دعت الأمم المتحدة في تقرير، الاثنين، إلى الإصلاح السريع لميناءين رئيسيين في جنوب اليمن لتقليل كلفة الغذاء المستورد، في وقت يقف البلد الغارق في الحرب على شفير مجاعة واسعة النطاق.
والميناءان في عدن والمكلا الخاضعان لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، جزء من المداخل الرئيسية الأربعة للغذاء والمساعدات إلى اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب المنظمة الأممية.
وقد حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الشهر الماضي، من أن المجاعة يمكن أن تصبح جزءًا من "واقع" اليمن في عام 2021، بعدما سعى مؤتمر للمانحين لجمع 3.85 مليارات دولار من أكثر من 100 حكومة وجهة مانحة، لكن تم تقديم 1.7 مليار دولار فقط.
وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أوك لوتسما، لوكالة "فرانس برس"، إن "إصلاح الموانئ سيقلّل من كلفة الغذاء في اليمن".
وأضاف أن "المجاعة التي تلوح في الأفق في اليمن مرتبطة بالقدرة على تحمل تكاليف الغذاء وليس توافر الغذاء. على سبيل المثال، يقوم 50 في المئة من سعر كيلوغرام القمح على تكاليف النقل، مثل الشحن والتأمين وغرامات التأخير".
وبعد أكثر من ست سنوات من الاقتتال بين الحكومة والمتمردين الذين يسيطرون على الجزء الأكبر من الشمال، تسببت الحرب في أضرار جسيمة في ميناءي عدن والمكلا ورفعت قيمة تأمينات مخاطر الحرب، ما أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية المستوردة.
وفي تقريره حول تقييم الأضرار، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن هناك حاجة ملحة إلى 49.6 مليون دولار (21.6 مليون دولار لعدن و28 مليون دولار للمكلا)، للحفاظ على عمليات الموانئ الحالية وإعادة عمليات الميناء إلى ظروف ما قبل الحرب.
ويشمل ذلك شراء زورق قطر، وقطع الغيار اللازمة، وتوفير التدريب الأجنبي، ما سيساعد في القضاء على تأمينات مخاطر الحرب ونقل عمليات التفتيش إلى الموانئ نفسها بدلا من تفتيشها في أماكن أخرى.
يذكر أنّ اليمن يستورد 90 في المئة من احتياجاته الغذائية لإطعام سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة، والعام الماضي، دخل 60 في المئة من إجمالي الواردات الغذائية إلى الدولة الفقيرة عبر موانئ البحر الأحمر التي يسيطر عليها المتمردون في الحديدة والصليف، تليها عدن (36 في المئة)، والمكلا (3 في المئة).
وجاء في التقرير "مع اقتراب اليمن من مجاعة واسعة النطاق، أصبح توقيت ترميم الموانئ أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وتابع "إذا تم إصلاح البنية التحتية للموانئ، مثل العوامات وأنظمة الملاحة والرافعات، فإنّ تكاليف شركات الشحن ستنخفض، ما يجعل الغذاء في نهاية المطاف في متناول اليمنيين ويتيح جلب المزيد من المساعدات الإنسانية".
(فرانس برس)