تراجعت صادرات النفط الروسية 11% في الفترة من الأول وحتى 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مقارنة بالشهر السابق، بعد أن دخل حظر فرضه الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي حيّز التنفيذ، في الوقت الذي كثفت فيه روسيا من توجيه صادراتها من الطاقة إلى الصين.
ودشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسمياً الأربعاء، استغلال حقل غاز كوفيكتا الضخم في سيبيريا، ما يسمح بزيادة الصادرات إلى الصين في أوج أزمة بين موسكو والغرب.
وقال بوتين خلال مراسم بثها التلفزيون، وفقاً لوكالة "فرانس برس": "نطلق حقل كوفيكتا، وهو الأكبر في شرق سيبيريا، ابدأوا العمل".
وأكد بوتين أن هذه الخطوة ستطلق "حيوية تنموية حقيقية في المناطق الشرقية لروسيا". وسيغذي حقل كوفيكتا خط أنابيب الغاز "قوة سيبيريا Power of Siberia" الذي يغذي الصين منذ افتتاحه في ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وتنوي روسيا رفع صادرات الغاز الطبيعي إلى الصين، إلى 38 مليار متر مكعب في عام 2023، حسب تقرير حديث لنشرة "غلوبال إنيرجي مونيتور".
وكانت "غازبروم" قد وقعت صفقة قيمتها 400 مليار دولار، عام 2014، مع شركة البترول الوطنية الصينية، لتزويدها بـ38 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، لمدة 30 عاماً.
انخفاض الصادرات
وقالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصادر مطلعة لم تحدد هويتها، إن صادرات روسيا إلى الدول من خارج رابطة الدول المستقلة، بما يشمل الشحنات عبر خطوط الأنابيب والمنقولة بحراً، بلغت في المجمل 560 ألف طن يومياً تقريباً خلال الفترة المذكورة.
Владимир Путин по видеосвязи запустил Ковыктинское месторождение в Иркутской области и участок Ковыкта - Чаянда газопровода "Сила Сибири" от него:https://t.co/BjBBPtHKSY
— ТАСС (@tass_agency) December 21, 2022
Видео: ТАСС/Ruptly pic.twitter.com/Dryu6SbRSS
وتعهد الاتحاد الأوروبي بالتوقف عن شراء النفط الروسي المنقول بحراً اعتباراً من الخامس من ديسمبر/ كانون الأول، وفرضت الدول الغربية أيضاً سقفاً لأسعار النفط الخام الروسي، لكن خط أنابيب دروغبا لا يزال مُعفىً من العقوبات.
ويستهدف الاتحاد الأوروبي خفض وارداته من النفط الروسي بنسبة 90%، وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط كانت أوروبا تشتري نحو نصف إجمالي صادرات النفط الروسية.
وتوقع أحد أكبر المصارف الروسية الكبرى تراجع إنتاج النفط في روسيا بمقدار 50 مليون طن (بما يعادل 366 مليون برميل)، ليصل خلال العام المقبل إلى 475 مليون برميل مقابل 525 مليوناً خلال العام الجاري، متأثراً بالحظر النفطي الأوروبي، بينما تعتمد الميزانية الروسية توقعات أكثر تفاؤلاً بأن يبلغ الإنتاج 490 مليون طن.
وقال ميخائيل زادورنوف، رئيس مصرف "أوتكريتيه" (واحد من أكبر عشرة مصارف في روسيا)، في حوار مع صحيفة "إر بي كا" الروسية، نشر الثلاثاء: "ليس من الواضح إلى أين يمكن توجيه هذا النفط، ومن سينقله وسيؤمن عليه، وما إذا كانت ستتسنى إعادة تحويل تدفقات النفط من أوروبا وغيرها من الدول غير الصديقة إلى الأسواق الآسيوية".
ويأمل الكرملين أن يعوض الطلب من آسيا توقف الإمدادات التقليدية من روسيا للمشترين الأوروبيين، حيث حولت روسيا تجارتها في مجال الطاقة سريعاً هذا العام صوب الشرق، وباعت كميات قياسية لدول مثل الهند والصين.
وارتفعت واردات النفط الخام الروسي إلى الصين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بنسبة 17% عنه قبل عام، إذ سارعت المصافي الصينية لتأمين مزيد من الشحنات قبل سريان سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع، وجعلت القفزة روسيا أكبر مصدري النفط إلى الصين، متخطية السعودية.
(رويترز، العربي الجديد)