أقر وزير تنمية الشرق الأقصى الروسي، أليكسي تشيكونكوف، بنقص كاسحات الجليد لتطوير الممر البحري الشمالي الذي من المنتظر أن يشكل شرياناً تجارياً منافساً لقناة السويس المصرية في ظروف ظاهرة الاحتباس الحراري في القرن الـ21.
وأوضح تشيكونكوف، في حوار مع صحيفة "إر بي كا" الروسية نشر اليوم الأربعاء، أنه تم نقل 34 مليون طن من الشحن عبر الممر البحري الشمالي في عام 2022، ومن المخطط أن يتم توريد الكمية ذاتها في عام 2023، على أن تزداد حركة الشحن بمقدار أكثر من الضعف إلى 80 مليون طن في عام 2024، وإلى 200 مليون طن بحلول عام 2031.
إلا أن عدد كاسحات الجليد في روسيا والعالم بشكل عام غير كاف لتحقيق مثل هذا النمو، وفق ما أقر به الوزير، مضيفاً: "ما يثير أكبر قلق لدي هو مسألة توفر أسطول كافٍ من فئة كاسحات الجليد، وهو غير متوفر في العالم بالعدد اللازم لنقل 200 مليون طن بعد مرور سبع أو ثماني سنوات. لا تقاس دورة إنتاج ناقلة كبيرة من الفئة الجليدية بأشهر، وإنما بسنوات".
ولخّص المشكلة في نقص القدرات الإنتاجية، متسائلاً: "هل يتوفر عدد كافٍ من مصانع بناء السفن؟ هل هناك هذا العدد من الخبراء؟ على الأرجح، هذه هي المسألة التي يجب مناقشة التعاون فيها مع أكبر شركائنا".
وكشف أنه تجرى محادثات بهذا الخصوص مع الهند والصين، قائلاً: "الهند مهتمة بالعمل المشترك على تطوير الملاحة الشمالية وإمكانية الإنتاج المشترك للسفن، وهي قوة محيطية كبرى. وبالطبع، الصين".
وفي ظروف العقوبات الغربية، تسعى موسكو لزيادة اعتمادها على الممر البحري الشمالي لإمدادات نفط "يورالز" من الموانئ المطلة على بحر البلطيق إلى الأسواق الآسيوية.
ويعد الممر البحري الشمالي الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، عبر منطقة القطب الشمالي، حلقة وصل بين روسيا وبلدان جنوب شرق آسيا واليابان والصين وغيرها من الدول.
والممر من الشرايين البحرية الشمالية المهمة لحركة التجارة العالمية التي تزداد أهمية مع استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري وذوبان الثلوج، وسط توقعات العلماء أن تصبح منطقة القطب الشمالي خالية من الثلوج حتى شهر سبتمبر/أيلول بحلول منتصف القرن.