استمع إلى الملخص
- تميز نوفمبر بأداء قوي للأسواق، مع مكاسب كبيرة للمؤشرات الرئيسية وارتفاع مؤشر روسيل 2000 بنسبة 11%، بينما تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات.
- الأسواق الأوروبية كانت شبه مستقرة مع تسارع التضخم، بينما شهدت الأسواق الآسيوية أداءً مختلطاً، حيث ارتفعت الأسهم الصينية وانخفض مؤشر Kospi في كوريا.
واصلت الأسهم الأميركية ارتفاعها في تعاملات يوم الجمعة المختصرة، ليسجل مؤشرا داو جونز الصناعي وستاندرد أند بورز 500 أعلى مستوياتهما على الإطلاق، وليكون شهر نوفمبر/تشرين الثاني هو أفضل شهور العام الحالي للمؤشرات الرئيسية الثلاثة، بعد الإعلان عن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة التي جرت خلال الأسبوع الأول من الشهر.
وفي تعاملات آخر أيام الأسبوع، الذي كان أيضاً آخر يوم عمل في الشهر، واقتصرت جلسته على ثلاث ساعات ونصف في مناسبة "الجمعة السوداء"، ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.56% ليغلق عند أعلى مستوى إغلاق في تاريخه، وقفز مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.83%، بينما اكتفى مؤشر داو جونز بالارتفاع بنسبة 0.42%،كانت كافية لتسجيله إغلاقاً قياسياً جديداً، على مقربة من عتبة 45,000 نقطة. وسجل كل من مؤشري داو جونز وستاندرد أند بورز 500 مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات اليوم، مستفيدين من ارتفاع قوي لأسهم شركات أشباه الموصلات.
وشهدت أسهم شركات أشباه الموصلات، مثل Applied Materials، مصنعة الرقائق وبرامج الحاسب الآلي، وLam Research المتخصصة في تصنيع معدات أشباه الموصلات وتطوير تقنياتها، وعملاق تصنيع الرقائق التي يفضلها المستثمرون إنفيديا، ارتفاعاً ملحوظاً، بعد صدور تقرير من بلومبيرغ يؤكد أن القيود الجديدة التي تخطط إدارة بايدن لفرضها على مبيعات هذه الصناعة للصين ستكون أقل حدة مما كان متوقعاً سابقاً. وارتفعت أيضاً أسهم شركة الألعاب Hasbro بنسبة 2% بعد أن أثار إيلون ماسك تكهنات حول استحواذ محتمل بطرحه سؤالاً على منصة X حول قيمة الشركة.
ووفقاً لبيانات السوق التي يوفرها "داو جونز"، حقق مؤشراً ستاندرد أند بورز 500 وداو جونز أكبر مكاسب شهرية لهما خلال عام 2024. وصعد مؤشر الشركات الصغيرة روسيل 2000 أيضاً، ليصل بمكاسبه الشهرية إلى نحو 11%.
وأشعل فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا الشهر موجة صعود في السوق، حيث راهن المستثمرون على أن التخفيضات الضريبية المقترحة، مع تخفيف اللوائح التنظيمية، ستعزز أرباح الشركات. ورغم تهديده بفرض رسوم جمركية على شركاء تجاريين رئيسيين، تجاهل متداولو الأسهم إلى حد كبير هذه التهديدات، باستثناء بعض القطاعات مثل أسهم السيارات التي تأثرت سلباً خلال الأسابيع الأخيرة.
وقالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم الأموال والأسواق في شركة الخدمات المالية البريطانية Hargreaves Lansdown في مذكرة: "لا يزال هناك الكثير من الحماس، وأعتقد أن ذلك مرتبط باعتقاد المستثمرين أن أسوأ تأثيرات رسوم ترامب الجمركية قد لا تتحقق". وأضافت: "الحكم لا يزال معلقاً".
