رقم قياسي لصادرات الغاز الروسي المسال في أكتوبر

04 نوفمبر 2024
فرضت أوروبا عقوبات على الغاز الروسي المسال، فرنسا 10 مارس 2022 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت صادرات الغاز الروسي المسال ارتفاعًا في أكتوبر 2023، حيث بلغت 3.06 ملايين طن، مع زيادة سنوية بنسبة 4.65%، وتركزت الصادرات نحو آسيا وأوروبا.
- تواجه روسيا تحديات في قطاع الطاقة بسبب العقوبات الأوروبية، لكنها تسعى لتحقيق حصة 20%-25% من السوق العالمية للغاز المسال بحلول 2035، مع فرص نمو في أفريقيا وأوراسيا.
- ارتفعت واردات جورجيا من الغاز الروسي بنسبة 6.5% في 2024، رغم أن أذربيجان تظل المورد الرئيسي، ويعود ذلك للطلب المتزايد في الشتاء.

ارتفعت صادرات الغاز الروسي المسال في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي محققة رقما قياسيا، حيث بلغت نحو 3.06 ملايين طن بزيادة بلغت 2.5% مقارنة بالشهر المماثل من العام 2023 وزادت بنسبة 4.65% خلال عشرة أشهر على أساس سنوي، لتصل إلى 27.4 مليون طن. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة كوميرسانت الروسية الأحد استناداً إلى بيانات شركة كبلر لتحليل البيانات، فقد وُجِّه 1.33 مليون طن من الغاز الروسي المسال في أكتوبر إلى آسيا، بينما ذهب 1.16 مليون طن إلى أوروبا، فيما لا تزال الوجهات النهائية لبقية الكميات غير واضحة.

وفي الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، كانت أوروبا هي المستورد الرئيسي للغاز الروسي، حيث استحوذت على 53% من إجمالي الصادرات، وذلك وفقاً للبيانات التي نشرتها الصحيفة. من جهة أخرى، انخفضت صادرات الديزل و الغاز أويل في أكتوبر الماضي، حيث بلغ حجم الشحنات 675 ألف برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ أربع سنوات، وتحديداً منذ أكتوبر 2020. ومقارنة ببداية العام، شهدت الصادرات تراجعاً بنحو النصف تقريباً، حيث وصلت في يناير إلى 1.2 مليون برميل يومياً، وفقاً لما ذكرته صحيفة "RBK" الروسية. 

ووفقاً للصحيفة الروسية، فإن أكبر المشترين للديزل الروسي هم تركيا بنسبة 44% والبرازيل بنسبة 12%، لكن كلاً منهما خفضت حجم مشترياتها في أكتوبر الماضي. من جهته، قال الصحافي الاقتصادي الروسي فاديم ميكيف إن " النجاح لا يقتصر فقط على زيادة الكميات المصدرة، بل يظهر أيضاً أن روسيا لا تزال تحتفظ بمكانتها مصدراً رئيسياً للطاقة في الأسواق العالمية، خاصة في ظل الطلب المتزايد من الدول الآسيوية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنويع الأسواق والمشترين يعزز من استقرار الاقتصاد الروسي ويقلل من الاعتماد على الأسواق التقليدية". 

وأضاف ميكيف لـ"العربي الجديد" أنه "رغم الأرقام الإيجابية في صادرات الغاز الروسي المسال، فإن الانخفاض الحاد في صادرات الديزل والغاز أويل يشير إلى وجود تحديات كبيرة تواجه القطاع. حيث تراجعت الصادرات بنسبة 50% تقريباً منذ بداية العام، وهو ما يكشف الصعوبات التي تواجهها روسيا للحفاظ على حصتها في السوق العالمية، خاصة مع العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي". وفرض الاتحاد الأوروبي، في يونيو/حزيران الماضي، عقوبات على الغاز الروسي المسال تضمنت حظراً على أي عمليات إعادة تصدير عبر أراضي الاتحاد الأوروبي إلى دول ثالثة. ومن المقرر أن تدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ بعد فترة انتقالية مدتها تسعة أشهر. كما فُرضت عقوبات على مشاريع محددة مثل "أركتيك -2". وتعتبر موسكو هذه القيود غير قانونية. 

وقام محللون من شركة التدقيق والاستشارات في روسيا المعروفة باسم "Kept "، الشهر الماضي، بتقييم تأثير هذه القيود على آفاق السوق الروسية. ووفقاً لرأيهم، فإن روسيا لا تزال قادرة على تحقيق هدف الاستحواذ على 20% إلى 25% من السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2035. وأوضح الخبراء أن الشركات الروسية الكبرى قد تواجه صعوبة في دخول الدورة الحالية للنمو في السوق قبل عام 2030، والتي ترتبط بزيادة الإنتاج في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. ومع ذلك، بدأت تظهر ملامح "موجة جديدة" مرتبطة بشكل أكبر بتطور الاقتصادات في أفريقيا ومناطق أوراسيا. 

جورجيا تسجل أعلى مستوى لاستيراد الغاز الروسي

وفي السياق، شهدت جورجيا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في استيراد الغاز الروسي، هو الأعلى منذ 15 عامًا. ووفقًا للبيانات الصادرة عن خدمة الإحصاء الجورجية التي نشرتها وكالة الأنباء الروسية ريا نوفستي أمس الأحد، استوردت جورجيا غازًا روسيًا بقيمة 90.1 مليون دولار، بزيادة قدرها 6.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. 

ووفقاً للوكالة الروسية، فإن التقديرات تشير إلى أن الكمية المستوردة من الغاز الروسي خلال هذه الفترة هي الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2009. وفي العام الماضي، استوردت جورجيا 486 ألف طن من الغاز من روسيا، بزيادة بلغت 16.54% مقارنة بعام 2022، حيث بلغت قيمة الاستيراد 110 ملايين دولار، بزيادة تقدر بـ18% عما كانت عليه في عام 2022. 

وعلى الرغم من هذا الارتفاع، لا تزال أذربيجان هي المورد الرئيسي للغاز إلى جورجيا، حيث تمثل 78.47% من إجمالي الواردات، بينما تأتي روسيا في المرتبة الثانية بنسبة 21.53%. أما إيران، فتحتل المرتبة الثالثة بحصة ضئيلة تبلغ 0.0033%. وفي تعليق على زيادة استيراد الغاز من روسيا، أوضحت وزارة الاقتصاد الجورجية أن هذه الزيادة تعود إلى الطلب المتزايد على الغاز في البلاد. وأكدت الوزارة أن الغاز يُستورد من روسيا فقط بالحد الأدنى المطلوب، ويستخدم بشكل رئيسي لتلبية احتياجات السوق خلال فصل الشتاء حين يرتفع الاستهلاك. 

ويُنقل الغاز الروسي إلى جورجيا عبر خط أنابيب "الشمال - الجنوب"، الذي يستخدم أيضًا لتزويد أرمينيا. ووفقاً لوكالة الأنباء ريا نوفستي حتى عام 2015، كانت جورجيا تتلقى 10% من إجمالي إمدادات الغاز إلى أرمينيا تعويضاً عن العبور عبر أراضيها، ولكن منذ ذلك الحين، أصبحت جورجيا تتلقى تعويضات مالية من دون الكشف عن المبالغ المحددة.

المساهمون