منشآت النفط الإيرانية في مرمى الاستهداف الإسرائيلي

03 أكتوبر 2024
إيران تقدم نحو 4% من إنتاج النفط العالمي (فرانس برس)
+ الخط -

تدخل منشآت النفط الإيرانية في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، بعدما توعدت حكومة الاحتلال بالرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية التي وقعت الثلاثاء، ما يرسم سيناريوهات صعبة لأسواق النفط ومستويات الأسعار.

وقال مسؤولون إسرائيليون لموقع أكسيوس الأميركي إن إسرائيل قد ترد على الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته إيران، والذي شمل إطلاق حوالي 200 صاروخ، باستهداف منشآت حيوية داخل إيران، بما في ذلك منشآت نفطية ومواقع استراتيجية أخرى. وأشاروا إلى أن إسرائيل وإيران على حافة فتح جبهة صراع جديدة قد تكون الأكثر خطورة في الشرق الأوسط، في ظل تصاعد المخاوف من اندلاع "حرب إقليمية شاملة".

وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات، أمس الأربعاء، بفعل مخاوف من أن يعطل الصراع المتجه بشكل متسارع نحو الانفلات إمدادات النفط من مناطق إنتاجه الرئيسية، إذ وصلت العقود الآجلة لخام برنت صعودها أمس صوب 75 دولاراً للبرميل، وكذلك عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي نحو 71 دولاراً للبرميل، بزيادة تخطت 1% بعد ارتفاع بأكثر من 5% في ختام تداولات الثلاثاء.

وبينما كانت الأسواق توجّه أنظارها صوب ضعف التوقعات الاقتصادية العالمية التي تؤثر على الطلب على الوقود، تحولت سريعاً نحو المخاوف من انقطاع إمدادات النفط في الشرق الأوسط، بعدما أطلقت إيران صواريخ باليستية على إسرائيل، وفق ما نقلت رويترز عن بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة "فيليب نوفا" للخدمات المالية.

وقالت إيران إن هجماتها جاءت رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران أواخر يوليو/تموز الماضي، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضي.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع إيران ثمن هجومها الصاروخي على إسرائيل، بينما قالت طهران إن أي رد سيقابل "بدمار واسع النطاق"، مما أثار مخاوف من حرب أوسع نطاقاً. وعبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن دعم الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل.

وإيران عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتج رئيسي للنفط في المنطقة. وقال محللون في بنك "إيه.إن.زد" في مذكرة إن التدخل المباشر لإيران، العضو في أوبك، يثير احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط، وأضافوا أنّ إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في ست سنوات عند 3.7 ملايين برميل يومياً في أغسطس/ آب الماضي.

كما ذكرت مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" البحثية في مذكرة أن "التصعيد الكبير من جانب إيران يهدد بجر الولايات المتحدة إلى الحرب... تقدم إيران حوالي 4% من إنتاج النفط العالمي، لكن الاعتبار المهم سيكون ما إذا كانت السعودية ستزيد الإنتاج إذا تعطلت الإمدادات الإيرانية".

حتى الآن، كان للصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية وحزب الله تأثير محدود في الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن التصعيد إلى حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولاراً للبرميل وخفض الإنتاج العالمي بمقدار تريليون دولار، وفقاً لتحليل أجرته وحدتا "بلومبيرغ إنتليجنس" و"بلومبيرغ إيكونوميكس".

المساهمون