وشهدت تسعة من أصل 11 قطاعاً في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 ارتفاعاً يوم الجمعة في موجة صعود واسعة النطاق، في حين استأنفت بيتكوين مسيرتها نحو عتبة 100 ألف دولار، بحجم تداول ضخم فوق مستوى 97 ألف دولار.
ويدرك المستثمرون أن شهر ديسمبر/كانون الثاني أثبت على مدار عقود أنه عادة ما يكون شهراً قوياً لمؤشرات الأسهم الأميركية في أغلب الأحيان، وهو ما يأمل المستثمرون بتكراره لإنهاء عام شهد حتى الآن ارتفاع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 26%. وقال خوسيه توريس، كبير الاقتصاديين في منصة تداول الأسهم الأميركية Interactive Brokers: "التفاؤل بشأن وصول سانتا كلوز لن يقتصر على الأطفال".
وفي سوق السندات، تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات يوم الجمعة إلى 4.192%، منخفضاً قليلاً عن مستواه قبل شهر، وهو ما ساهم في تعزيز ارتفاعات الأسهم الأميركية. والأسبوع المقبل، سيتابع المستثمرون سلسلة من البيانات، بما في ذلك الإنفاق على البناء وتقرير الوظائف لشهر نوفمبر. وسيستمع هؤلاء إلى تصريحات مسؤولين في بنك الاحتياط الفيدرالي، بمن فيهم رئيس البنك جيروم باول.
وتعززت الأسواق بفضل الآمال في أن تخفيض أسعار الفائدة سيساعد على تعزيز النمو الاقتصادي وتعزيز شهية المستثمرين للمخاطرة. لكن مسؤولي البنك الفيدرالي أشاروا مؤخراً إلى أنهم قد يوقفون تخفيضات الفائدة إذا تباطأ التقدم في السيطرة على التضخم بسبب قوة الاقتصاد.
وفي محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأخير، الذي نُشر في وقت سابق من هذا الأسبوع، رأى صانعو السياسات أن مخاطر التباطؤ الكبير في سوق العمل أو الاقتصاد قد تراجعت منذ اجتماع سبتمبر/أيلول. ويوم الجمعة، قدر متداولو المشتقات فرصة بنسبة الثلثين تقريباً بأن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرة أخرى في ديسمبر/كانون الأول، وفقاً لمؤشر مراقبة البنك الفيدرالي التابع لبورصة شيكاغو التجارية. ويعكس المؤشر أيضاً توقع المستثمرين بإبقاء البنك المركزي على أسعار الفائدة ثابتة في اجتماع يناير/كانون الثاني.
وفي أوروبا، كان مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية شبه مستقر بعد أن أظهرت البيانات تسارع التضخم في منطقة اليورو في نوفمبر. وانخفضت عوائد السندات الفرنسية لكنها ظلت مرتفعة مقارنة بنظيراتها في منطقة اليورو، حيث تواجه الحكومة الفرنسية صعوبة في تمرير ميزانيتها. وفي علامة رمزية على قلق المستثمرين، تجاوز العائد القياسي لفرنسا يوم الخميس لفترة وجيزة نظيره في اليونان، التي انخفضت فيها تكاليف الاقتراض بحدة مع تحسن سمعة البلاد الاقتصادية.
وبالتزامن، كانت الأسواق الآسيوية مختلطة، حيث ارتفعت الأسهم الصينية بعد أن أعلنت بكين عن تمديد بعض الإعفاءات الجمركية على السلع الأميركية حتى فبراير/شباط، وهو ما اعتبره المستثمرون بادرة حسن نية تجاه إدارة ترامب المقبلة. وفي كوريا، انخفض مؤشر Kospi Composite بنحو 2% بعد بيانات اقتصادية ضعيفة.
وفي اليابان، أدت بيانات التضخم غير المتوقعة في طوكيو إلى زيادة رهانات المستثمرين على أن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة الشهر المقبل. وارتفع الين الياباني بنسبة 1% مقابل الدولار، مما أضاف إلى ارتفاعاته الأخيرة.