واصلت معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة انخفاضها، لتنهي العام عند أدنى مستوى لها منذ شهر مايو/أيار، بالتزامن مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية، وتزايد توقعات خفض الفائدة في وقت مبكر من العام القادم 2024.
وقالت مؤسسة "فريدي ماك"، التي تعمل على تسهيل حصول الأميركيين على قروض الرهن العقاري، في بيان، اليوم الخميس، إن متوسط معدل الفائدة على قروض الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عامًا كان 6.61% هذا الأسبوع، بانخفاض من 6.67% في الأسبوع الماضي.
ويشعر العديد من مراقبي سوق العقارات الأميركية بالتفاؤل هذه الأيام بأن الانخفاض المطرد في تكاليف الاقتراض، من ذروة بلغت 7.79% في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، سيدعم الطلب الجديد على شراء المنازل، خلال الأشهر المقبلة، ومع بدء الموسم الأكثر ازدحاما للسوق في أميركا، والذي يكون عادة في فصلي الربيع والصيف.
ومع ذلك، لا تزال عمليات إدراج المنازل تعاني من نقص في المعروض، ولا تزال الأسعار بعيدة عن متناول أعداد كبيرة من الأميركيين، حيث مازالت معدلات الفائدة على قروض الرهن العقاري لمدة 30 عاما هي أكثر من ضعف ما كانت عليه في عام 2022، ما يعني أن الانتعاش قد يكون بطيئا وصعبًا.
وأفادت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين، اليوم الخميس، بأن مؤشراً لعقود شراء المنازل المملوكة سابقًا وصل إلى مستوى قياسي منخفض في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأشار بنك الاحتياط الفيدرالي قبل أسبوعين إلى استعداده للنظر في خفض سعر الفائدة القياسي في العام الجديد إذا استمر التضخم في إظهار علامات التراجع. وفي ديسمبر/كانون الأول الجاري، تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لعشر سنوات، الأكثر تأثيراً في معدل الفائدة المطبق على قروض الرهن العقاري، لينخفض تحت مستوى 3.8%، للمرة الأولى منذ شهر يوليو/تموز الماضي.
وتوقعت "فريدي ماك" أن يتبع ذلك تراجع الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري، مما يخفف الأعباء عن الباحثين عن المنازل.
وقال سام خاطر، كبير الاقتصاديين في فريدي ماك، في بيان اليوم، إن "التراجع السريع في أسعار الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري خلال الشهرين الماضيين هدأ قليلاً هذا الأسبوع، لكن الأسعار تواصل الاتجاه الهبوطي. ومع اقتراب العام الجديد، يظل الاقتصاد الأميركي على أرض صلبة، مع نمو صحي، وسوق عمل قوية، وتباطؤ للتضخم، وانتعاش ناشئ في سوق الإسكان".