يواجه الاقتصاد السوداني خسائر يومية بالجملة جراء استمرار إغلاق الشرق لقرابة الشهر وتحديداً منذ 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، عبر محتجين من قبائل البجا والعموديات المستقلة مع تلكؤ حكومي واضح لحل الأزمة وإنهاء الإغلاق. وأدى الإغلاق لأضرار جسيمة لقطاع الواردات والصادرات.
وقال رئيس لجنة وكلاء مصدري الماشية بسواكن، حميد غوينم، لـ"العربي الجديد"، إن إغلاق شرق السودان تسبب في إعاقة حركة الصادرات، وتكدست المواشي بمحاجر الخرطوم وكسلا والخوي وأم درمان وغيرها لإيقاف ترحيلها لموانئ الصادرات ببورتسودان، ما يكبد المصدرين يومياً خسائر فادحة، فضلاً عن الغرامات التي يتحملونها بسبب عدم الالتزام بعقود الصادرات مع الدول الخارجية.
وانتقد غوينم مماطلة الحكومة في حل أزمة الشرق والتي انسحبت آثارها السالبة على كافة مفاصل الاقتصاد السوداني، داعياً لاستثناء الصادرات من الإيقاف أسوة بالدواء وحركة نقل المواطنين وصادرات نفط جنوب السودان عبر بورتسودان.
وأكد المُصدّر خالد محمد خير، لـ"العربي الجديد"، أن إغلاق الشرق تسبب في المزيد من الأضرار بقطاع الصادرات وأعاق انسيابه للخارج، لافتاً إلى تصدير 3 بواخر فقط قبل الإغلاق.
وقال إن الإغلاق يؤدي لفقدان البلاد لعائدات كبيرة من النقد الأجنبي، داعياً الحكومة الانتقالية إلى الإسراع في حسم الخلاف وفتح الشرق لإنهاء الجمود الاقتصادي الذي أصاب البلاد.
ووصف مُصدّر ماشية آخر، رفض ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، الأزمة بأنها سلاح ذو حدين.
وقال إنها تعيق حركة الصادرات وعائدها للخزينة العامة بشكل فعلي، غير أنها في الوقت نفسه تحقق فوائد للمصدرين لقلة عائد تصدير الماشية في هذه الفترة التي تشهد إغراقا كبيرا في الأسواق السعودية بالماشية السودانية ما يتسبب في تراجع أسعارها إلى ما يتراوح بين 600 و620 ريالاً فقط للرأس الواحد، ما يسبب خسائر للمصدرين بسبب ارتفاع التكلفة من أعلاف وغيرها (الدولار=3.75 ريال).
ودعا الحكومة لتحديد فترات معينة للصادر في المواسم فقط بدلا من فتح الصادر طوال العام.
وبلغت الخسائر اليومية في الصادرات والواردات في آخر إحصائيات غير رسمية 65 مليون دولار بسبب إغلاق الموانئ والطريق القومي.
وقدر رئيس غرفة الاستيراد باتحاد اصحاب العمل شهاب الدين الطيب، خسائر الخزينة العامة للدولة بـ2 تريليون جنيه (الدولار = 440 جنيهاً في البنك المركزي) يومياً عبارة عن رسوم ضريبية وجمركية.
وأشار الطيب لخسائر متوقعة خلال الأشهر المقبلة، بسبب الإغلاق بارتفاع أسعار التأمين والنقل وفقدان المصدرين لأسواقهم الخارجية.
ونبّه الطيب إلى خسائر ضخمة بسبب تلف الصادرات والواردات نتيجة لانتهاء الصلاحية بجانب خسائر القطاع والذي يعتبر المشغل الرئيس للأيدي العاملة بالسودان. وأوضح أن هناك حوالي ثلاثة آلاف عربة نقل متوقفة بالطريق القومي مما يتسبب في خسائر يومية تقدر بمليوني دولار.
وقال إنّ "الضرر الاقتصادي أكبر من أن يتخيله الكثيرون وسوف يأخذ وقتاً طويلاً للتعافي منه فيما كل القطاعات تأثرت به، سواء زراعية أو صناعية".