كوكاكولا انسحبت من روسيا... لم تنسحب!

بعد غزو روسيا أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، كانت شركة كوكاكولا من أولى الشركات متعددة الجنسيات التي تعهدت بالانسحاب من روسيا احتجاجاً. وبهدف تجنب تبعات العقوبات الغربية المتوقعة على الكرملين، طلبت كوكاكولا من شركائها في موسكو سحب علبها وزجاجاتها من المتاجر، والتوقف عن تسليم الشراب والتوقف عن إنتاج مشروباتها.

وبعد مرور عامين، لا يزال من السهل العثور على الشعار الأحمر المميز للشركة في محلات السوبرماركت والمطاعم في جميع أنحاء روسيا. ومع الأخذ بالاعتبار الوافد الجديد الذي يُدعى "دوبري كولا" الذي يُباع في علب ذات صبغة حمراء مألوفة بشكل ملحوظ وطعم لا يمكن تمييزه عن الأصل إلا قليلاً، تظل كوكاكولا، في بعض المقاييس، الشركة الرائدة في صناعة المشروبات الغازية في روسيا.

والسبب هو أن "مولتون بارتنرز" (Multon Partners)، شركة تعبئة كوكاكولا في البلاد، مملوكة لشركة منفصلة مدرجة في لندن تدعى "كوكا-كولا أتش بي سي" (Coca-Cola HBC) التي تمتلك الشركة الأم الأميركية فيها حصة 21%.

وعندما توقفت شركة "أتش بي سي" عن إنتاج الكولا بعد الغزو، قدّمت مولتون شركة "دوبري كولا"، إذ أصبحت الصودا الأكثر شعبية في البلاد، مع استحواذها على 13% من السوق، وفقاً لشركة الأبحاث "برودازي" (Prodazhi.rf). وحول هذه النقطة، يقول غاريت نيلسون، المحلل في شركة "سي إف أر إيه" (CFRA) للأبحاث: "إن الأرباح من بيع شركة كوكاكولا في روسيا تحولت فقط إلى أتش بي سي التي استحوذت على حصة في السوق من خلال نجاح دوبري".

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

"كيانات مفترسة" (2): الاختيار المغشوش بين بيبسي وكوكاكولا

ولا تزال شركة كوكاكولا نفسها متاحة على نطاق واسع، حيث تُستَورَد من دول مجاورة مثل جورجيا وكازاخستان. وفي أعقاب الغزو، أصدرت روسيا قانوناً يسمح ببيع السلع ذات العلامات التجارية دون موافقة مالك العلامة التجارية. ومع الشاحنات التي تنقل عدداً لا يحصى من الحالات عبر الحدود، لا يزال بإمكان الروس الذين يتوقون إلى "الشيء الحقيقي" الحصول عليها. هذه الواردات وحدها هي التي أنتجت مشروب الصودا رقم 3 في روسيا، بنسبة 6% من السوق، وفقاً لبرودازي.

وهذا لا يعني أن كوكاكولا لم تعانِ، إذ تقول "أتش بي سي" إن أحجامها في روسيا نمت 12% العام الماضي، لكنها ظلت أقل بنحو الثلث من مستواها في عام 2021، عندما كانت كوكا كولا هي المشروبات الغازية الأكثر مبيعاً باستحواذها على 26% من السوق. وبينما تستفيد شركة كوكاكولا من شعبية "دوبري" وأعمال العصير الرائدة في السوق من "مولتون"، تقول شركة "أتلانتا" إنها أعفت نفسها من إدارة العملية.