لم تعد مخاطر إيلون ماسك "Musk risk" تثقل كاهل أسهم شركة تسلا للسيارات الكهربائية لبعض الوقت بل وصلت إلى مستوى غير مسبوق حيث أثار رئيس الشركة مزيداً من الجدل الأسبوع الماضي، مما أدى إلى انخفاض أسهم الشركة بنحو 16% خلال جلسات الأسبوع الخمس.
بينما بلغ انخفاض أسهم الشركة خلال الربع الحالي نحو 43% حتى الآن، حيث تراجع محللو وول ستريت البارزون عن توقعاتهم بشأن شركة تسلا وقطاع السيارات الكهربائية بشكل عام.
دفعت عمليات البيع لأسهم الشركة إلى انخفاض القيمة السوقية لها لأقل من 500 مليار دولار لأول مرة منذ أكثر من عامين.
الأمر الذي زاد الوضع سوءا، إعلان ماسك بيع ما يقرب من 3.6 مليارت دولار من أسهم تسلا، ليصل إجمالي ما باعه من أسهم منذ إبريل/نيسان الماضي، إلى نحو 23 مليار دولار، للمساعدة في إعادة تمويل الديون من شرائه لشركة تويتر البالغة 44 مليار دولار.
تسببت الأسهم المتراجعة في إبعاد ماسك عن مكانته كأغنى شخص في العالم، حيث تم الإطاحة به من قمة مؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات "Bloomberg Billionaires"، وانخفض صافي ثروته إلى 174 مليار دولار، وفقًا لمجلة فوربس، وتقدم عليه قطب الموضة ومستحضرات التجميل الفرنسية برنار أرنو الأسبوع الماضي.
زادت إدارته المثيرة للجدل لقواعد وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بتويتر، يوم الخميس عندما علق حسابات تويتر لصحافيين معروفين في منافذ إعلامية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست.
وقال دان آيفز، المحلل في ويدبوش، إن "ماسك أصبح الآن شريرًا في أعين مستثمري تسلا"، مضيفا وفقا لوكالة "أسوشييتد برس" أن "أساسيات تسلا لا تزال سليمة ولكن سلوكه مع تويتر يضر بعلامة الشركة التجارية"، مؤكدا أن "عبء تويتر هو كابوس ينمو ولا يلام عليه أحد سوى ماسك".
وقالت المحللة المالية كاثرين فاديس، إن "السهم سينخفض بعد ان أضر ماسك بسمعته من خلال إدراته تويتر في ضوء كمية الأخبار السلبية الواردة من هناك".
وأضافت فاديس، أنه "بمجرد كسر الثقة، يمكن أن ينهار السهم مع انحسار الدعم"، وبناءً على تقييم تسلا وحدها، فمن المحتمل أن يكون هناك مجال لمزيد من الانخفاضات.
مخاطر السوق
هناك مخاطر أخرى على سهم تسلا تتجاوز التقييم الحالي والمخاوف من انشغال ماسك بتويتر، فوفقا لوكالة "بلومبيرغ"، فإن هناك أسبابا أخرى ستضر بشركة تسلا، وذلك في ظل تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد والركود العام المقبل، مما يؤدي إلى تراجع الطلب على سياراتها الكهربائية باهظة الثمن، وهو ما سيدفع المستثمرين للتخلص من أسهم الشركة.
كما حذر آدم جوناس المحلل في "مورغان ستانلي" من تراجع حاد في الطلب على السيارات الكهربائية مع ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام.
وخفض جوناس توقعاته لمعدل الطلب على السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة حتى نهاية العقد.
وتوقعت الخبيرة المالية إيفانا ديليفسكا أن "يكون عام 2023 عامًا صعبًا بالنسبة لقطاع السيارات الكهربائية، حيث يقابل تباطؤ الطلب زيادة كبيرة في العرض"، حيث "لم تعد تسلا لاعبًا وحيدا في هذا القطاع".
ولكن رغم ذلك، فإن تسلا بقيمتها السوقية الحالية البالغة 474 مليار دولار، لا تزال تتفوق على أفضل شركات تصنيع السيارات العالمية.