استمع إلى الملخص
- تسعى الحكومة الأردنية لإنعاش السياحة عبر التركيز على سياحة المؤتمرات، حيث تم اختيار البتراء لإقامة المنتدى الأول للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة لتعزيز هذا النوع من السياحة.
- أطلقت برامج مثل "أردننا جنة" لدعم قطاع الفنادق والمطاعم، لكن التحديات مستمرة مع ارتفاع البطالة إلى 21.5% ووجود 1400 غرفة فندقية قيد الإنشاء.
ما يزال القطاع السياحي الأردني يعاني كثيراً تداعيات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث توقفت العديد من المنشآت السياحية، خاصة الفنادق والمطاعم عن العمل، وخفضت أخرى طاقتها الإنتاجية وسط تراجع السياح العرب والأجانب بنسبة كبيرة تجاوزت 75%، وفق البيانات الرسمية، فيما تحاول الحكومة إنعاش القطاع بالتركيز على سياحة المؤتمرات.
وتحاول الحكومة مساعدة المنشآت السياحية على تجاوز الظروف الراهنة قدر المستطاع في ضوء الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها، والتي تهدد عشرات آلاف العاملين بالتسريح وفقدان وظائفهم، حيث حذر مسؤولون في القطاع من مخاطر الأوضاع الحالية، ولا سيما في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فضلاً عن استمرار حالة الترقب في ما يتعلق بلبنان وعدوان الاحتلال الأخيرة على سورية، حيث ألغت معظم الأفواج السياحية حجوزاتها إلى الأردن.
وقدرت وزارة السياحة الأردنية خسائر السياحة بسبب تداعيات عدوان الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة ما بين 250 إلى 281 مليون دولار شهرياً مع إلغاء حجوزات بنحو 60%. وفي السياق، قال مدير المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية عبد الفتاح الكايد لـ"العربي الجديد" إنه يجري حالياً توجيه بعض برامج الدعم لغايات مساعدة المنشآت السياحية مالياً لمساعدتها على تجاوز الظروف الصعبة التي تعانيها بسبب الظروف الراهنة، مشيراً إلى أن تراجع أعداد السياح أمر مقلق وخطير للقطاع.
وأضاف الكايد، أنه سيتم تنظيم عدد من الفعاليات التي تستهدف المساهمة في إنقاذ القطاع السياحي في العديد من المناطق، ومن ذلك عقد مؤتمرات وورش عمل في الفنادق والمنشآت السياحية بهدف تحريك الوضع لديها، حيث يجري تحفيز سياحة المؤتمرات وعدم تركزها في مكان واحد.
وتم اختيار مدينة البتراء التاريخية لإقامة المنتدى الأول للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، بالتعاون مع سلطة إقليم البترا بهدف تعزيز سياحة المؤتمرات في المدينة التي شهدت تراجعاً كبيراً في عدد السياح خلال السنة الأخيرة، ما أثر على مختلف القطاعات الاقتصادية فيها.
وأغلقت العديد من الفنادق والمطاعم السياحية في منطقتي وادي موسى والبتراء أبوابها لعدم قدرتها على الاستمرار في ظل ارتفاع الكلف التشغيلية وعدم وجود مردود نظراً إلى عدم وجود السياح العرب والأجانب منذ أكثر من عام، وفق مسؤولين في القطاعي السياحي.
وبحسب رئيس مجلس المفوضين في سلطة إقليم البترا السياحي جنوب الأردن، فارس البريزات، فإن القطاع السياحي الأردني عانى وما يزال كثيراً بسبب الحرب على قطاع غزة، ما سبّب خسائر للقطاع منذ بداية العام بنسبة 75% من الزوار الأجانب مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف في تصريحات صحافية، مساء الخميس الماضي، أن تداعيات الحرب على غزة انعكست بشكل كبير على المنشآت السياحية والتشغيل ومزودي الخدمات سواء كانت الفنادق والمطاعم أو محال بيع التحف، وغيرها من القطاعات الأخرى، نتيجة ضعف السياحة الأجنبية.
وأعرب عن أمله في أن تشهد مدينة البترا، إقامة المزيد من الفعاليات لتعزيز سياحة المؤتمرات في المدينة التي تضم 3700 غرفة فندقية. وأضاف أن السلطة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار أطلقت العديد من البرامج مثل "أردننا جنة"، للتخفيف من الأزمة التي يعانيها قطاع الفنادق والمطاعم، إلا أن ذلك لا يكفي لاستدامة هذه المؤسسات وتشغيل العاملين فيها.
وأشار إلى وجود 1400 غرفة فندقية قيد الإنشاء حالياً، وأن معظم المنشآت السياحية في مدينة البترا يمتلكها أبناء المجتمع المحلي ما يعكس الحرص على نمو المدينة وتطورها رغم التحديات التي تواجهها. وبلغ معدل البطالة في الأردن 21.5% خلال الربع الثالث من العام الجاري، وفق تقرير صادر في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري عن دائرة الإحصاءات العامة الحكومية.