استمع إلى الملخص
- وزير السياحة والآثار أحمد عيسى يؤكد على عقوبات صارمة للشركات المخالفة تصل إلى سحب الرخصة والمحاكمة، في إطار جهود الحكومة لضمان سلامة الحجاج.
- إطلاق حملات تحقيق في وفيات الحجاج وتحسين التنسيق مع الجانب السعودي، مع مراجعة قوانين شركات السياحة لتشديد الضوابط وضمان الالتزام بالإجراءات الرسمية للحج.
وجه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي السبت بسحب رخص 16 شركة سياحية بصورة مبدئية وإحالة مسؤوليها إلى النيابة العامة بتهمة "التحايل" لتسفير الحجاج المصريين بصورة غير نظامية. وأكد المجلس في بيان نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك أنه "تم رصد عدد 16 شركة سياحة ـ بصورة مبدئية ـ قامت بالتحايل وتسفير الحجاج بصورة غير نظامية، ولم تقدم أي خدمات للحجاج، ومن هنا كلّف رئيس الوزراء، بسرعة سحب رخص هذه الشركات، وإحالة المسؤولين إلى النيابة العامة، مع تغريم هذه الشركات لصالح أسر الحجاج الذين تسبّبوا في وفاتهم".
وتوفي أكثر من 700 حاج مصري، من بينهم حوالي 670 من الحجاج غير النظاميين، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المشاعر المقدسة، والتعرض المباشر للشمس. وفيما تواصل عائلات وأصدقاء الحجاج المفقودين البحث في مستشفيات المملكة، تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مناشدات الأهالي للعثور على أحبائهم.
وأكد مدبولي، ضرورة اتخاذ قرارات فورية مع الشركات أو الكيانات التي ساهمت في تسفير هؤلاء الحجاج بآليات وطرق غير رسمية، مع وضع الأطر والقواعد التي تسهم في عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى. وأشار إلى أن إجمالي عدد البعثة الرسمية المصرية يزيد على 50 ألف حاج، مضيفاً أنه يجري مُتابعة أوضاع البعثة الرسمية على مدار اليوم من المسؤولين المعنيين، كما توبِع وحُصِرَ أعداد الحجاج المصريين غير النظاميين لعدم وجود أي بيانات مُسجلة عنهم سواء في الوزارات المعنية، أو القنصلية، أو لدى البعثة الطبية. وأكد أنه رُصدت 31 حالة وفاة في البعثة الرسمية للحج نتيجة أمراض مُزمنة.
وخلال الاجتماع، تم استعراض التقرير الصادر عن الأمانة الفنية لخلية إدارة الأزمة، الذي أشار إلى أن أسباب ارتفاع حالات وفاة الحجاج المصريين غير المسجلين يرجع إلى تنظيم بعض شركات السياحة برامجَ حج بتأشيرة زيارة شخصية، مما يمنع حامليها من دخول مكة، ويتم التحايل على ذلك عبر التهرب داخل دروب صحراوية سيراً على الأقدام، مع عدم توفير أماكن إقامة لائقة بباقي المشاعر مما سبّب تعرض الحجاج غير المسجلين للإجهاد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وأثبت التقرير، أنه رُصد عدد 16 شركة سياحة ـ بصورة مبدئية ـ قامت بالتحايل وتسفير الحجاج بصورة غير نظامية، ولم تقدم أي خدمات للحجاج، ومن هنا كلف رئيس مجلس الوزراء، بسرعة سحب رخص هذه الشركات، وإحالة المسؤولين إلى النيابة العامة، مع تغريم هذه الشركات لمصلحة أسر الحجاج المصريين الذين سبّبوا وفاتهم.
وأوصت اللجنة المُشكلة لمتابعة أوضاع الحجاج المصريين في الأراضي السعودية، والتي تضم مختلف الوزارات والجهات المعنية، بأهمية التنسيق مع الجانب السعودي لتقديم كل التيسيرات إلى أسر الضحايا والمرضى، مع رصد وزارة السياحة والآثار الشركات السياحية المخالفة، واتخاذ كل الإجراءات القانونية حيالها، وقيام وزارة العدل بالنظر في إمكانية سداد تلك الشركات غرامات لمصلحة أسر ضحايا الحج غير النظامي، مع إحالة الموضوع إلى النائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
كما أوصت بالعمل على وضع آليات منح تأشيرات الزيارات بمختلف أنواعها من خلال التنسيق مع الجانب السعودي ووزارة الخارجية المصرية وذلك قبل موسم الحج وأثنائه منعاً لتكدس الحجاج غير الرسميين داخل المملكة، مع قيام وزارة السياحة والآثار بمراجعة كشوف تأشيرات الدخول للأراضي السعودية والتأكد من إصدار " BARCODE " من خلال شركات السياحة من عدمه، وكذا متابعة التزام الشركات بتلك الإصدارات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه الشركات المخالفة.
