تشهد أسعار الخضار ارتفاعاً ملحوظاً في مناطق سيطرة النظام، خصوصاً الطماطم والبطاطا، الأمر الذي زاد من معاناة كثير من السوريين في ظل عجزهم عن تأمين وجبة طعامهم اليومية، في حين تتذرع حكومة النظام بانتهاء بعض المواسم ونقص الأمطار.
وقال موظف في دائرة حكومية، محمد البركة (58 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "أسعار الخضار وصلت إلى أرقام خيالية فالكيلوغرام الواحد من البطاطا وصل مؤخرا إلى 2600 ليرة سورية (الدولار = نحو 3400 ليرة)، وكذلك كيلوغرام البندورة (الطماطم) وصل إلى 1500 ليرة، ما يعني إذا أرادت عائلة سورية مكونه وسطياً من خمسة أفراد، أن تتناول بطاطا على بندورة وهي أكل شعبية معروفة في سورية، تحتاج بالحد الأدنى إلى كيلوين من البطاطا بأكثر من أربعة آلاف ليرة وكيلو بندورة، إضافة إلى القليل من الزيت والبهارات وغاز الطهي والخبز، ما يعني أنّ وجبة شعبية مثل هذه ليس بجانبها أرز أو برغل أو بعض الخضار الأخرى، تبلغ تكلفتها على العائلة نحو سبعة آلاف ليرة".
وأضاف: "إذا أرادت العائلة أن تأكل وجبة واحدة في اليوم من دون أي شيء آخر فهي تحتاج في الشهر إلى أكثر من 210 آلاف ليرة في الشهر، في حين متوسط راتب الموظف في القطاع العام نحو 80 ألف ليرة سورية".
من جانبه، قال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام، عمرو سالم، عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك": "صحيح أنً أجور الشحن في العالم قد ارتفعت بشكل كبير، وأنّ أسعار عدد من المواد الغذائية قد ارتفعت، لكنّ الأقوال التي تنتشر هنا وهناك والتي تدعي أنّ هذه الارتفاعات ستؤدي إلى انقطاع المواد الغذائيّة ليست صحيحةً على الإطلاق".
وأضاف: "أما القول بأنّ فتح الاستيراد على مصراعيه سيجعل سعر البطاطا أقل من 700 ليرة وسعر زيت دوار الشمس بين 3 و4 آلاف ليرة فهو كلام خاطئ تماماً، فارتفاع أسعار البطاطا سببه انتهاء موسم بانتظار العروة القادمة (موسم القطاف المقبل) خلال أسابيع".
من جهته، قال عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق، أسامة قزيز، في تصريح لصحيفة محلية نشر أول من أمس، إن معظم أنواع الخضر عدا البطاطا انخفضت يوم الأحد الماضي، عن أسعارها المتداولة في سوق الهال بدمشق منذ ثلاثة أيام بنسب متفاوتة، معيدا السبب إلى زيادة الكميات المطروحة في سوق الهال وقلة الطلب عليها خلال هذه الفترة، مبيناً أن هذه الأسعار ليست ثابتة ومن الممكن أن تتغير في الأيام المقبلة ارتفاعاً أو انخفاضاً.
وأشار إلى أنّ هناك بعض الأنواع من الخضر تتأثر بأحوال الطقس خلال الفترة المقبلة ويزداد مبيعها خلال فترة البرد مثل الزهرة والملفوف والجزر، إضافة إلى البندورة التي يزداد قطافها لدى الفلاح خوفاً عليها من الصقيع، معربا عن اعتقاده بألا تعود أسعار الخضر للارتفاع خلال الأيام القادمة وأن تبقى أسعارها ثابتة على حالها لمدة شهر تقريباً نتيجة توافر البضائع في السوق.
ونفى أن يكون للصادرات تأثير على الأسعار، قائلاً إنّه ليس هناك أي تأثير للصادرات في أسعار الخضار حالياً في السوق ونسبتها لم تزدد خلال الفترة الحالية إذ إن حوالى 20 براداً تذهب يومياً إلى دول الخليج ومثلها تقريباً إلى العراق.
وبخصوص البطاطا وبوادر انخفاض أسعارها، قال قزيز إنه دائماً خلال الفترة الحالية على مدار عشرين سنة ينتهي إنتاج عروة بداية أكتوبر/ تشرين الأول وكان يتم تغطية الحاجة من خلال الاستيراد من مصر غالباً، والعام الحالي لم يتم استيراد البطاطا وتوقفت إجازات الاستيراد، والإنتاج شبه انتهى حالياً في محافظات منتجة للبطاطا مثل ريف دمشق ودرعا والسويداء وبقي محصوراً فقط في مناطق عسال الورد والجبة ورنكوس بريف دمشق بإنتاج يومي بمعدل 100 طن لا يغطي الطلب.
وأضاف: "من أجل تغطية الطلب تتم الاستعانة بالبطاطا المخزنة في البرادات في أشهر يوليو/ تموز وأغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول وهي من البطاطا المالحة ويتم تزويد سوق الهال منها بكمية تقارب 300 طن يومياً، مشيراً إلى أنّ الكميات المخزنة والمنتجة من مناطق عسال الورد والجبة ورنكوس بريف دمشق لا تغطي الطلب على البطاطا، لذا نرى أسعارها مرتفعة في السوق.
وبين أنّ إنتاج عروة "البطاطا التشرينية" يبدأ في منتصف الشهر المقبل، وهي من نوعية البطاطا المالحة ولا تستخدم للتخزين، بل للاستهلاك اليومي.