دفعت الأسعار الجنونية للعملات المشفرة الأكثر شهرة عالمياً، وعلى رأسها "بيتكوين" و"إيثيريوم"، الكثير من الشغوفين إلى الاستثمار في البدائل الأقل سعراً، حيث يخشون فوات الفرص، بعد أن أضحت العملات البديلة محط اهتمام بعد تضاعف أسعارها في الأيام الأخيرة.
وتضاعفت قيمة عملة "كاردانو" الشهر الجاري، وأصبحت ثالث أكبر أصل مشفر، وارتفعت كذلك "بينانس كوين"، كما زادت قيمة عملة "أفلانش" ثلاثة أضعاف في أغسطس/آب.
ولا توجد أسباب حقيقية لجنون أسعار العملات المشفرة البديلة، وفق محللين ومستثمرين، سوى أن المضاربين ينتقلون من العملات الأساسية إلى الفرعية الجديدة، والأكثر إثارة، مثلما يفعلون في العادة بعد الارتفاعات الكبيرة. فيما يرى آخرون عالماً يفيض بالنقدية وسط أسعار فائدة مصرفية فائقة الانخفاض، مما يدفع المستثمرين نحو الأصول الأكثر غرابة على الإطلاق.
يقول يوني آسيا، المؤسس والمدير التنفيذي لبورصة العملات المشفرة على الإنترنت "إيتورو"، لوكالة بلومبيرغ الأميركية :"لا يوجد شك في أن هناك الكثير من الإثارة في عالم العملات المشفرة.. يمكنك بالتأكيد رؤية ذلك في أرقام القطاع، سواء كنت تنظر إلى الأرقام الإجمالية أو إلى نمو المعاملات".
دراسة استقصائية، أظهرت أن ما يقرب من 25% من 6 آلاف مستثمر خضعوا للاستطلاع، يمتلكون عملات مشفرة، وهو رقم يرتفع إلى ما يناهز 50% بين المجموعة الأصغر سناً.
وكسرت بيتكوين من جديد حاجز الـ50 ألف دولار للوحدة الأسبوع الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، حيث عاد المستثمرون إلى شراء العملة المشفرة الأشهر عالمياً.
وأضحت السلفادور أول دولة في العالم ترقي بيتكوين إلى عملة لها شرعية التداول في البلد قبل أسابيع، وذلك بفضل رئيسها نجيب بوكيله، الذي دافع عن ذلك المشروع بالكثير من الحماسة والإصرار، حيث وصف ذلك القرار بالتاريخي.
وارتفع سعر بيتكوين الآن بأكثر من 70% من أدنى مستوياتها في ستة أشهر (أقل من 29 ألف دولار) التي سجّلتها في يونيو/حزيران الماضي، فيما تتزايد التكهنات بأن سعرها قد يصل إلى 100 ألف دولار.
وأشار المدير التنفيذي لبورصة "إيتورو" إلى أن أسعار الفائدة شديدة الانخفاض حول العالم، وكذلك المحفزات المالية الضخمة التي أقرتها الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأوروبية، أسفرت عن إرسال شيكات إلى الكثير من الأشخاص خلال جائحة فيروس كورونا، وذهبت بعض من تلك الأموال نحو العملات المشفرة، والأصول المرتبطة بها، مثل أسهم شركات التعدين المشفر.
واستثمر حوالي 15% من الأميركيين الذين تلقوا أول شيكين من أموال التحفيز جزءاً منها أو جميعها، واستثمر حوالي نصف هذه المجموعة بشكل خاص في العملات المشفرة، وفقاً لدراسة مسحية على أكثر من 1000 بالغ أميركي أجرتها مؤسسة "هاريس بول" لصالح مؤسسة "ياهو فاينانس".
وفي الوقت نفسه، صعد التضخم مع إعادة فتح الاقتصادات، مما يخدم تحذيرات بعض الموالين للعملات المشفرة من اختمار "تضخم مفرط". وقال آسيا إنه "عند وضع كل هذه العناصر بعضها مع بعض، فإنها تقود الكثير من الناس إلى النظر لأنواع مختلفة من الاستثمارات".
وأظهرت دراسة استقصائية حديثة أجرتها شركة "إيتورو" للتداول عبر الإنترنت أن ما يقرب من 25% من 6 آلاف مستثمر خضعوا للاستطلاع، يمتلكون عملات مشفرة، وهو رقم يرتفع إلى ما يناهز 50% بين المجموعة الأصغر سناً.
وخلُصت الشركة أيضاً إلى أن المستثمر العادي على وشك زيادة مخصصاته للعملات المشفرة في الأشهر المقبلة، وأن الاهتمام ببدائل "بتكوين"، و"إيثريوم"، وما يعرف بالعملات الرقيمة البديلة كبير.
في الوقت ذاته، ارتفعت عمليات تحميل تطبيقات تداول العملات الرقمية، وجاءت "كوين بيس غلوبال" في المركز الحادي عشر بين تطبيقات التمويل التي يتم تحميلها من متجر تطبيقات "أبل" على "آيفون"، وفقاً لشركة "آب آني" مقدمة بيانات وتحليلات الهواتف، وكانت في المركز الثالث والعشرين بين فئتها في أغسطس/آب الماضي، وحققت البورصات المشفرة "كراكن" و"فوياجر" و"كريبتو دوت كوم" تقدماً في المراكز أيضاً.
وقال مايكل أورورك، كبير استراتيجيي السوق في "جونز تريدينغ" إن "الأجيال الأصغر سناً تهيمن على المجال... الكثيرون انجذبوا تجاه مجال العملات المشفرة".
وقال جيسون أوربان، الرئيس المشترك لشركة "غلاكسي ديجيتال تريدينغ": "مؤخرا ترى أناساً قلقين من التضخم، فضلاً عن أشخاص قلقين من معروض الأموال، ومثلما كان شراء الأسهم بمثابة أداة تحوط ضد التضخم أصبحت العملات المشفرة أداة للتحوط أيضا".