قال مسؤولون ماليون بارزون في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن من شأن إعادة فتح الصين بعد إلغاء قيود مكافحة الجائحة تعزيز النمو العالمي بما يفوق التوقعات والمساعدة في تفادي كساد أوسع نطاقاً، حتى في ظل مكافحة أكبر الاقتصادات العالمية لتخطي تباطؤ اقتصادي.
وركزت النقاشات، اليوم الثلاثاء، على الحرب في أوكرانيا ومستقبل التجارة العالمية بعد رفع القيود المرتبطة بالوباء في الصين، ويشارك وفد أوكراني كبير برئاسة السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا التي ستلقي كلمة خاصة أمام المنتدى خلال الجلسة العامة الثلاثاء.
وستكون عواقب الصراع على إمدادات الطاقة العالمية والأمن الغذائي والأمن عموماً، وخصوصاً في أوروبا، على أجندة هذا الأسبوع أيضاً.
ورفعت الصين الكثير من أكثر القيود إنهاكاً، بعدما تخلت عن سياسة "صفر كوفيد" الصارمة، ما عزز الآمال بأن بوسع ثاني أكبر اقتصاد عالمي إعادة إحياء النمو العالمي، حتى مع دخول الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبريطانيا كساداً في الأرباع القادمة.
وقالت لورا إم. تشا، رئيسة شركة هونغ كونغ للمقاصة وتبادل الأوراق المالية، للمؤتمر في دافوس بسويسرا، إن "إعادة فتح الصين يجب أن تكون الحدث الرئيسي، وستكون محفزاً رئيسياً للنمو".
وأضافت، وفقاً لوكالة "رويترز"، أن "النمو سيرتفع في آسيا، لا في الصين فحسب، (ولكن أيضاً) في الهند وإندونيسيا، هذه كلها اقتصادات ناشئة وقوية جداً".
وأيد آخرون ممن رأوا أن الصين هي مفتاح التعافي العالمي تصريحات تشا، وقال دوغلاس إل. بيترسون، رئيس شركة "ستاندرد آند بورز غلوبال" ورئيسها التنفيذي، في أحد نقاشات اللجنة: "هناك حفاظ على المدخرات وعزوف عن الطلب، لذا نعتقد أن الصين ستشهد نمواً قوياً جداً، وخصوصاً مع دخول أواخر العام".
خطة أوروبية بمواجهة الصين وأميركا
من جانبها، ندّدت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، الثلاثاء، في دافوس، بـ"المحاولات الشرسة" لجذب القدرات الصناعية من أوروبا، وخصوصاً في مجال التكنولوجيا المرتبطة بالطاقة النظيفة "إلى الصين وأماكن أخرى" عبر دعم الأسواق.
وحذّرت في كلمة ألقتها خلال المنتدى، مؤكدة أنه "لن نتردد في فتح تحقيقات إذا قدّرنا أن أسواقنا العامة أو أسواقاً أخرى" تتلقى دعماً مماثلاً.
كما قدمت فون ديرلاين الخطوط العريضة لـ"الاتفاق الاخضر" الذي سيسهل كثيرا عملية مساعدة الصناعات الخضراء والمشروعات على مستوى الاتحاد التي ستحصل على تمويل ضخم بينما يسعى الاتحاد الأوروبي لتحقيق هدفه المتمثل في الوصول لنظام طاقة محايد للكربون بحلول عام 2050.
وقالت إن الكتلة المكونة من 27 دولة ستصبح أكثر قوة في مواجهة الممارسات التجارية غير العادلة من جانب واشنطن أو بكين.
وستكون خطة فون ديرلاين المحرك الرئيسي للنقاش بين الدول الأعضاء قبل اجتماع زعمائهم السبعة والعشرين في القمة التي ستستمر يومي 9 و10 فبراير/ شباط المقبل حول هذه القضية.
تحفيز الطاقة المتجددة
في السياق، قال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن الغزو الروسي لأوكرانيا منح حافزاً إضافياً لدعم جديد للطاقة المتجددة، حيث انضمت مخاوف بشأن أمن الإمدادات إلى مخاوف بيئية. لكن بيرول أضاف، اليوم الثلاثاء، خلال حلقة نقاش في المنتدى، أن الاستثمار في الطاقة النظيفة لا يزال متخلفاً عن المطلوب.
وأكد، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس"، أن انقطاع إمدادات النفط والغاز الطبيعي من روسيا يعني أن "المحرك الأكبر لزيادة الطاقة المتجددة اليوم هو أمن الطاقة، لأن مصادر الطاقة المتجددة المحلية هي طاقة أوقات السلم".
وأشار بيرول إلى التقدم المحرز في التحول إلى السيارات التي تعمل بالكهرباء، قائلاً إنها كانت 3 فقط من كل 100 سيارة بيعَت عام 2019، لكنها وصلت إلى 13 بالمائة خلال العام الماضي، وأضاف أن جميع السيارات الأخرى في الأسواق الرئيسية ستكون كهربائية بحلول عام 2030.
وأشار بيرول إلى أن كل 1.50 دولار ينفق على الاستثمار في الطاقة النظيفة، يقابله دولار للاستثمار في الوقود الأحفوري، قائلاً: "إذا أردنا الوصول إلى هدفنا، يجب أن تكون النسبة واحداً إلى تسعة".
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)