استمع إلى الملخص
- تتوقع بلومبيرغ ارتفاع أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأونصة في 2025، مدفوعة بتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وضعف الدولار، مما يجعل الذهب أرخص للمشترين.
- شهد الذهب زيادة بأكثر من 30% منذ بداية العام، مدعوماً بالتيسير النقدي وشراء البنوك المركزية، مما يعزز مكانته كأحد أقوى السلع أداءً.
صعد سعر الذهب في السوق العالمية إلى مستوى قياسي، أمس الاثنين، إذ استمر الطلب على الملاذ الآمن في دعم الأسعار، بينما يراقب المتعاملون تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ولا سيما بين إسرائيل وإيران، والسباق الانتخابي الذي يزداد احتداماً في الولايات المتحدة الأميركية.
وارتفع سعر المعدن النفيس إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2729.3 دولاراً للأونصة (الأوقية)، بزيادة بلغت نسبتها 0.3% عن الجلسة السابقة، ليتجاوز الذروة التي سجلها، الأسبوع الماضي، بفارق بسيط. وامتد الصعود أيضاً إلى الفضة، التي قفزت أسعارها إلى أعلى مستوى في 12 عاماً.
وتراقب الأسواق من كثب المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حيث تستعد إسرائيل لشن هجوم على إيران رداً على الضربات الصاروخية التي شنتها طهران على الكيان المحتل في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، رداً على اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارته إلى طهران في 31 يوليو/تموز الماضي.
ياتي صعود الذهب في وقت يعيد فيه المتعاملون ترتيب محافظهم الاستثمارية استعداداً للانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة بين دونالد ترمب وكامالا هاريس شديدة التقارب، بحيث قد تكون واحدة من أقرب السباقات الانتخابية في العقود الأخيرة. وعادةً ما يلجأ المستثمرون إلى شراء الذهب ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.
قد ترتفع أسعار الذهب في العقود المستقبلية إلى متوسط 3000 دولار للأونصة في الربع الأخير من العام المقبل 2025، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مذكرة كتبها المحلل في مصرف "كومنولث بنك أوف أستراليا"، فيفيك دهار، أمس. وأشارت المذكرة إلى أن دورة تخفيض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) ستؤدي على الأرجح إلى ضعف الدولار. ويسبب انخفاض قيمة العملة الأميركية بدوره جَعْلَ الذهب أرخص عند العديد من المشترين، حيث يُسَعَّر بالعملة الخضراء.
منذ بداية هذا العام وحتى الآن، يُعد الذهب أحد أقوى السلع أداءً، إذ حقق زيادة تجاوزت 30%. وأدى التفاؤل بشأن تخفيض أسعار الفائدة إلى تعزيز ارتفاع سعر الذهب في الآونة الأخيرة، إذ بدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير النقدي في سبتمبر/ أيلول الماضي. كما أن الشراء القوي من قبل البنوك المركزية يمثل عاملاً أساسياً ومستداماً لدعم أسعار الذهب.