قلصت موسكو حجم الغاز الروسي المنقول عبر أوكرانيا إلى أوروبا 57% على أساس سنوي في يناير/كانون الثاني الماضي إلى 1.6 مليار متر مكعب، حسبما أعلنت الشركة الحكومية المشغلة لشبكة نقل الغاز في أوكرانيا اليوم الاثنين، فيما قالت روسيا إنها أوفت بكل التزاماتها التعاقدية للصادرات.
وتقول كييف إن روسيا تخفض إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا لإيجاد نقص في الغاز في الوقت الأكثر برودة في العام والذي يزيد فيه الاستهلاك ولمحاولة تسريع المصادقة على خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي أصبح جاهزاً للتشغيل لضخ الغاز الروسي إلى أوروبا في طريق يلتف حول أوكرانيا.
وذكرت الشركة المشغلة لخط "نورد ستريم" اليوم الاثنين، إن صادرات الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا عبر خط الأنابيب القائم وصلت إلى 59.2 مليار متر مكعب في 2021، مجارية الأحجام القياسية التي سجلتها في 2020.
وينتظر خط الأنابيب "نورد ستريم 2" الذي بُني موازياً تقريبا لـ"نورد ستريم" في قاع بحر البلطيق، موافقة من الهيئات التنظيمية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، فيما برز تصريح للرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين، وعد فيه بأن خط "نورد ستريم 2" سيُغلق إذا غزت روسيا أوكرانيا.
والجمعة الفائت، وافقت شركة "غازبروم" الروسية على عقد مدته 30 عاماً لتزويد "مؤسسة البترول الوطنية الصينية" بالغاز الطبيعي من خط أنابيب جديد يربط الشرق الأقصى الروسي بشمال شرق الصين، حسبما قال مسؤول مطلع على الصفقة لـ"رويترز".
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب سياسة الشركة، إن شحنات الغاز الأولى ستبدأ في التدفق في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام وستصل إلى 10 مليارات متر مكعب سنوياً بحلول عام 2026. وأضاف المصدر أن الصفقة ستتم تسويتها باليورو.
كما زار الجمعة الماضي، وفد أوروبي أذربيجان في إطار الجهود الأوروبية لتنويع عاجل لمصادر الإمداد بالغاز وتخفيف الاعتماد على الغاز الروسي، وذلك في سياق التوترات الراهنة بين روسيا والدول الغربية بشأن أوكرانيا.
وكتبت المفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون على تويتر أثناء وجودها في باكو: "أريد أن أشكر أذربيجان لجهودها الرامية إلى زيادة عمليات تسليم الغاز للاتحاد الأوروبي عبر ممر الغاز الجنوبي (Southern Gas Corridor). أذربيجان استجابت النداء مؤكدة صدقيّتها".
ومشروع "ممر الغاز الجنوبي" مؤلف من 3 أنابيب غاز تربط بين أذربيجان وجورجيا وتركيا واليونان وألبانيا وتعبر البحر الأدرياتيكي وصولاً إلى إيطاليا.
وانتهى بناء شبكة أنابيب الغاز هذه عام 2020، وهي مخصصة لتخفيف الاعتماد على الغاز الروسي. وبدأت باكو أواخر عام 2021 باستخدام هذه الشبكة لإرسال الغاز إلى أوروبا من حقل شاه دنيز الضخم.
وأشارت سيمسون إلى أن "ممر الغاز الجنوبي استراتيجي لسياسة الاتحاد الأوروبي لتنويع مصادر الطاقة وسلامة الإمدادات"، واصفةً الممر بأنه "إنجاز".
تعهد أميركي أوروبي للتعاون في مجال الغاز
إلى ذلك، تعهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين، بالعمل لضمان إمدادات من الغاز في حال حدوث تعطلات في تدفقات خطوط أنابيب الغاز، بينما يتزايد التوتر بسبب حشد روسيا قوات على الحدود مع أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين في واشنطن وقد وقف إلى جانبه جوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: "نحن نعمل معاً في الوقت الحالي لحماية إمدادات الطاقة من صدمات في المعروض، بما في ذلك تلك التي قد تنتج عن تصعيد العدوان الروسي ضد أوكرانيا".
وقال بلينكن إن التنسق مع الحلفاء والشركاء يتضمن "أفضل السبل لتقاسم احتياطيات الطاقة في حال أغلقت روسيا الصنبور أو بدأت حرباً تعرقل تدفق الغاز عبر أوكرانيا".
وقال بوريل إن الأولوية المباشرة هي تنويع مصادر الطاقة وتدفقات الغاز لتفادي تعطل الإمدادات و"ضمان أن تكون أسواق الطاقة العالمية تنافسية وتتلقى إمدادات كافية".
(رويترز، العربي الجديد)