عاود الدولار الأميركي رحلة صعوده مع قرب نهاية تداولات الأسبوع اليوم الجمعة، فيما يجري تداول العقود الآجلة التي تتبع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 القياسي الأميركي فوق مستوى 6000 نقطة، حيث تستعد أسواق الأسهم لنهاية متفائلة لأسبوع حافل بالأحداث شهد استعادة دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة وخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة ربع نقطة.
وفي الساعة 3:35 صباحاً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، ارتفعت المؤشرات الفرعية التي تتبع داو جونز الصناعي 21 نقطة أو 0.05%، كما صعدت المؤشرات التي تتبع ستاندرد أند بورز 5.25 نقاط أو 0.09%، ومؤشرات ناسداك 100 بمقدار 11.75 نقطة أو 0.06%، وفقاً لبيانات "رويترز" قبل فتح السوق الرسمية في وول ستريت. ولم تتغير العقود الآجلة لجميع المؤشرات الثلاثة الرئيسية كثيراً في التعاملات المبكرة بعدما تجاوزت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 هذه العتبة للمرة الأولى أمس الخميس. وفي هذا الصدد، نقلت "رويترز" عن كبير استراتيجيي الأبحاث في "بيبرستون"، مايكل براون، قوله: "لا أستطيع أن أقول إن هناك محفزاً معيناً لهذه الخطوة، والتي بدت وكأنها استمرار للمكاسب الأولية التي حققتها الأسهم بعد الانتخابات أكثر من أي شيء آخر".
وارتفعت الأسهم هذا الأسبوع بعد فوز ترامب الحاسم في الانتخابات، حيث تتوقع الأسواق تخفيضات ضريبية مقترحة ونظاماً تنظيمياً أكثر سهولة لرفع أرباح الشركات وتعزيز الأسهم. وقال براون إن "الأرباح القوية والنمو الاقتصادي، إلى جانب وضع الاحتياطي الفيدرالي القوي، من المقرر أن تستمر في دفع السوق إلى الارتفاع على المدى المتوسط". ومع ذلك، فإن خطط الإنفاق المالي التوسعية لترامب والزيادات المقترحة في الرسوم الجمركية قد تدفع التضخم إلى الارتفاع، مما يعقد الطريق أمام البنك المركزي الأميركي لتخفيف السياسة النقدية. وخفض المتداولون توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة العام المقبل، وقفزت عائدات السندات إلى أعلى مستوياتها في عدة أشهر.
ورغم ذلك، كان التأثير الفوري على وول ستريت خافتاً، حيث أغلقت المؤشرات الثلاثة الرئيسية حول مستويات قياسية مرتفعة يوم الخميس. ومن المقرر أن يسجل مؤشرا داو جونز الصناعي وستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقاً أفضل أسبوع لهما خلال سنة تقريباً، فيما يتجه مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا إلى تحقيق أفضل أداء له في شهرين.
وفي سوق العملات، عاود الدولار الارتفاع اليوم الجمعة، ويتجه إلى إنهاء أسبوع مضطرب بمكاسب طفيفة مع تقييم الأسواق لتأثير عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وما يعنيه ذلك بالنسبة للاقتصاد الأميركي والتوقعات بشأن أسعار الفائدة. وانخفض الدولار في الجلسة السابقة مع توقف المتعاملين عن الرهان على فوز ترامب بعد تفوقه في الانتخابات. ودفع هذا الجنيه الإسترليني بعيداً مجدداً عن المستوى النفسي المهم البالغ 1.30 دولار، وتراجع اليورو 0.17% إلى 1.0782 دولار.
واتجهت العملة الموحدة إلى الانخفاض بنسبة 0.3% خلال الأسبوع الذي شهد أزمة سياسية في ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، حيث انهار ائتلاف بقيادة المستشار أولاف شولتز في وقت متأخر من يوم الأربعاء. وتفاعل المتعاملون مع نتائج الانتخابات بتقليص رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة العام المقبل. وقال كبير خبراء الاقتصاد في "ويلز فارغو" جاي برايسون: "إذا فرضت إدارة ترامب القادمة تعريفات جمركية كبيرة أو تبنت سياسات أخرى تزيد من التضخم، فإننا نعتقد أن أسعار الفائدة لدى البنك المركزي قد تصل إلى أدنى مستوياتها في العام المقبل عند ما يقرب من 4% وليس من 3%".
وسجل الجنيه الإسترليني في أحدث التعاملات 1.2970 دولار بعد هبوطه إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر تقريباً في وقت سابق من الأسبوع. ولم يطرأ تغيير يذكر على الين وسجل 152.86 مقابل الدولار. وارتفع الدولار 0.1% إلى 104.50 مقابل سلة من العملات ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 0.2%. وزاد 1.53% يوم الأربعاء مع زيادة التداولات المراهنة على سياسات ترامب. وانخفض اليوان قليلاً إلى 7.1476 مقابل الدولار في السوق المحلية، كما تراجع في التعاملات الخارجية 0.08% إلى 7.1558 مقابل العملة الأميركية.
ونزل الدولار الأسترالي 0.4% إلى 0.6655 دولار في الوقت الذي ينتظر فيه المتعاملون أخباراً من الصين. لكنه يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.85%، ليسجل أفضل أداء أسبوعي له في شهرين ونصف بدعم من زيادة الإقبال على المخاطرة. وهبط الدولار النيوزيلندي 0.24% إلى 0.6008 دولار، لكنه يتجه أيضاً إلى تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 1%.