أكدت مصادر مطلعة بمركز البحوث الزراعية في مصر، اليوم السبت، أنّ هناك مخططاً يتم الإعداد له للاستيلاء على أرض محطة الجميزة للبحوث الزراعية بالغربية، والتي تتعدى مساحتها 300 فدان (1.26 مليون متر مربع تقريباً) بهدف تحويلها لإسكان اجتماعي.
ونفت مصادر مسؤولة بالمحطة في تصريحات خاصة، لـ"العربي الجديد"، وجود أي مؤشرات على هذا التوجه، بالرغم من تأكيد مسؤول سابق بوزارة الزراعة وجود المخطط.
وتعتبر أرض محطة الجميزة هي الخامسة ضمن فصول الهجوم على أراضي المراكز البحثية خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ تم إخطار عميد كلية الزراعة بالمنوفية، الشهر الماضي، بإخلاء أرض مزرعة الراهب البحثية، والتابعة للكلية والتي تقدر مساحتها بحوالي 55 فداناً، وتسليمها للجهة المنوط بها إقامة مشروع إسكان الاجتماعي بالمنطقة.
وتكرر نفس الأمر بمحطة بهتيم للبحوث الزراعية (380 فداناً)، إذ ذهبت لجنة من القوات المسلحة لرفع إحداثيات أرض المحطة، دون علم القائمين عليها، لإدراجها ضمن مشروعات التطوير العقاري لمدينة شبرا الخيمة.
و فوجئ الباحثون بمحطة كفر حمام للبحوث الزراعية بالشرقية بلجان مساحية لا يُعرف تبعيتها على وجه التحديد (رئاسة الوزراء- هيئة المجتمعات العمرانية- ديوان محافظة الشرقية) لرفع إحداثيات أرض المحطة (36 فداناً) بهدف إنشاء عمارات سكنية، بحسب رد مسؤولي اللجان على تساؤلات باحثي المحطة.
واستغاث عشرات العاملين بمحطة بحوث الدواجن بالإسكندرية، بعد ورود معلومات للمحطة بتحويلها (12 فداناً) لمنطقة سكنية.
ومن جهته وصف عضو مجلس النواب النائب محمد عبدالله زين الدين، ما يحدث بـ"الجريمة" في حق الأراضي الزراعية، إذ إنّ تكلفة تعويض هذه المساحات تكبد الدولة المليارات، بالإضافة إلى عدم وصولها لنفس كفاءة إنتاج الأراضي القديمة.
وشدد، في بيان عاجل للحكومة، الأسبوع الماضي، بشأن تحويل أراضي محطات البحوث الزراعية وتخصيصها لمشروعات الإسكان الاجتماعي، على أن ما يخطط لتبويره ليست أراضي زراعية فقط، وإنما هي محطات بحثية تستهدف في الأساس إجراء الأبحاث الزراعية لتحسين جودة التقاوي وزيادة الإنتاجية، وتقليل تكلفة الإنتاج، وهو جزء هام من بنية البحث العلمي في مصر.
وطالب النائب الحكومة بتوضيح حقيقة التخطيط لتبوير محطات بهتيم وكفر حمام بالشرقية و الوادي الجديد، والإسماعيلية والحمراوي بكفر الشيخ، ومزرعة الراهب التابعة لكلية الزراعة بجامعة المنوفية.
يُشار إلى أن جهود المراكز البحثية أسفرت عن نجاحات في زيادة إنتاجية العديد من المحاصيل الإستراتيجية، إذ تم رفع إنتاجية فدان القمح من 10 أرادب إلى 18 إردبًا، والذرة الشامية من 13 إردبًا إلى 25 إردبًا، والأرز من 2.4 طن إلى 4.2 أطنان، وقصب السكر من 31.5 طن/ فدان إلى ٥٠ طن/ فدان، وبنجر السكر من 12 طن/ فدان إلى 21 طنًا.