استمع إلى الملخص
- **تخفيضات الوظائف في شركة بوش**: تخطط شركة بوش لإلغاء 3500 وظيفة بحلول 2027 لتقليص التعقيد والتكاليف في ظل بيئة اقتصادية صعبة.
- **تأثيرات اقتصادية واسعة**: تعكس هذه الإعلانات الصعوبات التي تواجهها الصناعة الألمانية، مع توقع نمو اقتصادي متواضع بنسبة 0.3% هذا العام.
تقوم شركات ألمانية بعمليات تسريح واسعة للعمالة هذا العام، آخرها مجموعة "زد اف" التي تضم حالياً 54 ألف موظف في ألمانيا و168700 موظف في 31 دولة، وأعلنت الجمعة عن مسعاها لتسريح ربع قوتها العاملة. وسبق أن أعلنت شركة "كونتينانتال" لقطع السيارات الألمانية عزمها على إلغاء سبعة آلاف وظيفة في كل أنحاء العالم. وقالت الشركة في فبراير/ شباط الماضي إنها تريد خفض نحو 7150 وظيفة على مستوى العالم، بسبب جهودها لخفض التكاليف في قطاع توريد السيارات الذي يشهد ضعفاً. وهذا يعادل أكثر من 3% من إجمالي القوى العاملة. وبالإضافة إلى التدابير التي أُعلن عنها بالفعل في إدارة القسم، فإن الموظفين في البحث والتطوير يتأثرون أيضاً بالخطط، حسبما قالت الشركة المدرجة في مؤشر داكس، ومن المقرر إلغاء نحو 5400 وظيفة في المجالات الإدارية، و1750 وظيفة أخرى في شبكة البحث والتطوير.
كذلك أعلنت شركة بوش للمعدات المنزلية في فبراير/ شباط أيضاً إنها تخطط لإلغاء 3500 وظيفة بحلول عام 2027، وهي أحدث حلقة في سلسلة من تخفيضات الوظائف بين الشركات المصنعة الألمانية التي تكافح مع ارتفاع التكاليف وضعف الطلب. وقالت BSH في بيان إن الشركة اضطرت إلى "تقليص التعقيد والتكاليف" من أجل "حماية قدرتها التنافسية" في بيئة اقتصادية صعبة.
أما آخر الإعلانات من شركات ألمانية تواجه المخاطر، فكان من مجموعة "زد اف" ZF الرئيسية في مجال صناعة معدات السيارات في ألمانيا، والتي تعاني صعوبات بسبب التحول إلى الكهرباء، وأعلنت اليوم الجمعة رغبتها في التخلي عن 14 ألف وظيفة أي نحو ربع قوتها العاملة في البلاد، مشيرة إلى تحدي المنافسة التي تواجهها شركات ألمانية متعددة. وسيؤدي خفض عدد الوظائف إلى انخفاض عدد الموظفين "ضمن نطاق يراوح بين 11 و14 ألفاً بحلول عام 2028" في ألمانيا، خصوصاً في مجال تصنيع القطع المخصصة للسيارات الكهربائية، وفقاً لبيان صادر عن المجموعة. وعزت الشركة الألمانية الثانية المصنعة لقطع الغيار بعد بوش هذه التدابير إلى "المنافسة القوية وضغط التكلفة وانخفاض الطلب على السيارات الكهربائية". ويشمل خفض الوظائف مجالات الإنتاج والإدارة والبحث والتطوير. ويعد إعلان "زد اف" خبراً سيئاً إضافياً للاقتصاد الألماني الذي يشهد انكماشاً ويؤثر على أعمال شركات ألمانية مختلفة، ويتوقع أن يسجل نمواً متواضعاً بنسبة 0,3 بالمئة هذا العام، وفقاً لتوقعات الحكومة. ويضاف هذا الإعلان إلى إعلان سابق بشأن إغلاق مصانع "زد اف" الألمانية في غيلسنكيرشن في نهاية عام 2024 وفي إيتورف بحلول عام 2027.
وفي كانون الثاني/ يناير، تظاهر آلاف الموظفين أمام مقر المجموعة في فريدريشسهافن (جنوب) للتنديد بالغاء الوظائف. وأعربت النقابات عن قلقها، خصوصاً بشأن مستقبل مصنع لعلب السرعة تابع لـ "زد اف" في ساربروكن (جنوب غرب)، ويضم نحو عشرة آلاف موظف، بينهم العديد من العمال المقيمين في فرنسا والذين يعبرون الحدود للعمل. وتشكل هذه الخطة الاجتماعية دليلاً جديداً على الصعوبات التي تواجهها الصناعة الألمانية. وتباطأ الطلب على السيارات الكهربائية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، ويعود ذلك جزئياً إلى التضخم والافتقار إلى نماذج رخيصة، تزامناً مع إلغاء الحكومة الألمانية المساعدات لشراء سيارات تعمل بالبطاريات، لأسباب تتعلق بالموازنة. ويُضاف إلى ذلك رفع المصنعين التكاليف، خصوصاً في قطاع الكهرباء.
(العربي الجديد، فرانس برس)