وشملت توصيات اللجنة أيضاً قيام وزارة السياحة والآثار بدراسة تعديل بعض مواد قانون شركات السياحة رقم 38 لسنة 77 وتعديلاته لتشديد ضوابط إجراءات الشركات السياحية المنفذة لبرامج الحج والعمرة وضمان عدم مخالفتها وتحديد مسؤولياتها. وأهابت اللجنة، بالمواطنين الالتزام بأداء هذه الشعيرة من خلال الإطار الرسمي الموجود في الدولة، لأن اللجوء إلى الطرق غير الرسمية يُمثل مخاطرة شديدة، وتعريضاً للأرواح للخطر، وعلى مدى الشهور الماضية أصدرت وزارة السياحة عدة بيانات صحافية وتنويهات تؤكد خلالها ضرورة الالتزام بأطر الحج الرسمي التي وفرتها الدولة.
من جانبه، أكد وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، أن أي شركة سياحة سيثبت تورطها في تقديم وعود لمصريين بالحج خارج الإطار الرسمي، سيتم سحب رخصتها فوراً، وإحالة مسؤوليها إلى النيابة العامة بتهمة النصب والاحتيال. بينما
أوضح وزير الخارجية سامح شكري، أن الحجاج الذين فقدوا أرواحهم خلال هذه الأزمة، معظمهم من الحجاج غير النظاميين، إذ لم توفر لهم شركات السياحة التي قامت بتسفيرهم أي خدمات.
حملات للتحقيق في وفيات الحجاج المصريين
وقال وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار، خلال الاجتماع، إن البعثة الطبية المصرية لموسم الحج هذا العام، قامت بتقديم كل الخدمات الوقائية والعلاجية للحجاج، من خلال قوام البعثة البالغ 170 فرداً، بين أطباء بشريين في مختلف التخصصات، وأطباء وقائيين، ومراقبين صحيين، وصيادلة، وعناصر تمريض، ومُسعفين، موضحاً أن البعثة الطبية حرصت على التنسيق الكامل مع السلطات الصحية السعودية لضمان تقديم خدمات متقدمة بمستوى عالٍ من الجودة.
ودشن مواطنون وخبراء سياحة حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بالتحقيق في وفاة مئات المواطنين الذين قضوا نحبهم أثناء أداء الرحلة المقدسة، خلال أيام النفرة ووقفة عرفات والنزول من مزدلفة واستكمال المناسك بمشاعر منى.
تكشف الحملة عن وفاة نحو 700 مصري ومقاطع مصورة لأشخاص ماتوا على جوانب الطرق، ظلوا ليومين، تحت ظلال الشمس الحارقة، من دون أن تمتد إليهم أيادي المسعفين. تنقل قوائم أخرى صوراً لعشرات المفقودين الذين خرجوا من مكة قاصدين أداء الركن الأعظم في الحج، ولم يظهر لهم أثر وفقد تواصلهم مع ذويهم عبر الهاتف، خلال الأيام الماضية. كما تكشف الحملة عن صعوبات واجهها حجاج قرعة وزارة الداخلية، الذين لم يجدوا مأوى لهم في مخيمات منى، وآخرين يتبعون شركات السياحة، لم تتوافر لهم أماكن لائقة وأطعمة، من جانب المطوفين، وتسكين حجاج بأماكنهم المحجوزة مسبقاً.
وألقى عادل ضيغم عضو غرفة شركات السياحة، باللوم على الحكومة التي ساهمت في انتشار ظاهرة سماسرة الحج، مؤكداً في تصريحات سابقة لـ" العربي الجديد" أن الحكومة كان بإمكانها زيادة عدد المسافرين بالطرق الرسمية للحج، عن طريق شركات السياحة، والتي تُجرى عادة عبر عقود معتمدة، من غرفة الشركات ووزارة السياحة، وتحت رقابة الدولة، والسلطات السعودية، التي يمكن لها محاسبة المقصرين ووقف تراخيص العمل. وأوضح ضيغم أن الحكومة حصلت على 26 ألف تأشيرة مجانية من السلطات السعودية، بجانب الحصة الرسمية التي تبلغ 60 ألف تأشيرة، فأصرت على بيعها بسعر 5 آلاف دولار، للراغبين في السفر، بعيداً عن نظام القرعة الذي يحظر سفر صغار السن وتكرار الحج لأكثر من مرة في العمر، بما شجع السماسرة على تسويق رحلات حج عبر نظام "الزيارة" الذي تحاربه السلطات السعودية، بعد تطبيقها نظام التتبع الإلكتروني لحركة الحجاج وتسكينهم، وقصر الحج على من يشارك في دفع تكلفة "باقات الحج" التي تشمل الإقامة والانتقالات والطعام.