ارتفعت سندات الخزانة الأميركية، اليوم الثلاثاء، مع اندفاع المستثمرين إلى الأصول الآمنة، في أعقاب هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وما تلاه من تعليقات مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي، الذين ألمحوا إلى أن الولايات المتحدة قد تكون وصلت إلى نهاية حملة رفع أسعار الفائدة.
وانخفض العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.18% لتصل إلى 4.62%، أي ارتفع سعرها، مع إعادة فتح أسواقها بعد عطلة فيدرالية أميركية، قبل أن يرتفع قليلاً إلى 4.64%.
وقال أندريس سانشيز بالكزار، رئيس إدارة السندات العالمية في "بيكتيت" إنه "كان هناك هروب إلى الأمان مع تطور الصراع في الشرق الأوسط، ومن الطبيعي تماماً أن تؤدي صدمة خارجية مثل هذه إلى ارتفاع في أسعار سندات الخزانة الأميركية، مع تراجع عوائدها".
ويأتي انتعاش الأسعار بعد ضغوط مستمرة على أسواق الديون السيادية العالمية في الأسابيع الأخيرة، حيث استجاب المستثمرون لرسالة البنك الفيدرالي بأن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول.
وبلغت عائدات الديون الأميركية القياسية أعلى مستوى لها منذ 16 عاماً فوق 4.88% يوم الجمعة الماضي، بعد إعلان بيانات الوظائف التي جاءت أقوى من المتوقع.
وآتى هذا الانتعاش أيضاً في أعقاب التحركات بأسواق الديون الأوروبية يوم الاثنين، عندما انخفضت عوائد السندات الألمانية، المؤشر القياسي لمنطقة اليورو، بنسبة 0.11%، قبل أن ترتفع بنسبة 0.01% إلى 2.78% يوم الثلاثاء.
وتعززت أسعار ديون الحكومة الأميركية أيضاً بفضل التعليقات الصادرة يوم أمس الاثنين من مسؤولي البنك الفيدرالي، الذين أشاروا إلى أن البنك المركزي الأكبر في العالم ربما كان قد انتهى من رفع أسعار الفائدة.
وقال لوري لوغان، رئيس البنك الفيدرالي في دالاس، وأحد الصقور البارزين من صناع السياسة النقدية بأميركا، إن الارتفاع الحاد في العائدات طويلة الأجل في أكتوبر/تشرين الأول قد يعني تقليل الحاجة إلى زيادات أسعار الفائدة.
ويعتقد مايك ريدل، مدير صندوق السندات في "أليانز غلوبال إنفستورز"، أن زيادة البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة في يوليو/تموز ستكون الزيادة الأخيرة، ولكن إذا استمر النمو الأميركي، فقد يضطر البنك إلى زيادة أسعار الفائدة مرة أخرى.
وتشير أسواق العقود الآجلة الآن إلى احتمال بنسبة 12% لزيادة أسعار الفائدة في اجتماع البنك الفيدرالي في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، بانخفاض من 30% بعد بيانات الرواتب يوم الجمعة. وارتفع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 1% يوم الثلاثاء، ليحقق أكبر مكاسب يومية له منذ نوفمبر 2022، حيث انتعشت أسهم السفر والترفيه، بعد أن بيعت بشكل حاد يوم الاثنين بسبب مخاوف بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس.
اورتفع أيضاً مؤشر FTSE 100 في لندن بنسبة 1.8%، وكانت مجموعات التعدين من بين أفضل الأسهم أداءً. وفي وول ستريت، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1%، وكان المؤشران الرئيسيان الآخران أيضاً في المنطقة الخضراء بنسبة ارتفاع تتجاوز 0.5%، مع انتصاف تعاملات الثلاثاء.
وعزز الارتفاع في أسعار سندات الخزانة أسواق الأسهم، حيث انخفضت بشكل حاد العوائد التي يجري التعامل عليها في سوق أدوات الدين، كذلك ساهم تقرير من بلومبيرغ، أفاد بأن الصين تدرس جولة جديدة من إجراءات التحفيز لاقتصادها، في رفع معنويات المستثمرين حول العالم.