عدد سكان العالم

14 يوليو 2022
نيودلهي من المدن السريعة النمو بالسكان في العالم (getty)
+ الخط -

يقدّر أن يصل عدد سكان العالم إلى ثمانية مليارات نسمة يوم الخامس عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022. وقد أعلنت عن هذا الأمم المتحدة (الدراسات السكانية) يوم الثاني عشر من شهر يوليو/ تموز الجاري. ووفقاً لموقع "world 0 Meter" الذي يعطيك عدد سكان العالم أولاً بأول، وثانية بثانية، فإن هذا الرقم سوف يعني الكثير بالنسبة لدول العالم، ومناطقه وإمكانات النمو فيها.


عودة إلى التاريخ
ولو عدنا تاريخياً إلى الوراء، لوجدنا أن عدد سكان العالم قد وصل في آخر مرّة إلى الرقم مليار عام 1804، أو إبّان حكم نابليون بونابارت بفرنسا، ومحمد علي الكبير بمصر، والسلطان سليم الثالث في الإمبراطورية العثمانية، والإمبراطور جيا كنغ في الصين. وقد أخذ العالم 123 سنة قبل أن يصل الرقم إلى ملياري نسمة عام 1927، أو تسع سنوات بعد توقيع معاهدة فرسايل، إيذاناً بنهاية الحرب العالمية الأولى.
وتطلب الوصول إلى الرقم ثلاثة مليارات نسمة 33 سنة، عام 1960، و14 سنة ليصل الرقم إلى أربعة مليارات عام 1974، و13 سنة ليصل إلى خمسة مليارات يوم الحادي عشر من يوليو/ تموز 1987، و12 سنة ليصل إلى ستة مليارات يوم الثاني عشر من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1999، والعدد نفسه من السنوات ليصل إلى سبعة مليارات نسمة يوم الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2011، و11 سنة فقط ليصل إلى ثمانية مليارات نسمة. وقد أعلنت هذه الأرقام وغيرها يوم الحادي عشر من يوليو/ تموز الحالي، بمناسبة اليوم العالمي للسكان الذي يحتفل به سنوياً، لإثارة الشجون والتفكير في الحلول للمشكلات والقضايا الناجمة عن زيادة السكان. وبحسب التقرير، سيصل عدد سكان العالم إلى 9.5 مليارات نسمة عام 2050، وأن نسبة الزيادة الأكبر للسكان سوف تحصل في ثماني دول: الكونغو الديمقراطية، مصر، إثيوبيا، الهند، نيجيريا، باكستان، الفيليبين، وتنزانيا. وأما أكثر مناطق العالم نسبة نمو في السكان، فسوف تتركز في القارّة الأفريقية في الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.

المسلمون
وبالنسبة لأعداد المسلمين في العالم، تؤكّد المعلومات المنشورة على موقع "PewResearch Center" أن نسبة المسلمين من سكان العالم سوف تزداد من 23.26% عام 2010 إلى 26.5% عام 2030. ويقدّر أن تصل هذه النسبة إلى 29.7% عام 2050. أما أكثر الدول التي ستشهد نمواً في سكانها المسلمين فهي الهند، والصين، وفرنسا وألمانيا، والمملكة المتحدة وإيطاليا. وكلها دول ليست إسلامية، وليست عضواً في منظمة الدول الإسلامية.

والطريف أيضاً أن النمو في العالم لم يعد يعتمد على نسبة المواليد التي تشهد تراجعاً، بل على تراجع نسبة الوفيات وارتفاع توقعات العمر التي تصل إلى 71 عاماً عند الولادة، وحوالي 76 عاماً بعد العام الأول من العمر. ولذلك، سوف يشكل عدد سكان العالم الذين يبلغون 65 عاماً فما فوق ربع السكان، أو ما يساوي سن الأطفال بين يوم واحد و12 عاماً. ولذلك، أخذ عدد الشباب العاملين أو في سن العمل في التقلص إلا في الدول النامية. وستكون لهذا التطور تأثيرات عميقة على التكوين الديمغرافي للسكان، وعلى معدّلات الهجرة من الدول الأفقر إلى الدول الأغنى، وستكون الفرصة السكانية أقوى وأكثر إيجابية في الدول ذات النسب العالية من الشباب.

عربياً
هذا ويقدّر أن يتجاوز عدد السكان في الدول العربية يوم الخامس عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل رقم 453 مليون نسمة، ما سيرفع نسبة السكان العرب إلى سكان العالم من 5% عام 2011 إلى حوالي 5.66% هذا العام، وكان يمكن لهذا الرقم أن يصل إلى 6% وأكثر، لولا الخلخلة الكبيرة التي أحدثتها السنوات منذ العام 2011 وبداية ما سمي الربيع العربي، والذي أدّى إلى هجرة الملايين خارج الوطن العربي، وقتل مئات الآلاف، وتراجع معدّلات النمو وضياع جيل بأكمله في بعض الدول التي ما زالت مزعزعة الأركان، وفاقدة وحدتها ونموها وخدماتها العامة.
أما النقطة المهمة في ظل التسارع في عدد سكان العالم فهي ظاهرة العيش في المدن، ويقدّر نسبة سكان العالم الذين يعيشون في المدن حالياً بحوالي 55%، أو 4.2 مليارات نسمة. ويقدّر أن تصل هذه النسبة إلى حوالي 70% عام 2050 حسب البنك الدولي. ولهذا، سوف يصبح بروز ظاهرة المدن الكبيرة (megacities) سمة ملازمة للحياة في المدن. وينصح البنك الدولي الدول أن تخطّط من الآن للتوسعات المتوقعة في مساحات المدن وعدد سكانها.

المدن الأكثر ازدحاماً

وحسب موقع "Investment Monitor"، فإن أكثر عشر مدن في نسبة النمو السكاني ستكون عام 2035 حسب الترتيب التالي، وهي مدينة دلهي عاصمة الهند (36.1 مليوناً)، شانغهاي في الصين (35 مليوناً)، دكا (عاصمة بنغلادش)، يتوقع أن يبلغ عدد سكانها 31.2 مليوناً، ثم كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية (27 مليوناً) ثم مدينة شونج كينغ في الصين (20.5 مليوناً)، ثم لاهور في باكستان (19 مليوناً) ثم بنغالور في الهند (18 مليوناً)، ثم لاغوس في نيجيريا (25 مليوناً)، ومن بعدها مدينة القاهرة (28.5 مليوناً)، وأخيراً بكين عاصمة الصين، والتي ستصل إلى حوالي 25 مليون نسمة عام 2035. أي أن هذه المدن العشر ستصل إلى 266 مليون نسمة عام 2035، وتشكل حوالي 3% من سكان العالم حينئذ.
نحن نعيش في عالم متغير، والحقائق الديمقراطية هي التي تؤثر على حياتنا بشكل أكبر من الذي تُحدثه التكنولوجيا، فالازدحام في المدن، وصعوبة إدارتها، وزيادة الطلب. والتنافس على الموارد سوف يغيّران من السلوك الإنساني بشكل خطير، تتراجع فيه تطلعات الناس إلى الأنانية وفقدان الإيثار. إنه فعلاً عالم سريع التغير بمعدّلات مرتفعة قد يصعب علينا الإعداد لها ولما تحمله رياحها.