سوريون محرومون زيتَ الزيتون... الحرائق تقلص الحصاد وترفع الأسعار

30 نوفمبر 2020
ارتفاع كبير في أسعار الزيتون (Getty)
+ الخط -

بعد أن وصلت بعض التقديرات لإنتاج أكثر من مليون طن زيتون هذا العام في سورية، أتت الحرائق على نحو مليون شجرة زيتون في مدن الساحل السوري (اللاذقية وطرطوس)، لتنال من التوقعات، بالإضافة إلى الحملة العسكرية التي شنها نظام بشار الأسد وشركاؤه في طهران وموسكو، على أولى مناطق إنتاج الزيتون في البلاد (إدلب)، فتراجعت الأرقام إلى نحو 814 ألف طن زيتون و140 ألف طن زيت، حسب مدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة بحكومة النظام، محمد حابو.

واعتبر حابو خلال تصريحات صحافية، أخيراً، أن الإنتاج لم يزل وافراً ويفيض عن حاجة الاستهلاك المحلي المقدرة بنحو 100 ألف طن زيت و300 ألف طن زيتون.
لكن العامل السابق في مديرية زراعة إدلب، يحيى تناري، يخالف سابقه التوقعات، ويرى خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن الإنتاج لن يزيد هذا الموسم على 750 ألف طن زيتون ونحو 100 طن زيت، مشيراً إلى أن الاستهلاك المحلي من زيتون المائدة أكثر من 300 ألف طن، لكن ارتفاع الأسعار قد يدفع بعض السوريين إلى الإحجام عن شراء كامل احتياجهم من المادتين.

ويقدّر تناري عدد أشجار الزيتون التي احترقت بثمارها الشهر الماضي، بنحو مليون شجرة، معتبراً ذلك - إضافة إلى التصدير ودخول الجيش إلى مناطق شرق إدلب - من أسباب ارتفاع سعر الزيت هذا العام إلى نحو مئة ألف ليرة (الدولار = نحو 3000 ليرة) للصفيحة الواحدة (نحو 17 ليتراً).

ويبين تناري أن بلاده تحوي 106 ملايين شجرة زيتون، منها 82 مليون شجرة مثمرة، وتحتل سورية المرتبة الرابعة عالمياً، بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان من حيث المساحة المزروعة (700 ألف هكتار) والمرتبة الخامسة عالمياً لجهة الإنتاج، ويحتل الزيتون المرتبة الثالثة من حيث العائدات الزراعية، بعد القمح والقطن.

وتتوزع زراعة الزيتون في المنطقة الشمالية (إدلب وحلب)، بنسبة 46%، وفي المنطقة الوسطى (حمص وحماة)، بنسبة 24%، وفي المنطقة الساحلية (طرطوس واللاذقية)، بنسبة 18%، ومناطق أخرى، حسب تناري.
ووفق إحصاءات رسمية عن وزارة الزراعة، بلغ عدد الأشجار المثمرة المتضررة جراء حرائق الشهر الماضي، 1,792 مليون شجرة، (زيتون وحمضيات وتفاح).

 

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وتشهد الأسواق السورية حالياً، ارتفاعاً بأسعار زيتون المائدة الذي زاد على 1200 ليرة للكيلو، وارتفاع سعر كيلو زيت الزيتون لنحو 6500 ليرة، وهي أسعار أعلى بنحو 40% مما كانت عليه الموسم السابق.

ويقول الحائز جائزة أفضل منتج في إدلب عن العام الماضي، فائز سلامة، لـ"العربي الجديد": يوجد في محافظة إدلب نحو 15 مليون شجرة زيتون مزروعة على مساحة بنحو 130 ألف هكتار، وتنتج سنوياً نحو 15 مليون صفيحة زيت.

ويضيف سلامة خلال حديث خاص لـ"العربي الجديد" أن في محافظته نحو 120 معصرة زيتون، لكن الوجود العسكري شرقي المحافظة، عطّل أكثر من 40 معصرة عن العمل هذا العام.

وحول تكاليف الإنتاج وهل هي سبب ارتفاع الأسعار؟ يقول سلامة: تتوزع التكاليف بين الحراثة والسماد، وأحياناً الري بسنوات الجفاف، وأجور عمال القطاف. وتقدر مصادر لـ"العربي الجديد" استهلاك الأسرة السورية بمعدل 30 كيلو زيت زيتون سنوياً.

لكن غلاء الأسعار وتراجع دخل السوريين، يخرج زيت الزيتون من أساسيات الاستهلاك، بعد أن تعدى سعر الكيلو 6500 ليرة، فيما لا يزيد الدخل الشهري للأسرة على 60 ألف ليرة.

ويرى الأكاديمي عبد الناصر الجاسم، أن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الزيتون وزيته في سورية، يعود إلى التصدير، معتبراً أن حكومة الأسد تسعى إلى تصدير حاجة السوريين من منتجاتهم بهدف كسب القطع الأجنبي أو مقايضة الإنتاج بسلع ومنتجات أخرى مع شرائها من موسكو وطهران.

ويعتبر الجاسم أن أي بلد بالعالم، يأخذ الاستهلاك المحلي بالحسبان أولاً، ويزيد من معروض السلع ليكسر الأسعار.