ديسانياكا مرشح اليسار يتصدر انتخابات الرئاسة في سريلانكا: وعود بخفض الضرائب وتعديل اتفاق صندوق النقد
استمع إلى الملخص
- **الأزمة الاقتصادية والسياسية في سريلانكا**: شهدت سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها عام 2022، مما أدى إلى احتجاجات واسعة وإطاحة الرئيس السابق، واستقرار الاقتصاد ببطء تحت سياسة تقشف قاسية.
- **ردود الفعل والتطلعات المستقبلية**: اعترف وزير الخارجية بفوز ديساناياكا، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 76%. وعد ديساناياكا وبريماداسا بإعادة التفاوض على شروط خطة صندوق النقد الدولي.
وعد زعيم الائتلاف اليساري في سريلانكا، أنورا كومارا ديساناياكا، التي أظهرت نتائج أولية رسمية فوزه في الانتخابات الرئاسية، بعدم إلغاء الاتفاق غير المرغوب فيه شعبيا الموقّع مع صندوق النقد الدولي على خلفية الأزمة المالية في البلاد. وبعد انتهاء فرز الأصوات، حصل المرشح الماركسي ديساناياكا، البالغ 55 عاما، على 5.63 مليون صوت (42.3%)، بحسب اللجنة الانتخابية. وتقدّم ديساناياكا بوضوح على زعيم المعارضة في البرلمان ساجيت بريماداسا (يمين وسط) البالغ 57 عاما والحاصل على 32.7% من الأصوات، وعلى الرئيس المنتهية ولايته رانيل ويكريميسينغه (75 عاما)، والحاصل على 17.2% من الأصوات.
وفي حين لم يحصل أي مرشح على أكثر من نصف الأصوات، تحصي اللجنة الانتخابية التفضيلات الثانية والثالثة للناخبين، ما يؤخر الإعلان الرسمي النهائي للنتائج. وحتى قبل إعلان النتائج، أعلن ديساناياكا، الأحد، أنه لن "يمزق" خطة الإنقاذ الموقّعة مع صندوق النقد الدولي في عام 2023 بعد مفاوضات طويلة، والبالغة 2.9 مليار دولار. وقال بيمال راتناياكي، عضو المكتب السياسي في حزب "جبهة تحرير الشعب" اليساري، لوكالة فرانس برس: "لن نلغي خطة صندوق النقد الدولي.. رغبتنا هي التعاون مع صندوق النقد الدولي وإدخال تعديلات معينة".
وخلال حملته، دان ديساناياكا الزعماء "الفاسدين" المسؤولين في نظره عن الفوضى التي حدثت عام 2022، ووعد بتخفيض الضرائب والرسوم على المنتجات الغذائية والأدوية، لتأثيرها على السكان. وقال بثقة، السبت، أثناء إدلائه بصوته في العاصمة كولومبو: "أعتقد أن هذه الانتخابات ستمثل أكبر نقطة تحوّل في تاريخ سريلانكا".
تقشف قاس في سريلانكا
وفي عام 2022، شهدت سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، وأدت إلى احتجاجات في الشوارع وإلى الإطاحة في النهاية بالرئيس آنذاك غوتابايا راجاباكسا، الذي حاصر متظاهرون غاضبون قصره واقتحموه، جراء التضخم ونقص الإمدادات، ما دفعه إلى الفرار من البلاد. وخلفه ويكريميسينغه الذي قاد سياسة تقشف قاسية وزاد الضرائب وخفض بشكل جذري الإنفاق العام. وتمكّن ويكريميسينغه خلال العامين اللذين أمضاهما في منصبه من إعادة الهدوء إلى الشارع. وقال صندوق النقد الدولي إن الإصلاحات التي أقرتها حكومة ويكريميسينغه بدأت تؤتي ثمارها، مع عودة النمو ببطء.
لكن خطة الإنقاذ تركت ملايين السريلانكيين يكافحون من أجل العيش. وأكد البنك الدولي أن بداية التعافي في سريلانكا أدت إلى زيادة نسبة الفقر، الذي بات يطاول حاليا أكثر من ربع السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة.
وخاض ويكريميسينغه معركة صعبة للبقاء في منصبه ومواصلة الإجراءات التي أدت إلى استقرار الاقتصاد في البلاد وأنهت أشهرا من نقص الغذاء والوقود والأدوية. وقال ويكريميسينغه بعد الإدلاء بصوته صباحا: "أخرجت هذا البلد من الإفلاس". ولم يصدر أي رد فعل فوري من الرئيس المنتهية ولايته حتى منتصف نهار الأحد على النتائج الأولى التي أظهرت هزيمته إلى حد كبير. لكنه مدد حتى ظهر الأحد (06.30 بتوقيت غرينتش) حظر التجول الذي فرضه عشية الانتخابات في بلد يشهد هدوءا تاما.
ديساناياكا وبريماداسا وعدا بالتفاوض لتعديل اتفاق الصندوق
واعترف أحد حلفاء ويكريميسينغه الرئيسيين، وزير الخارجية علي صبري، بفوز ديساناياكا. وقال على موقع "إكس": "على الرغم من أنني قمت بحملة قوية لصالح الرئيس رانيل ويكريميسينغه، إلا أن الشعب السريلانكي اتخذ قراره، وأنا أحترم تماما التفويض الذي أعطاه لأنورا كومارا ديساناياكا". وشهدت الانتخابات نسبة مشاركة مرتفعة بلغت حوالي 76% بحسب مفوضية الانتخابات. وعبّر العديد من الناخبين في العاصمة كولومبو وضواحيها، السبت، عن استيائهم وتعبهم من القيود المستمرة منذ عامين.
وقال الناخب محمد سراج رازق (43 عاما)، لوكالة فرانس برس: "يجب أن يحدث تغيير في البلاد"، مضيفا أن "تبذير الدولة في الإنفاق لصالح السياسيين فقط يجب أن يتوقف". وعلى غرار ديساناياكا وعد الزعيم المعارض ساجيت بريماداسا، بإعادة التفاوض على شروط خطة صندوق النقد الدولي، في حال فوزه.
لكن الصندوق بدا غير مستعد لإجراء تعديلات على اتفاق عام 2023. وقالت جولي كوزاك، من صندوق النقد الدولي، لصحافيين في واشنطن الأسبوع الماضي: "جرى تحقيق الكثير من التقدم. لكن البلاد لم تخرج من الأزمة بعد".
(فرانس برس)