نجا مؤشر داو جونز الصناعي وحده خلال تعاملات يوم الثلاثاء، بينما تراجع مؤشرا ناسداك وأس آند بي 500، في غياب تام لـ "رالي سانتا"، أو ارتفاعات عيد الميلاد، عن أسواق الأسهم الأميركية، بسبب ارتفاع عوائد السندات، على عكس ما كان يحدث في آخر أسابيع العام في السنوات الأخيرة.
وفي تعاملات هادئة في أول أيام الأسبوع، بعد عطلة عيد الميلاد المجيد، لم يرتفع مؤشر داو جونز الصناعي، الفائز الوحيد، إلا ما يقرب من عشر النقطة المئوية، وخسر مؤشر أس آند بي 500 نحو 0.4% من قيمته، بينما بلغت الخسائر في مؤشر ناسداك، الأكثر تأثراً بتغيرات معدل الفائدة، 1.38%، تجاوزت بها خسائره هذا العام ثلث قيمته في نهاية العام الماضي.
وتأثرت المؤشرات الأميركية اليوم بتراجع سهم شركة تسلا بأكثر من 11%، بسبب أخبار عن توقف إنتاج سيارة الشركة لفترة من الوقت، ليقترب السهم من تحقيق أسوأ أداء سنوي منذ إدراجه في البورصة الأميركية، قبل ثلاثة أيام من انتهاء العام.
وزاد من الضغوط على المؤشرات أيضاً تراجع سهم شركة الطيران ساوث وست بما يقرب من 6%، بعد اضطرار الشركة لإلغاء آلاف الرحلات، نتيجة للعواصف الثلجية التي ضربت العديد من الولايات الأميركية، في واحد من أهم عطلات السفر في البلاد.
وساهم ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية في ضعف أداء الأسهم، حيث ارتفع عائد سندات العشر سنوات خلال تعاملات الثلاثاء نحو 11 نقطة أساس، وصولاً إلى 3.85%، بعد أن كان في حدود 3.65% قبل أسبوع واحد فقط. وتحبط العوائد المرتفعة آمال انتعاش الاقتصاد، وتزيد من احتمالات دخوله في ركود.
وتراجع مؤشر الدولار فيما بقيت عوائد السندات لأجل عشر سنوات قريبة من أعلى مستوياتها في أكثر من شهر.
وقبل ثلاثة أيام عمل فقط من انتهاء العام، تبدو مؤشرات الأسهم الأميركية في طريقها لتحقيق أسوأ أداء سنوي منذ عام 2008، الذي شهد ذروة الأزمة المالية العالمية. وبنهاية تعاملات اليوم، اقتربت خسائر مؤشر أس آند بي 500 من 20%، بينما توقفت خسائر مؤشر داو جونز الصناعي عند 8.5%.
وبينما ظلت أسواق لندن ودبلن مغلقة بسبب عطلة عيد الميلاد، ارتفعت معظم البورصات الأوروبية، حيث أثار تخفيف الصين قيود مكافحة كوفيد-19 الأمل في تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1%.
وقالت الصين أمس الاثنين إنها ستلغي متطلبات الحجر الصحي للزوار الوافدين في تخفيف جديد للقيود المفروضة على حدودها، منذ نحو ثلاث سنوات، في محاولة لوقف انتشار الوباء.
واستفاد الذهب أيضاً من تخفيف الصين لقيود مكافحة الوباء اليوم الثلاثاء، حيث قفزت أسعار المعدن النفيس إلى أعلى مستوى في ستة أشهر، كون الصين هي أكبر مستهلك للذهب، لكن ارتفاع عوائد السندات الأميركية كبح المكاسب.
وسجلت العقود الأميركية الآجلة للذهب ارتفاعاً عند التسوية 1.1% إلى 1823.1 دولاراً للأوقية.