كشف الخبير الدولي في الاستكشافات البترولية، عادل دوبان، أن تراجع إنتاج الغاز من حقل ظهر، والذي يمثل نحو 38.5% من حجم الغاز المنتج في مصر، جاء بسبب مشاكل تقنية، نتيجة محاولة زيادة الإنتاج عن الحد المسموح به فنيًا (جائر)، وفقًا لما كشفت عنه عدة تقارير دولية.
وأضاف في تصريحات لـ"العربي الجديد، أنه "أثناء الإنتاج تكون هناك نسبة من المياه الحامل للغاز، ويعمل مهندسو الخزانات والإنتاج على بقائه فى أضيق الحدود، لكن مع زيادة حجم الإنتاج عن مستوى معين، توجد صعوبة في ثبات سطح المياه في مستوى ساكن، وهو ما يعرف بظاهرة (مخروط المياه)، وبالتالي زادت نسبة المياه على حساب حجم الغاز المنتج".
وتابع: "كان يجب الحفاظ على معدل معقول وثابت أثناء الإنتاج للحفاظ على المياه تحت الغاز في مستوى افقي، فكلما زادت نسبة المياه انخفض إنتاج الغاز"، لافتًا إلى أن وصول الآبار لمعدلها الطبيعي من الإنتاج قد يأخذ بعض الوقت، وربما يتم إغلاق بعض الآبار لفترة، حتى يمكن التغلب على المشكلة الحالية.
ونفت الحكومة المصرية، أمس الثلاثاء، صحة الأنباء المتداولة حول وجود مشاكل تقنية بحقل ظهر للغاز الطبيعي تسببت في تراجع الطاقة الإنتاجية للحقل من الغاز الطبيعي بما يهدد بخروجه من الخدمة، بحسب المركز الاعلامي لمجلس الوزراء.
وكانت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية قد أكدت في بيان صدر الاثنين أن حقل ظهر يعمل بأعلى كفاءة وبكامل طاقته الإنتاجية، وفقاً لأحدث المعايير العالمية، دون وجود أي مشكلات تقنية، مؤكدة أن الحقل بدأ الإنتاج المبكر عام 2017 بمعدلات حوالي 350 مليون قدم غاز مكعبة في اليوم، واستمر في الزيادة تدريجياً كنتيجة لدخول الآبار طور الإنتاج، إذ دخلت 19 بئراً منها في الإنتاج.
وأشارت إلى أن إجمالي استثمارات الحقل بلغت حتى الآن 12 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأضافت أن الشركاء في حقل ظهر (إيني الإيطالية وبي بي البريطانية وروسنفت الروسية ومبادلة الإماراتية وإيجاس المصرية) لا يتوانون عن ضخ الاستثمارات منذ بدء الإنتاج للحفاظ على معدلات الإنتاج للحقل، وجار حالياً حفر البئر العشرين باستثمارات 70 مليون دولار.
وذكرت قاعدة بيانات الطاقة المشتركة "جودي"، أن إنتاج مصر من الغاز تراجع بنسبة 9% على أساس سنوي فى أول 5 أشهر من العام الحالي، ليصل إلى نحو 25.6 مليار قدم مكعبة مقابل 28.1 مليار قدم مكعبة في الفترة نفسها من العام 2022.
وعزت مؤسسة " فيتش سوليوشنز" التراجع إلى انخفاض إنتاج حقل ظهر بنحو الثلث عن مستوى 28 مليار قدم مكعبة، وبنسبة 11% عن العام الماضي إلى 2.45 مليار قدم مكعبة يومياً، ووصل حالياً إلى متوسط إنتاج حوالي 2.3 مليار قدم مكعبة، وهو ما أدى إلى انخفاض إجمالي إنتاج البلاد من الغاز.
وتوقعت المؤسسة انخفاض إنتاج الغاز في مصر 4% خلال العام الحالي فى ظل المشكلات التي تواجه حقل ظهر نتيجة تسرب المياه، بدلًا من توقعاتها سابقًا أن ينمو 1%، بما يخفض الإنتاج لأدنى مستوى في 3 سنوات.
وأفادت مجلة "ميس" المعنية بأخبار الطاقة بهبوط إنتاج الغاز في مصر إلى أدنى مستوى له في 28 شهرًا عند 6.132 مليارات قدم مكعبة يوميًا، في فبراير/شباط الماضي ليصل حالياً إلى 5.8 مليارات قدم مكعبة يوميًا.
وتسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في مصر بشكل يومي، خلال الأسبوع الجاري، في حالة من الغضب بسبب تزامن ذلك مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وكشفت الحكومة المصرية أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي تهدف للحد من استهلاك الغاز خلال الموجة الحارة.