فاقم خفض السعودية (قائدة تحالف أوبك+) أسعار النفط الرسمية لآسيا، ضعف السوق الفعلية للنفط الخام في هذه المنطقة الرئيسية، وساهم، إلى جانب زيادة إنتاج "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك)، في تخفيض أسعار النفط بأكثر من 4%، اليوم الاثنين.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 4.2%، أي 3.38 دولارات إلى 75.38 دولاراً للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.7%، أي 3.52 دولارات، ليصل إلى 70.29 دولاراً، وفقاً لبيانات "رويترز".
وقفز الخامان بأكثر من 2% في الأسبوع الأول من 2024، بعد عودة المستثمرين من العطلة، للتركيز على المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط والبحر الأحمر.
وخفضت عملاقة النفط السعودية أرامكو، يوم الأحد الماضي، سعر خامها العربي الخفيف للعملاء الآسيويين في فبراير/ شباط إلى أدنى مستوى في 27 شهراً، وسط منافسة من موردين آخرين ومخاوف إزاء وفرة المعروض.
ووصل الخفض إلى دولارين للبرميل عن سعر يناير/ كانون الثاني ليصبح عند 1.5 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي، وهو مستوى لم يتكرر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
وهذا الخفض هو الأكبر منذ 13 شهراً. وكان خفض الأسعار بواقع دولارين للبرميل أكبر من المتوقع، ويأتي في أعقاب ضعف الفروق الفورية لخامات الشرق الأوسط، بسبب تراجع طلب الصين، وزيادة الإمدادات العالمية. وتكبد سعر النفط أول خسارة سنوية منذ 2020، العام الماضي، مع زيادة إنتاج الدول غير الأعضاء في تحالف "أوبك+"، فيما يتوقع التجار تباطؤ نمو الطلب، بما في ذلك من الصين، أكبر مستوردي الخام.
ودفع ضعف أسعار النفط الخام الرياض إلى إجراء خفض طوعي كبير في الإنتاج، بالإضافة إلى تخفيضات تكميلية من الأعضاء الآخرين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها.
وأشارت سيرينا هوانغ، كبيرة محللي آسيا في شركة "فوتكسا" لتحليلات سوق النفط إلى أنه "في ظل ضعف توقعات الاقتصاد العالمي وتلاشي قوة الطلب الموسمي، لم يكن من المفاجئ خفض السعودية أسعار البيع الرسمية الخاصة بها بشكل كبير إلى هذا الحد".
وأضافت سيرينا، وفق ما نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أن هذه الخطوة كانت ضرورية للدفاع عن حصة البلاد في السوق.
وقالت شركات تكرير ومتعاملون إن السعودية خفضت أسعارها تماشياً مع السوق الفورية، وهو ما قد يعزز هوامش الربح للعملاء الذين يشترون نفط المملكة بالأساس.
وعادة ما يتبع المنتجون الرئيسيون الآخرون في الشرق الأوسط، مثل الكويت والعراق، أسعار "أرامكو". مع ذلك، استبعد ثلاثة عملاء آسيويون على الأقل أن يؤدي خفض السعودية أسعار نفطها إلى زيادة الطلب عليه. وقال اثنان من المشترين الصينيين إنهما لن يحمّلا أي شحنات محددة الأجل من السعودية للشهر المقبل.
من جانبها، قالت شركات تكرير صينية الشهر الماضي، إنها ستتسلم كمية أقل من الخام السعودي على أساس شهري للتحميل في يناير/ كانون الثاني 2024. وتحول مشترو خام آسيويون إلى أماكن أخرى بعدما خفضت المملكة أسعار خامها الرئيسي بنصف المقدار المتوقع فقط.
وانخفضت العقود المستقبلية للنفط الخام، أمس الاثنين، بعد إعلان التسعير. وانزلق سعر خام برنت، الذي ينظر له كمؤشر أساسي للسوق العالمية، بنحو 1.5% إلى 77.58 دولاراً للبرميل، بعدما تراجع بنسبة 19% في الربع الأخير من عام 2023 وسط التشاؤم الذي يسود توقعات السوق.