خسرت شريحة من المزارعين موسمها في ليبيا بسبب الجفاف، فيما غادر العديد من صغارهم القطاع نتيجة الخسائر المتلاحقة، ويطالب عدد منهم بضرورة عودة دعم الفلاحين بالبذور وفتح التسهيلات المالية عبر المصرف الزراعي، والمتوقفة منذ أكثر من 13 سنة.
وتضرب موجة جفاف مناطق أقصى الساحل الغربي وسهل الكفارة والجبل الغربي، مع تأثر الغطاء النباتي وموت بعض الأشجار المعمرة.
وقال رئيس اتحاد الفلاحين، أحمد بو حلالة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الجفاف أضر بعدد من المحاصيل الزراعية، وإن "الدولة لا بد وأن تتدخل في أزمات الجفاف لإنقاذ الثروة الزراعية، باعتبارها جزءاً من الأمن القومي". وأوضح أن "دعم الفلاحين متوقف منذ عام 2015 حتى الآن، فيما ارتفعت الأسعار إلى الضعفين، فضلاً عن عدم وجود أي اهتمام بالمزارعين".
بدوره، قال مستشار هيئة الحبوب التابعة لوزارة الزراعة، المهندس أحمد السنوسي، إن توقف الدعم عن الحبوب منذ ذلك العام سبّب عزوف كثير من المزارعين عن مزاولة مهنتهم، بينما توقفت المشروعات الزراعية الحكومية عن الإنتاج منذ عام 2011 بسبب الاضطراب الأمني.
وكانت ليبيا تدعم المزارعين لاستيراد السماد واليوريا، ومنحهما لهم مجاناً، ثم خفضت الدعم 50%، إلى أن أنهت الدعم، عملاً بسياسات التقشف التي انتهجتها الحكومة سنة 2015.
وتزود الشركة الليبية للأسمدة (حكومية) الأسواق المحلية باليوريا والأمونيا، ويبلغ إنتاجها 900 ألف طن يوريا و700 ألف طن أمونيا سنوياً.
وتبلغ مساحة ليبيا 1.67 مليون كيلومتر مربع، منها 2% أراضٍ صالحة للزراعة، بما يعادل 3.6 ملايين هكتار، فيما تمثل الأراضي الرعوية 7.5% من إجمالي المساحة، وفقاً لتقديرات وزارة الزراعة.