تزامناً مع إعلان أوروبا أن استهلاك الغاز الطبيعي في الاتحاد انخفض 20.1%، قال وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف، في بيان الثلاثاء، إن الشركات الروسية مهتمة بالتعاون مع إيران في تكنولوجيا توربينات الغاز والإنتاج المشترك.
وقال شولغينوف، في اجتماع مع نظيره الإيراني علي أكبر محرابيان، إن "هناك إمكانات كبيرة للتعاون في هذا المجال"، في الوقت الذي تضغط موسكو من أجل علاقات أوثق مع طهران وسط عقوبات وضغوط غربية بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بينما ترغب إيران في تعميق التعاون مع روسيا في قطاعات الطاقة والنقل والزراعة، بحسب "رويترز".
وتحاول روسيا البدء في إنتاج توربينات غاز خاصة بها ذات سعة متوسطة أو كبيرة منذ سنوات، لكنها لم تضع اللمسات الأخيرة على خطط لتنفيذ ذلك. وصارت الحاجة إلى إنتاج هذه التوربينات أكثر إلحاحاً منذ بدء ما تسميه موسكو عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في فبراير/ شباط.
وتنسحب "سيمنس إنرجي" وشركات أجنبية أخرى استُخدمت توربيناتها لبناء محطات طاقة حديثة تعمل بالغاز في روسيا من السوق الروسية أو توقف عملياتها، مما يجعل من الصعب على موسكو صيانة هذه المحطات.
من بروكسل، أعلنت وكالة الإحصاء الأوروبية (يوروستات) الثلاثاء، أن استهلاك الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي انخفض 20.1% بين أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني مقارنة بمتوسط السنوات الخمس السابقة لنفس الفترة، وهو ما يزيد عن هدفه البالغ 15%، وفقاً لما أوردت "فرانس برس".
وفي مواجهة التخفيضات الكبيرة في شحنات الغاز الروسي على خلفية الحرب في أوكرانيا، وافقت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة في نهاية يوليو/تموز على خفض استهلاكها من الغاز طواعية بين 1 أغسطس/آب 2022 و31 مارس/آذار 2023.
وتم تحديد هدف التخفيض عند 15% مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية، من خلال "تدابير الخفض الطوعي".
ومن أغسطس/آب إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022، انخفض الاستهلاك "في معظم الدول الأعضاء"، وفق ما أكدت وكالة الإحصاء الأوروبية في بيان.
ولم تقدم "يوروستات" تحليلاً لأسباب هذا الانخفاض الذي يمكن تفسيره جزئياً بالطقس المعتدل خلال الخريف في أوروبا، وكذلك بالجهود الإضافية التي يبذلها المستهلكون، أو حتى بانخفاض الإنتاج في بعض الصناعات، بحسب "فرانس برس".
وفي 18 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، انخفض الاستهلاك أكثر من الهدف المحدد، وتراجع أحياناً بشكل كبير جداً. وقد سجلت فنلندا انخفاضاً في استهلاك الغاز بنسبة 52.7%، وخفّضت لاتفيا 43.2% وليتوانيا 41.6%.
وخفضت 6 بلدان أخرى استهلاكها، لكنها لم تصل إلى الهدف، وأبرزها إسبانيا وإيطاليا والبرتغال.
في المقابل، شهدت مالطا وسلوفاكيا زيادة في استهلاكهما من الغاز بنسبة 7.7% و2.6% على التوالي. أما الانخفاض المسجل في فرنسا فكان ضمن المتوسط في الاتحاد الأوروبي.
وأشارت "يوروستات" إلى أن استهلاك الغاز في الاتحاد ظلّ منذ يناير/كانون الثاني أدنى من متوسط الخمس سنوات الماضية.
ويثير انخفاض شحنات الغاز الروسي مخاوف بشأن الإمدادات إلى أوروبا. ومن أجل زيادة فرصه في تجديد مخزونه العام المقبل، يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى تقليل استهلاكه.
كما قررت دول الاتحاد المضي في عمليات شراء مشتركة على أساس طوعي.
وقال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش الثلاثاء، إنه يتطلع لإبرام أول صفقة من هذا القبيل "قبل الصيف المقبل بوقت طويل".
ألمانيا وبولندا تطلبان من روسيا إمدادهما بالنفط
على صعيد آخر، قال نيكولاي توكاريف، رئيس شركة "ترانسنفت" الروسية المحتكرة لخطوط أنابيب النفط في البلاد إن شركته تلقت طلبين من بولندا وألمانيا لتصدير النفط الروسي إليهما في عام 2023.
وتوقع في حوار أجراه مع قناة "روسيا-24" أن تظل إمدادات النفط عبر الفرع الجنوبي لخط أنابيب دروجبا دون تغيير في العام المقبل.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بالتوقف عن شراء النفط الروسي المنقول بحراً اعتباراً من الخامس من ديسمبر/كانون الأول، وفرضت الدول الغربية أيضاً سقفاً لأسعار النفط الخام الروسي، لكن خط أنابيب دروجبا لا يزال معفياً من العقوبات.
وتتعارض تصريحات رئيس شركة "ترانسنفت" مع مقترح أثير الشهر الماضي بأن تتخلى بولندا عن صفقة لشراء النفط الخام الروسي.
وقال رئيس شركة "ترانسنفت" الثلاثاء: "لقد أعلنوا أنهم لن يأخذوا النفط من روسيا اعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني. والآن تلقينا طلبات من المستهلكين البولنديين أن نزودهم بثلاثة ملايين طن العام المقبل و360 ألفاً في ديسمبر/كانون الأول، وقدمت ألمانيا أيضاً طلباً (للحصول على النفط) في الربع الأول".
وقالت شركة تكرير النفط البولندية "بي.كيه.إن أورلن" الثلاثاء، إنها لن تمدد عقد النفط الروسي الذي ينتهي في يناير كانون الثاني من العام المقبل بينما سيتوقف تفعيل اتفاق ثان طويل الأجل لتزويد بولندا بالنفط الخام الروسي بمجرد فرض عقوبات، بحسب "رويترز".
كما قال متحدث باسم وزارة الاقتصاد الألمانية إن التقارير التي تفيد بأن برلين طلبت تزويدها بنفط خام من روسيا عارية من الصحة، مضيفاً أن شركات الزيت المعدني في مصافي شرق ألمانيا في لوينا وشفيت لن تطلب نفطاً خاماً من روسيا العام المقبل.
وتهدف برلين إلى التوقف عن استيراد النفط الروسي بنهاية العام الحالي وتعمل منذ شهور مع بولندا لمحاولة تأمين إمدادات مصفاة شفيت التي توفر 90% من وقود برلين.