قالت منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، اليوم الاثنين، إن ارتفاع كلف الشحن نتيجة للتوترات المستمرة في البحر الأحمر قد يعوق الجهود العالمية لمكافحة التضخم.
وتشير تقديرات المجموعة التي تتخذ من باريس مقراً لها، إلى أن الارتفاع الأخير بنسبة 100% في أسعار الشحن البحري قد يؤدي إلى زيادة تضخم أسعار الواردات في بلدانها الأعضاء الثماني والثلاثين بنحو خمس نقاط مئوية إذا استمرت هذه الزيادة، وذلك فقاً لمقتطفات من التقرير نقلتها "سي أن بي سي" اليوم الاثنين.
وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أحدث توقعاتها الاقتصادية، إن ذلك قد يضيف كذلك 0.4 نقطة مئوية إلى إجمالي ارتفاع الأسعار بعد عام.
وفي أواخر عام 2023، بدأت شركات الشحن الكبرى في تحويل سفنها بعيداً عن قناة السويس المصرية، وهي أسرع طريق تجاري بين أوروبا وآسيا مع تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر.
ولا تزال التوترات مرتفعة، حيث تشارك أساطيل الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة في الصراع، كما تشنّ واشنطن ولندن ضربات على مواقع للحوثيين رداً على استهداف السفن، بينما يصرّ الحوثيون على مواصلة عملياتهم إلى حين وقف الحرب على غزة.
وتسلك السفن طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول الساحل الجنوبي لأفريقيا، مما يزيد من زمن الرحلة بنسبة تتراوح بين 30% و50%، مما يؤدي إلى إخراج طاقتها من السوق العالمية.
ومع ذلك، تشير منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، أيضاً إلى أن صناعة الشحن كانت لديها قدرة فائضة في العام الماضي، نتيجة لطلب سفن الحاويات الجديدة، الأمر الذي من شأنه أن يخفف من ضغوط التكلفة.
في هذا الشأن، قالت كبيرة الاقتصاديين في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، كلير لومبارديلي، لشبكة "سي أن بي سي"، اليوم الاثنين، إن الزيادة المستمرة في التضخم نتيجة للأزمة الأخيرة تمثل خطراً.
وأضافت لومبارديلي: "إنه شيء نراقبه من كثب... لقد شهدنا زيادة في أسعار الشحن، إذا استمر ذلك لفترة طويلة، فسيؤدي ذلك إلى تضخم أسعار المستهلكين... ولكن في الوقت الحالي، لا نتوقع أن يكون الأمر كذلك".
ووفقاً للرئيس التنفيذي للعمليات في شركة الخدمات اللوجستية DP World في دبي، لتيمن ميستر، فإن الواردات الأوروبية تمثل التحدي الأكبر، وشهدت تأخيرات كبيرة في الشحنات التي كانت في طريقها بالفعل إلى الأسواق.
وأضاف: "لسوء الحظ، هناك تكلفة أعلى، لذلك في نهاية المطاف، سترتفع معدلات التضخم... لكنها في الواقع ليست قريبة من ذروتها خلال كوفيد-19".