قلق في أسواق دمشق: ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدولار يلامس 17 ألف ليرة

03 ديسمبر 2024
ارتفعت أسعار السلع مخافة نقص الإمدادات، دمشق في 10 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعيش سكان دمشق حالة من الهلع بسبب المعارك في الشمال السوري، مما دفعهم لشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية والأدوية، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار واحتكار النقد الأجنبي وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
- أسهم الميسورون في زيادة الأسعار بشراء كميات كبيرة من المواد التموينية، مما أثر سلباً على الفقراء، وتراجعت إمدادات السلع من الشمال، مما زاد الأزمة الاقتصادية.
- أشار الخبراء إلى أن تراجع البضائع والدولار مقارنة بالأموال المتداولة يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، واستغلال كبار التجار للأزمات لزيادة أرباحهم.

حالة من الهلع والقلق يعيشها سكان العاصمة السورية دمشق على وقع المعارك التي اندلعت في الشمال، والممتدة باتجاه حماة، والتي دفعتهم لشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية التموينية والأدوية مخافة انقطاعها من الأسواق، خاصة بعد سقوط محافظة حلب بيد الفصائل المعارضة المسلحة، وهي المحافظة التي يعتمد عليها السوريون في الإنتاج.

وأشارت مصادر "العربي الجديد" إلى "حالة شبه هستيرية لحركة البيع والشراء سادت المحافظة خلال اليومين الأخيرين"، مضيفة أن التجار رفعوا أسعار البضائع مع ازدياد الطلب عليها. وكشفت المصادر قيام العديد من التجار باحتكار النقد الأجنبي واحتساب قيمة البضائع وفقاً لقيمة صرف الدولار في السوق السوداء، والذي ارتفع نتيجة ذلك ليلامس سقف تصريفه 17 ألف ليرة سورية للدولار الواحد.

وقال الناشط المدني محمد المحمد من دمشق لـ"العربي الجديد" إن "الميسورين من الدمشقيين أسهموا بارتفاع الأسعار". وأضاف أن "الأسر المقتدرة بدأت شراء المواد التموينية الأساسية من المحال التجارية ومحال بيع الجملة بكميات تكفي لأكثر من شهرين في بعض الحالات، تحسباً لاندلاع أي مواجهات في دمشق قد تؤدي لفقدان هذه السلع من الأسواق". ورأى أن "الأمر ارتد على الفقراء وهم الغالبية الساحقة، إذ ارتفعت أسعار هذه المواد والسلع وبدأ بعضها يشح في الأسواق وعلى وجه الخصوص السكر والأرز والبرغل والطحين". 

تراجع إمدادت السلع من الشمال إلى دمشق

وحول الأسعار، قال المحمد إن سعر الكيلوغرام الواحد من السكر وصل في بعض المحال وسط مدينة دمشق ليتجاوز حاجز 15 ألف ليرة سورية، بعد أن كان يُباع بحوالي 12500 ليرة سورية. فيما ارتفع سعر ليتر الزيت النباتي من 27 ألفاً إلى 31 ألف ليرة سورية، والأرز نخب وسط من 12 ألفاً إلى 16 ألف ليرة سورية، فيما توقف بيع بعض السلع حتى صدور النشرة منذ صباح اليوم مثل بعض أنواع المحارم والمتة والمعلبات. 

وقال الخبير الاقتصادي جورج خزام، عبر حسابه الشخصي على منصة فيسبوك أمس، إن "تراجع كمية البضائع والدولار المعروضة للبيع بالسوق بالمقارنة بكمية الأموال المتداولة بالليرة السورية سيؤدي حتماً لارتفاع أسعار البضائع والدولار". بينما أكد أحد أصحاب المحال التجارية من مدينة دمشق لـ"العربي الجديد" أن "ورود بعض البضائع والسلع خاصة الغذائية، بدأ يخف شيئاً فشيئاً منذ بداية العمليات العسكرية في الشمال". وحمّل صاحب المتجر الذي طلب عدم ذكر اسمه ذلك بالدرجة الأولى لكبار التجار في سورية الذين أطلق عليهم اسم "تجار الأزمات".

وأشار التاجر إلى أن "معظم هؤلاء التجار الكبار واجهات اقتصادية للسلطة"، مضيفاً أنهم "مع كل تحرك عسكري يحولون دعمهم بشكل مركز لدعم النظام وجيشه، كما يفتعلون - على حد وصفه - أزمة في توفير البضائع والسلع الأساسية في الأسواق، ويبثون عبر وكلائهم انقطاعها من السوق أو الإشراف على انقطاعها ليسهل عليهم فيما بعد طرحها بأسعار مضاعفة مستغلين خوف الناس من فقدانها في السوق".

وقال التاجر إن "بعض البضائع مصدرها فعلاً تركيا ولبنان، لكن ليسا هما فقط المصدر الوحيد للسلع في السوق، فهناك البضائع الأردنية والخليجية"، متوقعاً "تشديد التجار الكبار الرقابة على معابر درعا للحد من دخول هذه البضائع ليضمنوا مكاسب مادية على حساب جيوب المواطنين". وحول الأسعار في متجره، أشار إلى أن "نشرات الأسعار ترتفع بين لحظة وأخرى".

من جهتها، قالت الناشطة الإعلامية هند عرموني لـ"العربي الجديد" إن الليرة السورية تتأثر مباشرة بأي حدث أمني، وهو ما حصل منذ اللحظات الأولى للمعارك التي اندلعت في الشمال". وأضافت أن " ذلك انعكس على حركة التصريف التي توقفت فجأة في بعض المناطق، مما أدى لتراجع سعر الليرة وارتفاع أسعار السلع".

المساهمون