن إقامة منشآت لتسييل الغاز "أمر مكلف جداً، ويأخذ وقتاً طويلاً، ما يجعل طرح الوزيرين أمس بروتوكولياً سياسياً أكثر منه واقعياً".
ويرى الاقتصادي السوري، عماد الدين المصبح، أن "العلّة بإفلاس نظام الأسد وليس بالجهة الموردة للغاز"، وإلا لكان الغاز العراقي أو الإيراني أسهل وأقرب من الجزائر، معتبراً أن "لقاء الوزيرين أمس كان لعرض الجانب السوري على الجزائر مناطقَ استكشاف الغاز والنفط واستثمار الفوسفات كطريقة إغراء لمدّ النظام بالغاز".
ويضيف المصبح، لـ"العربي الجديد"، أن الجزائر أول مورد غاز للقارة الأفريقية، وتمد القارة الأوروبية بنحو 11% من استهلاكها الغازي، وقد تزيد التزاماتها والكميات، بواقع توقف الغاز الروسي.
وشهدت العلاقات الجزائرية مع نظام بشار الأسد تطورات خلال الفترة الأخيرة بعد زيارة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة الأسد، فيصل المقداد، الجزائر في يوليو/ تموز الماضي، تبعها بالشهر ذاته زيارة وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة سورية.
وتعد الجزائر من بين الدول العربية التي رفضت قطع علاقاتها مع النظام السوري مع بداية الثورة السورية، كما تحفظت على قرار تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية عام 2011.