هدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال زيارة إلى أنقرة الجمعة، بإلغاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية إذا لم يحصل تقدّم على صعيد إزالة القيود المفروضة على صادرات بلاده من الأسمدة والمنتجات الغذائية.
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تركيا مستقبل اتفاق صادرات الحبوب الأوكرانية، الذي كانت أنقرة أبرز الأطراف الراعية له.
وكان لافروف يتحدّث أمام الصحافة بعد لقاء مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو الذي بذلت بلاده جهوداً كبيرة للتوصّل إلى هذا الاتفاق خلال الصيف الماضي. وقال لافروف إنّه "إذا لم يحصل تقدّم على صعيد إزالة العوائق أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية، فسنتساءل عمّا إذا كان هذا الاتفاق ضرورياً".
وفي 19 مارس/ آذار، جرى تمديد الاتفاق الذي يُتيح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممرّ آمن في البحر الأسود رغم الحرب.
وتتحرك روسيا وتركيا بشكل مشترك في عدة ملفات دولية، وتشدد موسكو على ضرورة تنسيق المواقف مع أنقرة، بحسب وزارة الخارجية الروسية.
وقال مسؤول لوكالة "فرانس برس"، رافضاً الكشف عن اسمه، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يخوض حملة لإعادة انتخابه رئيساً في 14 مايو/ أيار سيستقبل لافروف.
وكان من بين النقاط المطروحة على جدول أعمال لافروف "تطبيق الاتفاق حول الحبوب" الأوكرانية الذي تدخّل فيه أردوغان شخصياً عند توقيعه في يوليو/ تموز 2022 في إسطنبول.
وفي 19 مارس/ آذار جرى تمديد الاتفاق الذي يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممرّ آمن في البحر الأسود رغم الحرب. لكن موسكو اقترحت تمديداً "لمدة 60 يوماً في بادرة حسن نية"، بدلاً من الـ120 يوماً المتفق عليها أساساً، مصرّة على احترام الشق الآخر من الاتفاق المتعلق بتصدير الأسمدة الروسية.
نظرياً، هذه المنتجات الضرورية للزراعة العالمية ليست خاضعة للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ غزوها أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، لكنها عرقلتها في الواقع.
وأوكرانيا من أكبر منتجي الحبوب في العالم. وسمح الاتفاق الذي توسطت فيه أنقرة والأمم المتحدة في تمّوز/ يوليو 2022 بتصدير أكثر من 25 مليون طن من الحبوب.
وتدفع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، والتي تقيم علاقات جيدة مع جارتيها في البحر الأسود روسيا وأوكرانيا، لاستئناف محادثات السلام بينهما على أمل البناء على جهودها الدبلوماسية التي بدأتها العام الماضي.
وتمكنت تركيا منذ بدء النزاع من الحفاظ على علاقات مع أوكرانيا وروسيا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أنه "رغم تعقيد الوضع الدولي، فإنّ الحوار السياسي الروسي-التركي مستمرّ على مستوى رئيسي البلدين في المقام الأول".
(فرانس برس، العربي الجديد)