عادت الحركة التجارية في مدينة درنة المنكوبة شرق ليبيا جزئيًا، وفتحت بعض المحال أبوابها في أطراف المدينة، كما عادت المخابز للعمل، وبعض المرافق الصحية والخدمية.
وقال المواطن محمد العوامي البالغ من العمر 55 عاما لـ"العربي الجديد" إن مناطق تضررت جزئيًا عادت بعض مظاهر الحياة فيها.
وأضاف أن الحركة التجارية عادت بشكل طبيعي في المناطق التي لم تتعرض إلى الضرر، مؤكدًا أن الكهرباء تعمل وكذلك الاتصالات.
ومن جانبه أشار أحد سكان مدينة درنة محمد الشلوي إلى أن الحياة الاقتصادية رجعت بشكل تدريجي، والمعاملات المصرفية تحولت إلى مصارف أخرى قريبة، وهناك سيولة نقدية للسكان، كما تم صرف راتب شهري للأسر التي تتقاضى من صندوق الضمان الاجتماعي.
وأضاف أن هناك سلعاً غذائية توزع بشكل مجاني على الأسر وكذلك مياه الشرب، فضلا عن وجود أدويه لبعض الأمراض لكن هناك صعوبة في التنقل بين شرق وغرب المدينة.
كما أكد صاحب محل التجزئة على الدرناوي أن الأسعار لم تتغير إلى حد بعيد في متجره. وقال لـ"العربي الجديد": "مسارات الطرق تحتاج إلى صيانة"، مضيفًا أن هناك إقبالاً ضعيفاً لشراء السلع الغذائية من السكان حيث ما زال الحزن يخيم على كثير من المواطنين.
ومن جانبه، أكد مدير شركة الخدمات العامة محمد إسماعيل، عبر اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" أن المباني التي تضررت بالكامل تبلغ نحو 30% من إجمالي مباني المدينة، والتي تعرضت بشكل جزئي تبلغ 15%.
وأضاف أن شركة الخدمات العامة تعمل في درنة على فتح المسارات للطرق ونقل الركام الموجود في المدينة.
وكانت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، خصصت لمصلحة المرافق التعليمية، 92.8 مليون دينار (الدولار= 4.85 دنانير) لصيانة 117 مدرسة في 15 مدينة ومنطقة متضررة جرّاءِ السيول شرق ليبيا.
وقال المحلل الاقتصادي أبوبكر الهادي لـ"العربي الجديد" إن فصل الشتاء على الأبواب: والأسر المتضررة يوجد أغلبها في المدارس والمدن المجاورة. ودعا إلى ضرورة توفير مبان جاهزة أو سكن للأسر في القريب العاجل.
وأوضح أن الانقسام الحكومي سوف تكون له تأثيرات غير جيدة حول المساهمة في وجود حل للأسر المتضررة سواء بتعويضاتهم أو بناء مساكن لهم في القريب العاجل.
ولقي آلاف الأشخاص حتفهم في الفيضانات المتربة على إعصار "دانيال" وما زال آخرون في عداد المفقودين، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وبينت إحصائية حديثة للمنظمة الدولية للهجرة تراجع عدد النازحين جراء العاصفة "دانيال" في شرق ليبيا إلى 40 ألفا و18 شخصا، مقارنة بأكثر من 43 ألف نازح في إحصائية سابقة، وذلك بعد تقارير تفيد بعودة بعض الأسر إلى ديارهم.
وعادت عائلات كثيرة إلى منازلها في المرج، لكن ما زال هناك أكثر من 350 منزلا متضررا جراء العاصفة في المدينة التي تستضيف نحو 285 نازحا من درنة. أشارت المنظمة إلى أن بعض العائلات التي نزحت من درنة إلى مصراتة، اضطرت إلى تغيير مكانها مجددا وذلك بسبب أنها لم تعثر على مكان للمعيشة.