وصل محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة العمانية مسقط على رأس وفد اقتصادي ومالي، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين.
وأعلن قسم العلاقات العامة بالبنك المركزي الإيراني، في تغريدة عبر "تويتر"، أنّ الزيارة إلى مسقط تأتي بدعوة عمانية، مشيراً إلى أنّ همتي سيمكث فيها يومين للقاء المسؤولين العمانيين.
وعن أجندة الزيارة، أشار إلى إجراء مباحثات "لتعميق الروابط المصرفية والتجارية بين البلدين على ضوء الظروف الدولية الجديدة".
والظروف التي يشير إليها المركزي الإيراني، هي وصول الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إلى السلطة، المؤيد للاتفاق النووي والدبلوماسية مع طهران، ومغادرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السلطة، الذي كان أكثر الرؤساء الأميركيين "عداء" للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث انسحب من الاتفاق النووي المبرم معها عام 2015 وفرض أقسى العقوبات عليها وفق استراتيجية "الضغوط القصوى".
وعلى وقع هذه التطورات، ثمة تفاؤل إيراني باختراقات في علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع العالم، لا سيما أنّ العقوبات المفروضة على طهران شملت جميع مفاصل اقتصادها.
وسلطنة عمان من الدول الخليجية التي تربطها علاقات وطيدة مع طهران، وهي على مدى العقود الأربعة الأخيرة كانت أهم الوسطاء بين طهران وواشنطن، فضلاً عن سويسرا راعية المصالح الأميركية في إيران.
وشهدت علاقات إيران وعمان الاقتصادية ازدهاراً، بعد تراجع موقع الإمارات في التجارة الخارجية الإيرانية خلال الأعوام الأخيرة على خلفية موقفها الداعم للعقوبات الأميركية وتنفيذها.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الجارين في الوقت الحاضر مليار دولار فقط، غير أنهما يسعيان إلى زيادته إلى 5 مليارات دولار.
غير أن ثمة مشاكل تعتري العلاقات التجارية بين البلدين في مجال التحويلات النقدية والتعاملات المصرفية، وهي تحديات جسام، تواجهها إيران بشكل عام في تجارتها الخارجية بسبب العقوبات الأميركية القاسية.
وعلى ما يبدو، فإن الجانب الإيراني يسعى إلى حل هذه المشاكل في الوقت الراهن بعد وصول بايدن إلى سدة الرئاسة، فضلاً عن أن هناك أيضاً مشاكل أخرى في الموانئ والملاحة البحرية، حسب تصريحات لوزير الصناعة والتجارة الإيراني السابق رضا رحماني.
ووقّعت طهران ومسقط على ثلاث مذكرات تفاهم في مجالات "المعيار" والرياضة والنقل البحري، خلال الاجتماع الثامن عشر للجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة في طهران خلال ديسمبر/كانون الأول 2019 بمشاركة وزير الصناعة والتجارة الإيراني السابق رضا رحماني، ونظيره العماني علي بن مسعود بن علي السنيدي، ومسؤولين آخرين ونشطاء اقتصاديين من البلدين.