استمع إلى الملخص
- تشمل الاستراتيجية تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية، واستعادة ارتباط العاصمة بالبحر، وتحديث وسائل النقل، مع الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية، وإنشاء حوض للأسماك ومخطط أخضر.
- أكد الرئيس تبون على أهمية الحفاظ على الهوية المعمارية لحي القصبة التاريخي، مع مشاريع جارية مثل إعادة تأهيل واد الحراش وبناء محطة حافلات عصرية، وتطوير مدن أخرى مثل قسنطينة.
ناقش الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع مسؤولين حكوميين خطة لتطوير وعصرنة العاصمة الجزائرية وتحدثيها، والتغيير الجذري للواقع العمراني فيها، عبر إنجاز مشاريع خدمية وسياحية وواجهات بحرية بهدف جعلها "من أبرز العواصم في العالم". وخلال عرض خطة تحديث العاصمة الجزائرية، بحضور كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية وأعضاء من الحكومة، قال تبون إن هذه الخطة "من شأنها أن تفتح آفاقاً مستقبلية واعدة للارتقاء بعاصمة البلاد، نظراً إلى أهمية مشاريع استراتيجية يتضمنها"، وحث على "وضع وتحديد الآجال وجعلها مخططات خماسية بهدف تقييم التقدم في وتيرة الإنجاز وتحديد الميزانية".
وتتضمن الخطة استراتيجية تطوير وعصرنة العاصمة وإنجاز مشاريع عصرية عدة تليق بمكانة عاصمة البلاد وموروثها الثقافي والحضاري، يوجد بعضها قيد الإنجاز، وأخرى ستجسَّد على المديين القريب والمتوسط، بعد ضخ إمكانات ضخمة لتجسيد هذه الاستراتيجية، بهدف الارتقاء بعاصمة البلاد إلى مصاف كبريات العواصم في العالم، وجعلها قطباً لإشعاع عربي وإسلامي وأفريقي ومتوسطي. وإضافة إلى مشاريع الخدمات والسياحة الجديدة وإعادة تأهيل البنايات، تتضمن الاستراتيجية استعادة ارتباط مدينة الجزائر بالبحر، وتحديث النقل والتنقل في عاصمة البلاد، بما يضمن لسكان العاصمة إطار عيش ملائم بمنشآت وهياكل عصرية تكون في مستوى كبريات عواصم العالم، ومخططاً أخضر يهدف إلى إعادة التوازنات الإيكولوجية وتطوير البيئة، ومشروع إنجاز حوض الأسماك في العاصمة الجزائرية.
كما قال الرئيس الجزائري إنه يتعين أن تكون استراتيجية مشاريع هي "الأكبر على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط، ووضع الخطة اللازمة لاستغلالها في النشاط السياحي، وإعادة الاعتبار للمركب المتاحف (مقام الشهيد)، الذي يزوره الرؤساء والوفود الرسمية في زياراتهم إلى الجزائر".
وطالب الرئيس الجزائري الحكومة بإيجاد حلول عاجلة لـ"الحفاظ على الهوية المعمارية والتاريخية لمدينة القصبة (حي تاريخي ذو طراز عمراني خاص وسط العاصمة الجزائرية)، ولإعادة تأهيل هذه المدينة العتيقة، التي تعد روح عاصمة البلاد ومعالمها ملك لكل الجزائريين"، بعدما "تآكلت بمرور الزمن بنايات القصبة، ولم يتم إيجاد حلول لمشاكلها منذ سنوات السبعينيات". واقترح الرئيس الجزائري أن "الحل يكمن في تدخل الدولة لشراء العمارات المملوكة للخواص على مستوى هذا الحي العتيق، لتصبح ضمن الأملاك الوطنية، ومن ثم ترميمها وإعادة تهيئتها لاحتضان النشاطات الثقافية والفنية والسياحية والحرف التقليدية".
وحي القصبة التاريخي والسياحي كان المركز الرئيس للعاصمة الجزائرية قبل الاحتلال الفرنسي، وفي فترة ثورة التحرير، تحول إلى المعقل الأبرز للثوار، بسبب طبيعته كونه حياً متداخلاً عمرانياً وصعب الاقتحام. وبعد الاستقلال، تعرض للتهميش وتهدم بعض أجزائه ومعالمه بفعل الإهمال والأشغال العشوائية، لكن الاهتمام الحكومي والأهلي بهذا الحي ومبادرات المشاريع المختلفة برزت بشكل كبير في غضون السنوات الأخيرة.
وتُجرى في الوقت الحالي إعادة تطهير وتأهيل واد الحراش الذي يقسم العاصمة في الضاحية الشرقية، كما يجرى بناء محطة حافلات عصرية، ويجرى التفكير في مشروع للقطار المعلق في العاصمة التي باتت تتوفر على مترو أنفاق يجرى تمديده وترامواي. وأكد الرئيس الجزائري أن خطط التطوير العمراني ستشمل مدناً أُخرى لاحقاً، وقال: "فور الانتهاء من إنجاز مشاريع في الجزائر العاصمة، سنمر إلى ولايات أخرى، على غرار ولاية قسنطينة التي يجب إعطاؤها حقها في مجال التنمية باعتبارها مدينة المقاومة والتاريخ، إلى جانب ولايات أخرى في شرق وغرب ووسط وجنوب البلاد".