يهدف نموذج محطة الشارقة في دولة الإمارات لتحويل النفايات إلى كهرباء إلى توليد 30 ميغاوات سنوياً، مع معالجة 300 ألف طن من النفايات.
وساهمت المحطة في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الشارقة بمقدار 150 ألف طن، وتستخدم عملية حرق للنفايات لإنتاج غاز يتوافق مع المعايير البيئية للاتحاد الأوروبي، على أن تستخدم الحرارة المتولدة خلال هذه العملية في تسخين ماء يدور في مولد كهربائي، حسبما أورد تقرير حديث لمجلة "غلوبال فاينانس وورلد".
ويأتي مشروع المحطة ضمن جهود تحويل النفايات إلى كهرباء في الإمارات، إذ إن 60% من انبعاثات الدولة ناتجة عن النفايات العامة والصناعية المتكدسة في مكبّات النفايات، بحسب بيانات رسمية.
واستوعبت المحطة معالجة نحو 100 ألف طن من المخلّفات خلال العام، وهي كميات تعادل النفايات الصادرة عن 180 ألف شخص سنويًا، بجانب استعادة 250 طنًا من المعادن، وهو ما ساهم في رفع معدلات تحويل النفايات بعيدًا عن المكبات بنسبة 90%.
وتتمثل أشهر طرق تحويل النفايات إلى طاقة في حرقها لإنتاج حرارة تستخدم في تسخين ماء يدور في مولد كهربائي، وهي الطريقة المتبعة في محطة الشارقة، وفق مختصين في هذا المجال.
وحسب الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" محمد جميل الرمحي، فإن الشراكة مع مجموعة "بيئة" مكّنت من تحويل النفايات إلى كهرباء في الإمارات من خلال محطة الشارقة، مؤكدا التطلع إلى "مواصلة البحث والتطوير والاستثمار بهذا المجال لتسريع وتيرة الحدّ من الانبعاثات الكربونية وتحويل النفايات بعيدًا عن المكبات"، وفق وكالة أنباء الإمارات (وام).
فوائد اقتصادية
يؤكد الخبير في شؤون الطاقة نهاد إسماعيل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن حماية البيئة من التلوث والاستفادة من النفايات المنزلية ومخلفات المصانع بدأت تأخذ أهمية كبيرة في الدول الغربية، وكذلك في اليابان والصين، وفي دول الخليج أيضا، لافتا إلى أن التوقعات تشير إلى زيادة في تراكم النفايات حول العالم إلى 3.5 مليارات طن خلال الـ30 عاما المقبلة.
ويؤكد إسماعيل على ضرورة إيجاد حلول لمعالجة الكم الضخم من النفايات، مشيرا إلى اتجاه عالمي يستهدف استخدام 50% من النفايات في عملية إنتاج الطاقة، بما يعادل 63 مليون طن نفط مكافئ، بحلول عام 2050.
وتعد محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية مساهمة مهمة في الاتجاه نحو حماية البيئة والاستفادة من النفايات، حسبما يرى إسماعيل، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتم بالشراكة مع شركة "مصدر" الإماراتية المتخصصة في مشاريع الطاقة المستدامة والمتجددة.
وعن الفوائد الاقتصادية للمشروع، يلفت إسماعيل إلى إنتاج كهرباء لخدمة نحو 2000 منزل مبدئيا بحرق النفايات واستخدام حرارتها العالية في تشغيل توربينات ومن ثم توصيل التيار الناتج عن الحرارة العالية إلى شبكة الكهرباء، مشيرا إلى أن المحطة تعالج 100 ألف طن من النفايات سنويا.
حسب الخبير في شؤون الطاقة عامل الشوبكي، فإن تحويل النفايات إلى كهرباء بمحطة الشارقة يمثل تحولا نوعيا في قطاع الطاقة بالإمارات والخليج
ويلفت إسماعيل أيضا إلى فوائد اقتصادية أخرى للمشروع، منها توفير استخدام النفط والغاز في توليد الكهرباء، إضافة إلى الفوائد البيئية الكبيرة، المتمثلة في المساهمة بالتوجه نحو تصفير الانبعاثات والقضاء على تلوث الهواء.
دعم الاستدامة
وحسب الخبير في شؤون الطاقة عامل الشوبكي، فإن تحويل النفايات إلى كهرباء بمحطة الشارقة يمثل تحولا نوعيا في قطاع الطاقة بالإمارات والخليج، وبالتالي فهو خطوة مهمة على طريق الاستدامة، خاصة للمدن الذكية، التي تتجه دول الخليج إلى إنشائها، حسبما صرح لـ"العربي الجديد".
ويضيف الشوبكي أن مشروعا كهذا ينطوي على تلبية لمطالب تخفيض انبعاثات الكربون والغازات الدفيئة التي تخرج من النفايات بعد تحللها، إضافة إلى دعم عمليات احتواء النفايات في المدن، التي يمثل تراكم نفاياتها مشكلة كبيرة على مساحاتها المستغلة، ولذا فهو ذو مردود بيئي واقتصادي كبير.
فجمع القمامة والنفايات يستنفد المساحات المخصصة كمكبات، بينما يمثل تحويل النفايات إلى كهرباء التخلص من القمامة في شكل طاقة، وليس احتواؤها فقط، إذ يتم استخدام النفايات بعملية إنتاج الطاقة عبر حرقها، ما يوفر كميات كبيرة من الغاز كانت تستهلك في توليد الكهرباء، بحسب الشوبكي.
كما توفر مشروعات كهذا على الدول الخليجية بعض النفقات التي كانت توجهها في محاولة التخلص من تكدس النفايات، حسبما يرى الخبير في شؤون الطاقة.