يترقب سوق الحبوب العالمي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود قريباً، وسط توقعات بحدوث انفراجة في أزمة تصدير القمح الأوكراني، والعودة لاتفاق الحبوب الذي ترعاه كل من الأمم المتحدة وأنقرة.
ونقلت "بلومبيرغ" عن مصدرين لم تكشف عن هويتيهما أن أردوغان من المتوقع أن يجتمع مع بوتين في روسيا الأسبوع المقبل، ويحتمل أن يكون الموعد في الثامن من سبتمبر/ أيلول، قبل سفر أردوغان إلى الهند لحضور قمة مجموعة العشرين.
وقال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك، اليوم الاثنين إن الرئيس التركي سيزور منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود قريبا، وإنه قد تكون هناك تطورات بشأن الاتفاق الذي كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية بحرا.
ولم يحدد جليك المتحدث باسم الحزب ما إذا كان أردوغان سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن الكرملين قال يوم الجمعة إن هناك تفاهما على أن يجمعهما لقاء وجها لوجه في وقت قريب.
ومنذ خروج روسيا من اتفاق الحبوب، صعّدت موسكو هجماتها على البنى التحتية لميناء البحر الأسود الأوكراني والمرافق التي تستخدمها كييف لتصدير الحبوب عبر نهر الدانوب. وانتهى اتفاق الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا بعد انسحاب موسكو منتصف الشهر الماضي منه. وتحاول أنقرة إقناع روسيا بالعودة إلى الاتفاق، الذي بموجبه أرسلت موانئ أوديسا الثلاثة شحنات حبوب تقدر بعشرات الملايين من الأطنان خلال الغزو الروسي.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم الاثنين خلال زيارة العاصمة التشيكية براغ إن كييف تعارض بشدة فرض أي قيود من الدول المجاورة على واردات الحبوب بعد انتهاء قيود الاتحاد الأوروبي في 15 سبتمبر/ أيلول.
وذكرت كييف أمس الأحد، أن سفينة تحمل منتجات صلب إلى أفريقيا أبحرت من ميناء أوديسا بأوكرانيا عبر ممر مؤقت بالبحر الأسود، وهي ثاني سفينة تمر من هناك منذ انسحاب موسكو الشهر الماضي من اتفاق سمح بالتصدير الآمن للحبوب، وهو ما نظر إليه البعض على أنه انفراجة للأزمة القائمة.
لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال اليوم، إن عبور سفينة ثانية من أوكرانيا عبر ممر مؤقت بالبحر الأسود ليس له علاقة بآفاق تتعلق بإبرام اتفاق حبوب جديد يشمل روسيا، مشيراً في إفادة صحافية إلى أن احتمالات إحياء اتفاق الحبوب تعتمد على وفاء الغرب بتعهداته لموسكو فيما يخص صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
ويوم السبت، أبحرت سفينة محملة بمنتجات الصلب من ميناء أوديسا في طريقها إلى أفريقيا، وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، أمس الأحد، إنّ السفينة "بريماس" التي ترفع علم ليبيريا بدأت في الإبحار عبر الممر المؤقت الذي فُتح للسفن المدنية.
وكتب كوبراكوف على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أنّ "السفينة الثانية التي كانت عالقة بسبب الحرب غادرت ميناء أوديسا وتبحر الآن عبر ممر مؤقت"، موضحاً أنّ السفينة كانت في الميناء منذ 20 فبراير/ شباط 2022، قبيل بدء الغزو الروسي مباشرة، وتحمل منتجات من الصلب إلى أفريقيا.
The 2nd vessel blocked due to the war has left the port of Odesa and is now sailing through a temporary corridor.
— Oleksandr Kubrakov (@OlKubrakov) August 27, 2023
The Liberian-flagged bulk carrier PRIMUS of a Singaporean operator has left the port of Odesa and is sailing through the temporary corridor established for civilian…
وبعد انسحابها من الاتفاق، الشهر الماضي، هددت روسيا بالتعامل مع جميع السفن على أنها أهداف عسكرية محتملة. ورداً على ذلك، أعلنت أوكرانيا فتح "ممر إنساني" متاخم للساحل الغربي للبحر الأسود قرب رومانيا وبلغاريا.
وعبرت سفينة حاويات ترفع علم هونغ كونغ، كانت عالقة في ميناء أوديسا منذ الغزو، هذا الممر في وقت سابق من الشهر الجاري، من دون أن تتعرض لإطلاق نار.