استمع إلى الملخص
- سيتم دعم مسارين تجريبيين، أحدهما لأميركا اللاتينية والآخر لسواحل أفريقيا، بهدف تقليل تكاليف الشحن وزيادة حجم الصادرات، مع توقع تقليص الدعم اللوجستي في 2025 إلى 5.9 مليارات روبل.
- يعتبر الدعم خطوة استراتيجية لتعزيز الصادرات الروسية، لكن هناك مخاطر تتعلق بكفاية التمويل واستدامة السوق دون الاعتماد على الدعم الحكومي.
أعلنت روسيا أنها ستبدأ اعتبارًا من العام الجاري 2025 بتقديم دعم جزئي لتكاليف شركات تصدير المنتجات الروسية إلى دول أميركا اللاتينية وأفريقيا عبر مسارات جديدة. وفي حديثه لوكالة "إنترفاكس" الروسية اليوم الجمعة، قال رومان تشيكوشوف، نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي، إن الحكومة تخطط لتخصيص 1.2 مليار روبل في السنة الأولى لبدء تشغيل هذه المسارات.
وأضاف أن مشروع القرار الخاص بإصدار هذا الدعم جاهز حاليًا ويجرى تنسيقه مع الجهات الحكومية الفيدرالية، مشيرًا إلى أن وزارة النقل ستشارك في إدارة هذا المشروع. وأكد تشيكوشوف أن العام المقبل سيشهد تخصيص أكثر من 1.2 مليار روبل أموالاً ابتدائية لتمويل مسارين تجريبيين. وأوضح أن الأولوية ستكون لأميركا اللاتينية، مع التركيز على البرازيل شريكاً رئيسياً في مجموعة "بريكس"، حيث تتمتع روسيا بميزة قوية في تصدير الأسمدة المعدنية، ولكنها تأمل توسيع نطاق صادراتها لتشمل المنتجات عالية التقنية.
وأضاف أن المسار الثاني الذي سيحصل على دعم هو أحد سواحل أفريقيا الغربية أو الشرقية، حيث ستُحدَّد الدول المعنية بناءً على الطلبات المقدمة. وأشار تشيكوشوف إلى أنه من المتوقع أن تزداد شعبية هذه المسارات الجديدة خلال العامين المقبلين أو الأعوام الثلاثة المقبلة بفضل الدعم المقدم، ما سيؤدي إلى انخفاض تكاليف الشحن بشكل طبيعي نتيجة زيادة حجم الصادرات. كما أكد أن ميزانية الدولة لن تحتاج إلى الاستمرار في دعم هذه المسارات على المدى الطويل، ما سيمكنها من إضافة مسارات جديدة إلى البرنامج.
وفي النسخة الأساسية من البرنامج، من المتوقع تعويض حوالي 50% من تكلفة الشحن. وأوضح تشيكوشوف أن الاختيار سيتم بناءً على فعالية الدعم، حيث يمكن أن يتقدم بعض مشغلي اللوجستيات بعروض أكبر من حيث حجم الصادرات مقابل الحصول على دعم أقل.
ووفقاً له، من المقرر إجراء عملية الاختيار بعد شهرين من إجراء اختيار الدعم اللوجستي الرئيسي الذي يُقدّم حاليًا من دون ارتباط بمسار محدد في فبراير/شباط. كما أكد تشيكوشوف أن الدعم اللوجستي الإجمالي في عام 2025 سيشهد تقليصًا في حجم التمويل ليصل إلى 5.9 مليارات روبل مقارنة بـ 17.7 مليار روبل في عام 2024، بالإضافة إلى تقليل عدد المشاركين في البرنامج ليقتصر على مصنعي الآلات ومصنعي الأخشاب والمصدرين من المناطق الجديدة. وفي المستقبل، تخطط وزارة الصناعة والتجارة للعودة إلى توسيع قائمة القطاعات المؤهلة للحصول على الدعم.
من جهته، يقول فاديم ميكيف، صحافي روسي، لـ"العربي الجديد":"إن دعم روسيا اللوجستيات إلى أميركا اللاتينية وأفريقيا يعد خطوة استراتيجية ورغبة في توسيع نطاق صادراتها وتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية. وتخصيص 1.2 مليار روبل لدعم تكاليف الشحن يمكن أن يسهم في تخفيض أسعار المنتجات الروسية، ما يجعلها أكثر تنافسية في هذه الأسواق الناشئة".
وأضاف ميكيف: "ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين من المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الخطوة، حيث قد يكون هذا المبلغ غير كافٍ لتغطية التكاليف الفعلية إذا لم يتحقق مستوى عالٍ من الطلب على المنتجات الروسية. بالإضافة إلى ذلك، الاعتماد على الدعم الحكومي لخفض تكاليف الشحن قد يخلق سوقًا غير مستدامة، ما قد يؤدي إلى عدم قدرة المنتجين على التنافس من دون هذا الدعم".